الجهاد والإرهاب من وجهة نظر الإسلام
- المجموعة: مقالات فقهية
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 4003
أمّا الإرهاب فهو كما قال عنه الباحثون: (الرعب الدموي والعدوان المادي والمعنوي والمسُّ بالأبرياء، والقيام بأعمالٍ من شأنها التأثير سياسيّاً وإجتماعياً ونفسياً على الجهة المقصودة لإرغامها على اتخاذ قرار أو تعديله وفق ما يريد الإرهابيون).
من هذا الفارق بين المعنيين يتبينّ الجهاد هو أمرٌ مشروعٌ لهدفٍ مشروع، بينما الإرهاب أمرٌ غير مشروعٍ سواء أكان الهدف المنشود مشروعاً أو غير مشروع، فمجرد مشروعية الهدف لا تجيز مشروعية الوسيلة إذا كانت تتضمن إعتداءً على الأنفس والأموال والأعراض وزعزعة أمن المجتمع والإخلال به.
وإذا كان الفارق واضحاً إلى هذا الحد الصريح بين المفهومين، فمن أين جاء الخلط بينهما ومحاولة جعلهما شيئاًواحداً، إذ لا بدّ أن وراء هذا الخلط جهةٌ أو جهات تريد تشويه صورة الجهاد المشرق في سبيل أهداف شريفة ومشروعة وبوسائل مشروعة أيضاً.
ولا شكّ في أنّ الجهة أو الجهات التي تعمل على تشويه صورة الجهاد وجعله إرهاباً هي الجهة المتضرّرة من الجهاد المشروع دفاعاً عن الأرض والنفس وحرية القرار واستعادة الكرامة، وهي في عالمنا اليوم "الولايات المتحدة الأمريكية ... وربيبتها الغدة السَّرطانية ... الكيان الغاصب للقدس وفلسطين، وكلّ من هو لاحق لهما من الأنظمة المتخاذلة السائرة في ركاب السياسة الأمريكية ولا تريد الجهاد لا بنفسها ولا عبر المساهمة فيه بأيّ شكلٍ من الأشكال، بل تسعى مع القوى الدولية المتضرّرة إلى ضرب هذا الجهاد ومنعه من تحقيق أهدافه لكي تنعم بخيرات الأمّة وثرواتها في غير الجهة التي يمكن أن تستفيد منها شعوبنا ودولنا الإسلامية.
والخلط بين مفهومي الجهاد والإرهاب وجعلهما مترادفين قد ينطلي على بعض الناس ممّن يرون تشابهاً ما بين نتائج المفهومين، لأنّ الجهاد المشروع ضدّ العدو ينتج عنه ضرر في الأنفس التي تستشهد وفي الأموال والممتلكات التي تدمّر، وانتفاء الأمن والسلام من حياة المجتمع المحتلّة أرضه، والإرهاب تنتج عنه نفس النتائج أيضاً لكن من دون وجود هدفٍ مشروع أو قد يكون مشروعاً لكن الوسائل المتّبعة للوصول إليها يرفض فيها الكثير من عدم المشروعية من الناحية الشرعية والإنسانية، وممّا يزيد في الخلط بين المفهومين في عصرنا الحاضر قوّة الإعلام الغربي ووسائله المتنوعة التي تسلّط الضوء على حركات المقاومة والجهاد المشروع وتظهرها للناس في العالم كلّه على أنّها حركاتٌ إرهابية مدانة بينما هي في الواقع ليست كذلك.
والذي يؤكّد الخلط بين المفهومين وأنّه من فعل القوى الإستكبارية في العالم هو أنّ القوى المهيمنة على السلطة والقرار الدوليين ترفض حتّى الآن تحديد معنى للإرهاب المدان وتمييزه عن الجهاد الشريف والمشروع حتى يبقى الفارق بينهما غامضاً، ولكي يتسنّى للقوى الكبرى في العالم والمتضرّرة من الحركات الجهادية في عالمنا الإسلامي وغيره أن تحارب وتقاتل تلك الحركات بحجّة أنّها إرهاب تنشر الفوضى والذعر والخوف في العالم، وعلى العالم كلّه أن يحاربها للتخلّص منها.وممّا لا نقاش فيه في الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وشرعة حقوق الإنسان والقانون الدولي أنّ الدفاع عن النفس والوطن هو أمرٌ مشروعٌ ومقدَّس طالما أنّه لا يخرج عن الضوابط والموازين الدولية أو الشرعية وفق مفهومنا الإسلامي، إلاّ أنّ القوى الإستكبارية التي تفرض هيمنتها على العالم تعمل على تحريف هذا الحقّ المشروع لتحوّله إلى إرهابٍ لأنّه يضرّ بمصالحها وسيطرتها وببسط نفوذها على مستوى العالم.
