الخميس, 05 12 2024

آخر تحديث: الجمعة, 01 آذار 2024 3pm

مكانة أهل البيت (ع)

sample imgage

يزخر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بالكثير من الآيات والروايات التي تتحدث عن "الطاعة"، ونظراً لتلك الكثرة التي توحي بأهمية هذا المفهوم في حياة كلٍّ من الفرد المسلم والجماعة المسلمة نجد أنّه من الضروري بحث هذه "الطاعة" بالطريقة التي تُبرِز مكانتها وأهميتها ودورها ضمن النقاط التالية:

الأولى- ما هو معنى الطاعة؟: بالرجوع إلى الكتب اللغوية المعتمدة كمصادر لمعرفة معاني ألفاظ اللغة العربية نجد أنّ الطاعة تعني "اللِّين والإنقياد"، كما أنّ المطاوعة تعني "الموافقة"، ويقال "طاع له" أي "إنقاد له"، وعليه فيكون معنى الطاعة هو "الإنقياد لشخصٍ أو فئةٍ ما".

وأمّا شرعاً فالطاعة هي عبارة عن "وجوب التزام الأوامر والنواهي والتوجيهات الصادرة عن الجهات التي تملك المؤهلات الذاتية أو التشريعية". وهذا ما سوف يتّضح فيما يلي من النقاط.

 

الثانية- من هو مصدر الطاعة؟: إنّ مصدر الطاعة هو الله سبحانه وتعالى باعتباره البارىء المصوّر الخالق الذي أخرج الموجودات كلّها ومنها الإنسان من العدم إلى حيّز الوجود، وذلك لأنّ الله لم يخلق الإنسان لمجرد الخلق فقط، وإنّما خلقه لغاية وهدف عظيم هو "العبادة" كما تقول الآية الكريمة :{وما خلقت الجن والإنس إلّا ليعبدون}، ولمّا كان هذا الهدف غير قابل للتحقّق بمجرّد خلق الإنسان، فقد وضع الله نظاماً إلهياً يتضمّن كلّ ما يحقّق الوصول إلى ذلك الهدف الإلهي العظيم، وطلب من الناس جميعاً أن يلتزموه في حياتهم على كلّ المستويات ليعيشوا الحياة بالنحو الذي أراده الله عزّ وجلّ، وهذا كلّه يعني أنّ لله الولاية التامّة على الإنسان من الناحيتين التكوينية بما هو خالق، والتشريعية بما أنّه واضع القانون الذي يجب على البشر أن يطبّقوه في حياتهم، وهذه الولاية التامّة لله عزّ وجلّ هي التي ينتج عنها وجوب طاعة هذا المخلوق البشري لربّه لأنّه الأعلم به والأقدر على وضع التشريع المناسب مع قابلياته ومؤهّلاته وقدراته الفكرية والعملية.

الثالثة- ما هو الأصل في مسألة الطاعة؟: بعد أن أثبتنا أنّ الله عزّ وجلّ هو الخالق وهو صاحب الولاية الأصلي يمكن أن نقول إنّ الأصل أنّه (لا ولاية لأحدٍ على أحد) الذي ينتج أنّه (لا طاعة لأحدٍ على أحد)، وهذا الأمر متروك لله عزّ وجلّ القادر على أن يجعل شخص أو فئة ما حقاً على الناس بحيث يجب أن يطيعوه وينفذوا كلّ ما يصدر عنه لأنّ الله قد أمر بذلك وأوجب على البشر الطاعة له.

الرابعة- هل جعل الله حق الطاعة لأحدٍ؟: لقد ورد في الحديث القدسي المعروف (خلقتُ الخلق لكي أُعرف) وبما أنّ الله عزّ وجلّ لا تدركه الأبصار وهو غير مقدور الرؤية لأنّه مباين في كيفية وجوده للإنسان وباقي الموجودات فهو واجب الوجود الذي لا بداية له ولا نهاية، كان لا بدّ له من إرسال الرسل والأنبياء الذين يختارهم من بين أفراد الإنسانية بسبب مواصفاتهم الإيمانية واستعداداتهم الروحية والفكرية لكي يكونوا الوسائط بينه وبين البشر، ومن خلالهم يرسل الشرائع السماوية المتضمّنة لكلّ التعاليم الواجب على البشر الإلتزام بها فكراً وعملاً.

