إلى فضيلة الشيخ علي سماحة وفقه المولى
من الواضح أنّ الإيمان بالله وكتبه وأنبيائه وملائكته لا يقتصر على المسألة القلبية الإعتقادية ، بل هو سلسلة ذات حلقات متشابكة ومتواصلة مع بعضها البعض ، فنبتدأ من داخل النفس البشرية حيث العقل والقلب وصولاً إلى عمل الجوارح في واقع الحياة ، ولذا يقول الإمام الصادق (عليه السلام): ( الإيمان عمل كلّه ، والقول بعض ذلك العمل ...) . ومن الطبيعي أنّ العامل وفق إيمانه محتاجٌ إلى ما يجعل عمله صحيحاً ومطابقاً للإيمان حتى لا ينحرف أو يخطئ من حيث يريد أن يصيب ، من هنا كانت الحاجة ضرورية إلى العلم الذي يعين المسلم الملتزم على التطبيق الواعي والسليم الموافق للأغراض الإلهية المقدّسة التي جعلها الله غاية لخلق الإنسان وجعله خليفة في
تعزية بالدكتور الحاج حسن القلا
قبل كلّ شيء أتقدّم باسم العاملين في الوحدة الثقافية المركزية وباسمي شخصياً بأحرّ التعازي بوفاة فقيد العلم والعمل الدكتور الحاج حسن القلا إلى أسرته الكريمة وإلى الأخوة الكرام في إذاعة النور الموقّرة ، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يتغمّد الراحل العزيز بواسع رحتمه وأن يلهم أهله وإخوانه ومحبيه الصبر والسلوان . لقد كان لنا مع الفقيد مشوارٌ طويلٌ امتدّ على مدى سنوات من خلال عمله مع الإخوة في الثقافة ، حيث كان يرعى شؤون المكتبة الثقافية العامّة في (( الإتحاد اللبناني للطلبة المسلمين )) وكان يعطيها من وقته وجهده بما ينمّيها ويجعلها مكتبة نموذجية تلبّي طموحات الدارسين والباحثين والمطالعين ، وقد كان رحمه الله يسعى لتأمين الموارد المالية من
قيمة العمل في الإسلام
قال الله تعإلى في محكم كتابه: { ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ... }، 73 / القصص . وعن الإمام السجاد (عليه السلام) في الدعاء السادس من أدعية الصحيفة السجادية: ( ... فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب ونهضات النّصب ، وجعله لباساً ليلبسوا من راحته ومنامه ، فيكون ذلك لهم جماماً وقوّة ، ولينالوا به لذّة وشهوة . وخلق لهم النهار مُبصراً ، ليبتغوا فيه من فضله، وليتسبّبوا إلى رزقه ، وليسرحوا في أرضه ، طلباً لما فيه نيل العاجل من دنياهم ، ودرك الآجل في أخراهم ) . لم نجد أفضل من هذا المقطع لتوضيح ما أجملته الآية الكريمة من معانٍ لخلق الليل والنهار ، التي نستفيد منها أنّ الله عزّ وجلّ قد جعل الليل موطناً للراحة والتلذّذ بالنوم ، والنهار موطناً للعمل والإنتاج ، وهذا ممّا يعني أنّ الإنسان خُلق ليعمل ، إلاّ أنّ عمله ينبغي أن يحقّق هدفين معاً : الهدف الأول : تأمين مستلزمات حاجياته الدنيوية من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والتعليم والطبابة وغير ذلك . الهدف الثاني : تأمين الإنتقال من دار الدنيا إلى دار