ولذا نرى أنّ كلّ دولةٍ من الدول تحاول تفسير الإرهاب بما يتناسب مع مصالحها ومنافعها، فإذا كان الجهاد المشروع مضرّاً بها تجعله إرهاباً، وإن كان موافقا لمصالحها تدعوه نضالاً مشروعاً، خصوصاً في ظلّ تضارب مصالح القوى الكبرى مع القوى الإقليمية ومع الدول والشعوب على امتداد العالم.
وإذا أردنا أن نعطي مثالاً جلياً وواضحاً عن هذا الخلط المقصود بين المفهومين من جانب القوى الكبرى المهيمنة على القرار السياسي في العالم وعلى وسائل الإعلام نأخذ ما يلي:
1 – جهاد الشعب الفلسطيني ضدّ الإحتلال الإسرائيلي: هنا نرى أنّ أميركا تعتبر أنّ كلّ فعلٍ يقوم به الشعب الفلسطيني ومقاوماته المسلّحة سواءً أكان فعلاً سلمياً إعتراضياً أو فعلاً جهادياً عسكرياً ويؤدّي إلى قتل وجرح أعداد من الجنود الإسرائيليين أو غيرهم هو فعلٌ إرهابي مُدان ومُستنكر، وتتمّ معاقبة الشعب الفلسطيني كلّه على أساس ذلك، أمّا اذا قصفت إسرائيل بطائراتها ودباباتها وتوغّل جنودها في أرض فلسطين المحتلّة وفي الضفة والقطاع وقتلت وجرحت ودمّرت وهتّكت الأعراض وفرضت الحصار على الشعب المظلوم لتركيعه وإذلاله وإخضاعه لجبروتها، فهذا دفاعٌ مشروعٌ ولا غبار عليه ولا يدينه أحدٌ في العالم، لأنّ مثل هذا الفعل ينسجم مع أهداف القوى المهيمنة والمسيطرة على القرار في العالم.
2 – المقاومة الإسلامية في لبنان: وهي التي نتجت عن احتلال الكيان الغاصب لأجزاءٍ كبيرة من لبنان حتّى وصلت إلى العاصمة "بيروت"... واحتلّتها، فشرع الشعب بمقاومة هذا الإحتلال من خلال العمليات الجهادية والإستشهادية والتي نتج عنها قتل وجرح العديد من جنود العدو الإسرائيلي، حيث كلّنا نرى الإعلام العالمي يدين ويستنكر فعل المقاومة الساعية لتحرير الأرض والإنسان وتعتبره إرهاباً، بينما لم نسمع صوتاً في العالم أدان الإحتلال الإسرائيلي واعتبره إرهاباً تمارسه دولة ذات نظام وإن كنا لا نعترف به، بل اعتبره دفاعاً مشروعاً عن النفس ضدّ من يحارب إسرائيل.
3 – إمتلاك إيران للقدرة على إنتاج الطاقة النووية: حيث أنّ إيران تعتبر أنّ امتلاكها لهذه الطاقة يوفّر لها احتياجاتها المتعدّدة من الكهرباء وغير ذلك من الأغراض السلمية للطاقة النووية، بينما يتّهمها الغرب وعلى رأسه أمريكا بأنها تريد امتلاك القدرة النووية العسكرية لإرهاب جيرانها من العرب والمسلمين وإخضاعهم لسيطرتها، بينما إيران تؤكّد أنّها حاضرة للتعاون مع كلّ الجهات الدولية المعنية بالطاقة النووية على أنّ برنامجها سلمي ولا تريد الإنتقال إلى الجانب العسكري، مع هذا نجد أنّ أمريكا لا زالت ومنذ سنوات تعمل على ردع إيران ومنعها من الحصول على حقّها الطبيعي في إنتاج الطاقة النووية السلمية وتعتبر أنّ امتلاك ايران لتلك الطاقة هو إرهابٌ مُدان وأنّه تهديد للأمن والسلم الدوليين، هذا في الوقت الذي كان الشاه البهلوي حاكماً لإيران كان يعمل على إنشاء مفاعل نووي تحت إشراف أمريكا مباشرةً ولم تعتبر فعله ذاك أنّه إرهابٌ أو تهديدٌ للأمّة والسلم في العالم.