ولا شكّ أن الأنبياء (عليهم السلام) حتى يتمكنوا من تأدية مهامهم الموصلة إلى الهدف لا بدّ أن تكون لهم الولاية على البشر التي تستتبع وجوب طاعتهم فيما يبلِّغونه عن الله عزّ وجلّ، لأنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أو حتى في طاعة الخالق ما لم يكن ذلك المطاع قد استمدّ وجوب طاعته من الله عزّ وجلّ.

وهذا يعني أنّه يجب على البشر طاعة الأنبياء (عليهم السلام) لأنّ الله سبحانه وتعالى قد انتخبهم لا بشكلٍ عشوائي بل بشكلٍ مدروس لكي يحملوا أمانته الإلهية ويوصلوها للناس لما فيه خيرهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، ومن هناك كان للأنبياء (عليهم السلام) الولاية التشريعية على البشر بمعنى وجوب طاعتهم فيما أمروا به ونهوا عن الله عزّ وجلّ.

كما أنّ للأنبياء (عليهم السلام) ولاية تكوينية على الأشياء بإذن الله عزّ وجلّ وبقدرته، وهذه الولاية ثبتت للكثير من الأنبياء (عليهم السلام) بشكل معجزة من أجل أن تطمئنّ الناس أنّ هذا الرسول هو مبلِّغ عن الله عزّ وجلّ، ومن أمثلة ذلك ما ذكره القرآن عن إحياء النبي إبراهيم (عليه السلام) للطير، أو عن ناقة صالح، أو عن عصا موسى (عليه السلام) التي تحوّلت إلى ثعبان، وغير ذلك كثير من هذه المعاجز التي أثبت الأنبياء فيها بواسطة القوة المعطاة لهم من الله على الخلق أنّهم أنبياؤه المرسَلون من جانبه لهداية البشر وإرشادهم إلى الصراط المستقيم.

الخامسة- ما هو مفاد إرسال الأنبياء (عليهم السلام)؟: إنّ أبرز ما جاء به الأنبياء (عليهم السلام) هو عنصري "الترهيب والترغيب"، وذلك كما جاء في الآية الكريمة {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين...}.

ومعنى التبشير هو الترغيب بالجنة لمن أطاع الله ورسوله، ومعنى الإنذار هو الترهيب من النار لمن عصى الله ورسوله، ولذا ورد في القرآن الكريم عن بعثة خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): {يا أيّها النبي إنَّا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً}.

ومن هنا قالت الآية الكريمة: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وذلك لكي تتحقق الطاعة التامة لله عزّ وجلّ التي تؤهّل الإنسان للحصول على ما عند الله يوم القيامة من الخير العظيم والنفع الكبير.

السادسة- هل جعل الله حق الطاعة لأحدٍ غير الأنبياء؟: ممّا لا شكّ فيه أنّ الأنبياء (عليهم السلام) بشر كالآخرين، وهذا يعني أنّ الموت يعرض لهم كما يعرض للآخرين بلا فرق، وهذا ما قاله القرآن الكريم مخاطباً نبينا الأعظم محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) :{إنّك ميت وإنّهم ميتون}، أو كما في قوله الآخر: {وما محمدٌ إلّا رسولٌ أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم...}، وهذا يعني أنّ النبي بعد موته سيبقى الناس بلا مرشد ودليل، وبلا مبشّر ونذير، وهذا من غير المعقول على الله الحكيم الملتفت أن يترك الخلق بعد موت النبي بلا إمام يقودهم نحو الأهداف الإلهية، ويقوم في الناس بنفس دور النبي فيهم.

لذا نحن نعتقد بأنّ الله عزّ وجلّ لم يغفل عن هذا الأمر ولم يتركه للظروف، بل عيَّن للأمة الإسلامية وللعالمين جميعاً – بمقتضى عمومية رسالة الإسلام كما في قوله تعالى: {وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين} – الإمام الذي يقودها بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا الإمام هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي أمر الله نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يعيّنه قائداً للأمة بعده، وقد حصل هذا الأمر في السنة الأخيرة من حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي حجّ فيها حجّة الوداع عندما كان راجعاً من رحلة الحج من مكة إلى المدينة، حيث أوقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جموع المسلمين الذين كانوا معه في الحج وخطب فيهم قائلاً من جملة ما قال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأَدِرِ الحق معه حيثما دار...)، والآية التي أمر الله بها نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بتبليغ ولاية علي (عليه السلام) على الأمة والتي يترتّب عليها وجوب طاعتها له هي: {يا أيّها النبي بلِّغ ما أُنْزِلَ عليك من ربّك، فإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته، والله يعصمك من الناس}.

