التسمية على الذبيحة
بعض الحقائق الدينية والعلمية للإستنساخ بين العلم والدين
ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قصار الجُمَل قوله ( الناس أعداء ما جهلوا)، والمراد من هذا القول أن الناس غالباً ما ترفض من دون دراسة وتمحيص في غالب الأحيان الأفكار والمبادئ أو الإكتشافات التي يتوصل اليها بعض أفراد البشر، وذلك بسبب الجهل أو بسبب صعوبة تقبُّل الفكرة المطروحة لبعدها عن المسار الفكري العام للبشر. إلا أن هذا الرفض الأولي لا ينبغي أن يتحكم بمسار الفكر الإنساني المبدع والخلاق، والقادر على التوصل الى مقامات رفيعة في مجال استكشاف الكون أو الإنسان نفسه كما قال تعالى في القرآن الكريم (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق). والفكرة التي نحن بصدد الحديث عنها هي "الإستنساخ" ومعناها العلمي وتفسيرها المادي هو (أخذ خلية من رجل أو إمرأة يتم تلقيحها ببويضة مأخوذة من رحم امرأة أخرى ويتم تفريغها من العناصر الوراثية أولاً، ثم يتم تلقيحها بالخلية ثانياً عبر موجات كهربائية متلاحقة، ثم بعد إتمام عملية التلقيح وبداية تكوّن مبدأ نشوء الجنين تعاد "البويضة الملقحة" الى رحم المرأة التي أُخذت منها البويضة أو الى رحم أية امرأة أخرى، وتتم فترة الحمل ويخرج المولود مطابقاً
اِقرأ المزيد: بعض الحقائق الدينية والعلمية للإستنساخ بين العلم والدين
الإستنساخ "ما له وما عليه"
بعد ظهور أول طفلة بشرية "مستنسخة" ثار الجدل من جديد حول هذا الموضوع من جانب جهات حكومية وعلمية ودينية، وأكثرهم ذهبوا إلى عدم ترجيح هذا الفعل لإعتبارات عديدة يمكن أن نعدد منها ما يلي: 1- أن الإستنساخ هو إنتهاك لكرامة الإنسان وقيمه الإنسانية وهو عمل لَغوي وعبثي وتلاعب بالحياة. 2- أنه تحدٍ للخالق كونه الوحيد الذي يملك حق الخلق والإيجاد والتكوين. 3- المشاكل النفسية والجسدية التي يمكن أن يتعرض لها المولودون عبر الإستنساخ. 4- التشوهات الخَلقية والخُلقية التي قد يتعرض لها هