حديث عن السيدة الزهراء (عليها السلام)

عندما ننطلق لنتحدّث عن الزهراء (عليها السلام) الحاملة للقب سيدة نساء العالمين .... فهذا يعني لسنا في مقام الكلام عن شخصية نسائية متعارفة وشائعة، وإنّما نتحدّث عن نموذج إنساني رفيع إستطاع أن يكون مثلاً وقدوة لا لخصوص المشتركين مع ذلك النموذج في الصورة والشكل وإنّما للإنسان كلّه وللأزمان كلّها، وقيمة هذا النموذج أنّه ينطلق من حيث ينطلق الآخرون في هذه الحياة الدنيا بأجسادهم وأرواحهم وأفكارهم، لأنّهم استطاعوا أن يجسّدوا الفكر الإلهي الخاتم الذي نطلق عليه إسم الإسلام بأروع ما يكون التجسيد وعلى مستوى كلّ القضايا المعاشة في الواقع الحركي، الكبيرة منها المتعلّقة بالمصير العام، أو الصغيرة التي لا تتعدّى حدود العائلة، ولهذا نضع الزهراء(عليها السلام) كما هي في واقعها الذي حققته في مساق النماذج التي تمكّنت أن تتجاوز عصرها والجغرافيا التي كانت تتحرك فيها، لتصبح حقيقة على مستوى تطبيق الفكر والسلوك بحيث يسعى كلّ إنسان وفي كلّ زمان لكي يكون في أقرب حالةٍ ممكنة من تلك النماذج لأنّها الحجة الكبرى على قدرة الإسلام على صنع مثل أولئك الأفراد الذين فرضوا صورتهم وحضورهم الفاعل في كلّ زمانٍ ومكان.
دور الإمامة

من الواضح جداً أنّ النبوة تمثل حالة إلهية متميزة في مسيرة الإنسانية وتعطي الحياة أبعادها الحقيقية إلا أنّها لا ترافق الحياة لحظة بلحظة بل تتننقل لتخلو المسيرة منهم بسبب طروء الموت العارض عليهم كما تقول الآية مخاطبة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): { إنّك ميت وإنّهم ميتون}.
وهذا يفترض وجود من يقوم بمهمة الرعاية والحفظ لشريعة الله في الأرض لضمانٍ دائم للتبليغ الدائم الذي يحمي من الإنحراف والضياع والتحريف والفئة المؤهلة لذلك هي التي نطلق عليها لفظ"الأئمة" الذين يجسّدون خط الإمامة بمعنى النيابة عن النبوة في أداء المهام الإلهية المطلوبة ولذا نقول إنّ الأئمة مأمورون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالحفاظ على الأغراض الأساسية والأصيلة للشريعة.
قراءة في خطبة السيدة الزهراء "عليه السلام"

مكانة علي عليه السلام عند الله عزوجل والرسول "صلى الله عليه وآله"

مكانة علي عليه السلام عند الله عز وجل والرسول "صلى الله عليه وآله" وُلد في مكان لم يولد فيه أحد قبله ولن يولد فيه أحد بعده, وتربى منذ نعومة أظفاره وانفتاحه على الدنيا في حجر النبوة, وجاهد في سبيل إرساء دعائم الإسلام ولما يبلغ العشرين إلى أن أشرف على الستين, فخر صريعاً بدمه في محراب العبادة ليخرج من هذه الدنيا شهيداً مظلوماً.هذا المختصر يعطي صورة أولية مشرقة عن إنسان صارت حياته مدرسة متكاملة ينهل منها الساعون في هذه الدنيا للتحلي بصفات الجمال والخير والحب فمن أي جانب أردت أن تدخل إلى حياة علي”عليه السلام” تفوق على جميع من كان معه ومن حوله من المؤالفين والمخالفين في عصره, وفرض احترامه على كل من درس تلك الشخصية بعد العصر الذي عاشت فيه وأثرت في أحداثه ومجرياته.
اِقرأ المزيد: مكانة علي عليه السلام عند الله عزوجل والرسول "صلى الله عليه وآله"
الإمام علي “عليه السلام” وأبعاد الولاية الإلهية

اِقرأ المزيد: الإمام علي “عليه السلام” وأبعاد الولاية الإلهية
الغدير وحديث الثقلين