هذه نماذج من الخلط بين مفهومي الجهاد والإرهاب، حيث نرى أنّ مصدر الخلط هو القوى الإستكبارية في العالم التي تريد مصادرة حرية الشعوب ونهب ثرواتها وخيراتها، وكلّما أراد شعبٌ ما أو مجموعةٌ ما في العالم أن تمارس عملها بحرية وبعيداً عن سطوة المستكبرين فإنّ هؤلاء يتّهمون ذلك الشعب أو تلك المجموعة بالإرهاب وبممارسة العنف وغير ذلك.
من كلّ ما سبق يتّضح أنّ الإرهاب هو صناعةٌ إستعمارية وإستكبارية بامتياز، وتمارسه القوى الكبرى خصوصاً... الولايات المتحدة الأمريكية ... التي نصّبت نفسها حاكماً للعالم، وتفسّمه إلى محور الخير وهو الداخل والدائر في فلكها أو المخالف معها وهو محور الشر وهي الدول أو الحركات الجهادية التي تجاهد لمواجهة هذا الطغيان الأمريكي على مستوى العالم وعالمنا الإسلامي بالتحديد.
وأخطر أنواع الإرهاب على الإنسانية وعلى الأمن والسلم الدوليين هو الحروب التي تشنّها القوى الكبرى ذات القدرات التسليحية والمالية والإقتصادية لبثِّ الذعر في أرجاء العالم والرضوخ لإرادتها والسير وفق مخطّطها وأهدافها، كما حدث في أفغانستان والعراق ولبنان وحصار الشعب الفلسطيني في غزّة وغير ذلك من الأمثلة الحاضرة في وعينا وذاكرتنا في هذا الوقت.
والإسلام كدينٍ وعقيدة لها أهدافٌ مقدّسة ووسائل شريفة للوصل إليها يرفضه الإرهاب الذي تحدّثنا عنه جملةً وتفصيلاً ولايقرُّه ولا يشجِّع عليه، بل يمعنه ويُحرِّم على أتباعه ومعتنقيه ممارسته بأيّ شكلٍ من الأشكال العنيفة أو غيرها، وذلك لوجود البديل الذي يحقّق الأغراض المنشودة والأهداف المحدَّدة وهو "الجهاد".
والجهاد في الإسلام ليس واجباً يمارسه المسلم ساعة يشاء ويختار بل له ظروفه وأسبابه الموضوعية التي تجعله أمراً لا مفرّ منه وهو فيما لو حاول العدو احتلال بلاد المسلمين أو جزء منها ، ولذا يطلب الإمام من أتباعه الإستعداد الدائم وتجهيز القوى اللازمة لصدّ أيّ عدوان ولو قبل حصوله، وهذا ما نراه من خلال قوله تعالى :{وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم وآخرين من دونهم...}1، ومع الإعداد يطلب منهم المرابطة على الثغور وفي الحصون على حدود الوطن الإسلامي لتكون عيناً ساهرة على راحة الأمّة وكشف تحرّكات الأعداء قبل حصول العدوان وما شابه ذلك، ولذا قال تعالى: {... اصبروا وصابروا ورابطوا}2.
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى الترهيب الوارد في الآية ، فهو هنا بمعنى الإخافة وإلقاء الذعر في قلب العدو فلا يجرؤ على اتخاذ القرار بالهجوم والإعتداء على المسلمين، من دون أن يكون هذا "الترهيب" فعلاً عدوانياً كما هو الأمر الحاصل في الإرهاب الذي هو فعل عنف من دون مبررٍ أو مسوِّغ شرعي أو قانوني، أمّا إضعاف العدو عبر إظهار القوّة والقدرة من دون استخدامهما ومن دون التعرّض لأحدٍ بسوء فهذا ليس من الإرهاب، بل هو نوعٌ من دفع الحرب والقتال عبر التهديد بالحرب والقتال أيضاً لكن دون الوصول إلى ذلك فعلاً، وهذا ما تفعله اليوم الكثير من دول العالم لإظهار قوّتها وعدم خوضها في الحرب فيما لو حاولت بعض الدول التفكير في فعل شيءٍ من هذا القبيل.
أمّا إذا لم ينفع كلّ ذلك ووقعت الحرب واعتدى أحدٌ على أرض المسلمين وبلادهم، فهنا يصبح الدفاع واجباً شرعياً على الجميع لدرء العدوان ودحره وإبعاد خطره، وقد أذن الله للمسلمين بأن يدافعوا عن أرضهم وشعبهم بكلّ وسيلةٍ مشروعة ولذا قال تعالى: {اُذن للذين يقاتلون بأنّهم ظُلموا وأنّ الله على نصرهم لقدير}3، وقال تعالى: {..فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}4.