وبهذا التعيين أكمل الله الدين وأتمّ النعمة ورضي الإسلام ديناً للبشرية كما جاء في الآية التي نزلت بعد تبليغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمّته ما أمره الله به :{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}.

والذي نستفيده من كلّ هذا أنّ الطاعة التي كان الله قد فرضها للأنبياء (عليهم السلام) ولخصوص نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جعلها لأمير المؤمنين (عليه السلام) علي بن أبي طالب ولأولاده من بعده وهم الأئمة المعصومون (عليهم السلام) الذين غاب آخرهم عن الأنظار بأمر الله إلى يوم الخروج والظهور المعلوم عند الله المجهول عندنا ليقوم بالوظيفة الإلهية الأكبر في تاريخ البشرية وهي (ملء الأرض عدلاً وقسطاً بعد ملئها ظلماً وجوراً).

ولا شكّ أنّ النائب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في موقع ولايته على الأمة لا بدّ أن تكون فيه المواصفات التي تجعله أقرب ما يكون إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا الأمر غير مقدور للبشر العاديين، ولذا كان تعيين الأئمة (عليهم السلام) بيد الله عزّ وجلّ كما قال الإمام زين العابدين (عليه السلام) :(الإمام منّا لا يكون إلّا معصوماً، وليست العصمة في ظاهر الخلق فَيُعرَف بها، لذا وجب أن يكون منصوصاً).

السابعة- هل جعل الله الولاية لأحدٍ في زمن الغيبة الكبرى للإمام المهدي "عج"؟: هنا لا بدّ من توضيح الأسباب التي أدّت إلى غيبة الإمام المنتظر "عج" ثمّ ننتقل بعدها لمن جعل الله الولاية في زمن الغيبة الكبرى.

من الواضح أنّ المشروع الإلهي للبشر يقوم على اجتماع ثلاثة عناصر وتكاملها الإيجابي مع بعضها البعض، وهذه العناصر هي – المشروع – و – القيادة – و – الأمة -، بمعنى أنّ النبي يأتي بالمشروع الإلهي ويوصله إلى الأمّة لكي تؤمن به وعندئذٍ تسير الأمة بقيادة النبي الذي يطبّق المشروع الإلهي للحياة الذي يحقّق الأهداف والغايات، وهذه العناصر توافرت في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وزمن ولاية وخلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثمّ حصل الإنحراف بعد ذلك إلى أن تسبّبت الظروف الصعبة إلى غياب الإمام الثاني عشر عن الأنظار لأنّ القيادة لم تعد صالحة بسبب غلبة أهل الدنيا الطامعين في نعيمها على ذلك الموقع وبسبب خوف الأمة من مواجهة القادة الظالمين الذين استولوا على مقاليد الحكم، وبسبب معرفة الحاكمين الظالمين بأنّ مهمة الإمام الثاني عشر هي تطهير الأرض من الحكم الظالم، فقد راقب العباسيون الإمام الحادي عشر وهو "العسكري" (عليه السلام)، حتى إذا ما وُلِدَ له ابن أخذوه وتخلّصوا منه، ولذا أخفى عملية حَمْلِ أم الإمام المهدي "عج" به عن أعين الناس حتى يولد آمناً مطمئناً، ولم يعرف بولادته إلّا أقل القليل خوفاً عليه من العباسيين، وبعد موت الإمام العسكري (عليه السلام) انتقلت الإمامة إلى الإمام المهدي "عج" وعيّن نواباً خاصين له وهم أربعة، وبموت آخرهم لم يعيِّن أحداً، ومنذ ذلك الحين بدأت الغيبة الكبرى وما زالت مستمرّة إلى الآن، والسفراء الأربعة هم :(عثمان بن سعيد العمري – ابنه محمد – حسين بن روح النوبختي – علي بن محمد السمري).

في زمن الغيبة الكبرى فالولاية للفقيه الجامع للشرائط الشرعية من الإجتهاد والعدالة والتقوى وعدم حبّ الدنيا والكفاءة وفَهْمِ العصر الذي يعيش فيه الإحاطة بأموره بالطريقة التي تؤهّله لأن يقود الأمة الإسلامية نحو تحقيق الأهداف الإلهية لها.