وبعد أن يصبح الجهاد واجباً، فالإسلام يُحرّض أتباعه عليه وقد قال تعالى: {يا أيّها النبي حرِّض المؤمنين على القتال ...}5 ،وقال أيضاً :{وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان ..}6 ،( وقد ورد أنّ رجلاً جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلاً له: إنّي راغب نشيط في الجهاد فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): فجاهد في سبيل الله ، فإنّك إن تقتل كنت حياً عند الله تُرزق، وإن مت فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت خرجت من الذنوب إلى الله) 7 ، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) في روايةٍ أخرى: (لا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخانٌ في جهنّم)8.
وللمجاهدين في الإسلام درجة أرفع من درجة غيرهم من المسلمين، لأنّ هؤلاء المجاهدين يقاتلون ويضحّون ويتعبون من أجل الدفاع عن دينهم وأمّتهم ولا يبخلون على الله بشيء من الأنفس والأموال، لذا قال تعالى: { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله}9.
وإذا وصل المجاهد في سبيل الله إلى مرحلة القتل فهو شهيد عند الله وله مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة لأنّه بذل نفسه وقدّمها لله دفاعاً عن دينه وأمّته، لذا فالشهيد حيّ عند الله، وليس كغيره ممّن يُقتلون في غير حالات الجهاد، دين الله عز وجل والامة الاسلامية وقد قال تعالى :{ولا تحسبنّ الذي قُتِلُوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون}10.
ومن هذا الحديث المختصر عن الجهاد يتضح الفرق بينه وبين الإرهاب، فالجهاد فعلٌ هادف وله غاية شريفة، بينما الإرهاب فعل عنفٍ لا فائدة منه سوى الإخلال بحياة الناس وجعلهم خائفين على أرواحهم وممتلكاتهم من دون وجود غايةٍ مشروعة.
ولا شكّ أنّ العصر الذي نعيش فيه الآن شهد موجة من أكبر موجات الإرهاب والعنف على امتداد التاريخ البشري، ويمارسه الأفراد والجماعات وكذلك الدول الكبرى التي تسعى للسيطرة على العالم، وتعتبر أنّ كلّ ما تفعله مشروعاً ومُباحاً بينما هو في الحقيقة إرهابٌ بكلّ ما للكلمة من معنى، وما فعل القتل والتدمير والتهجير والحصار للشعوب الممانعة الذي تمارسه أمريكا وربيبتها إسرائيل وغيرهما من الشعوب الكبرى في العالم من أجل إخضاع الشعوب وإذلالها إلاَّ عنف غير مبرَّر ومُدان ومُستنكر.
والجهاد من منظرونا الإسلامي هو السبيل الوحيد المشروع لإصلاح الأوضاع وإعادتها إلى ما يبنغي أن تكون عليه إذا انحصر الأمر به ولم يكن هناك وسيلة أخرى، سواء ضد العدو غير المسلم، أو الحاكم المسلم الذي يسير بالمسلمين على خلاف شرع الله وسُنّة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد عبّر الإمام الحسين (عليه السلام)عن ذلك عندما خرج ثائراً ضد "الظلم الأموي" بقوله: ( ... إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ...)11.
ومن كلّ ما سبق نقول : (إنّ الجهاد سيبقى صفحة ناصعة وطريقاً شريفاً ونبيلاً لتحرير الأرض والإنسان مهما حاول المستكبرون والطغاة أن يشوّهوا صورته كما هو حاصل اليوم).
وسيبقى الجهاد مستمراً طالما هناك صراعٌ بين الخير والشر، أو بين الكفر والإيمان، ولن تتوقف حركة الجهاد وقتال المجاهدين إلاّ عندما ينتصر الحقّ على الباطل ويقيم دولة العدل الإلهي على يد منقذ البشرية الإمام المهدي المنتظر "عج" الذي سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد الظلم والجور، ولن يستطيع إرهاب المستكبرين وأتباعهم من منع السنن الإلهية القائلة بانتصار الحقّ على الباطل في نهاية الصراع.
والحمد لله ربّ العالمين
المصادر
- الأنفال 60
- آل عمران 200
- الحج 39
- البقرة 194
- الأنفال 65
- النساء 75
- مستدرك الوسائل/ج11/ص10/ح13.
- المصدر السابق /ص13/ح19
- النساء / 95
- آل عمران
- بحار الأنوار /ج44/ص329.