وهذا يعني أنّه ليس لأيّ فقيهٍ الولاية لمجرّد كونه فقيهاً، بل الولاية بمعنى الحاكمية على الناس وبمعنى وجوب طاعة الأمة له على حدّ طاعتها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) هو الفقيه الولي الحاكم في الأمة.

والذي نستفيده من ثبوت الولاية للفقيه زمن الغيبة هو انحصار وجوب طاعة الأمة للولي الفقيه دون غيره من سائر الفقهاء، لأنّ منصب الفقاهة بمفرده لا يعطي الفقيه حق الولاية على الأمة، لأنّ حق الولاية هذا مختص بالفقيه الحاكم في مجتمعه وأمته على ما جاء في الروايات :(الإمام وارث من لا وارث له) و(السلطان ولي من لا ولي له).

وبناءً عليه يجب على الأمّة الإسلامية في هذا الزمن أن تطيع وليها الشرعي الذي ثبتت له الولاية بالنيابة عن الإمام الأصل المعصوم الإمام الحجة "عج" وهو آية الله العظمى الإمام الخامنئي "دام ظله" الذي يقود مسيرة الأمة بعد رحيل القائد المؤسّس لدولة الإسلام في الأرض وهو "الإمام الخميني المقدّس".

الثامنة- خلاصة البحث: من كلّ ما تقدّم نفهم أن لواء الطاعة لله عزّ وجلّ لا يتحقق كيفما كان، وإنّما من خلال من أمر الله بطاعتهم والإقتداء بهم وهم الأنبياء (عليهم السلام) أولاً، ثمّ الأئمة (عليهم السلام)، وبعدهم وفي زمن غيبة الإمام الحجة "عج" من خلال طاعة الولي الفقيه العادل النائب عن المهدي المنتظر "عج" المؤتمن على الدين والدنيا.

التاسعة- فوائد الطاعة: لا شكّ أنّ الله عندما أمرنا بطاعته وطاعة رسوله وأولي الأمر كما تقول الآية الكريمة: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} إنّما كان ذلك لمصلحة الإنسان وفائدته ومنفعته، لا من أجل مصلحة لله في ذلك، لأنّ طاعة الإنسان أو عدم طاعته لا تقدّم شيئاً أو تؤخّر في ميزان الله عزّ وجلّ كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (خلق الخلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم، آمنا من معصيتهم، لأنّه لا تضرّه معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه...).

وفوائد الطاعة بالإجمال هي أنّها السبيل الأوحد للوصول إلى الله وعبادته بالشكل الصحيح والسليم، وهي الضمانة من عدم الإنحراف، وهي مفتاح براءة ذمّة الإنسان عند الله، وهي السبيل لدخول الجنة يوم القيامة، وهي النهج الذي يزيد من رصيد العمل الصالح للإنسان عند الله، وهي الكابحة لجموح النفس وتمرّدها وانحرافها، وهي بعد كلّ ذلك ومعه صمام الأمان للدنيا والآخرة معاً.

العاشرة- نماذج من الأحاديث عن الطاعة:

1 – (إذا قويت فاقوَ على طاعة الله سبحانه، وإذا ضعفت فاضعف عن معاصي الله).

2 – (ثابروا على الطاعات، وسارعوا إلى فعل الخيرات).

3 – (طاعة الله مفتاح كلّ سداد، وصلاح كلّ فساد).

4 – (الطاعة غنيمة الأكياس – الطاعة تطفىء غضب الرب – الطاعة حرز – أطِعْ تغنم – عليكم بطاعة من لا تُعذَرون بجهالته - ... لا يُدْرَك ما عند الله إلّا بطاعته).

5 – (إنّ ولي محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وإنّ عدو محمد من عصى الله وإن خربت قربت).

6 – (أفضل الطاعات هجر اللذات – أفضل الطاعات العزوف عن اللذات ).

7 – (أطِعْ العاقل تغنم، أعصِ الجاهل تسلم – أطع العلم وأعص الجهل تفلح ).

8 – (من أمرك بإصلاح نفسك فهو أحق من تطيعه – أحق من أطعته من أمرك بالتقى ونهاك عن الهوى – لا دين لمن دان بطاعة المخلوق في معصية الخالق).

والحمد لله ربّ العالمين .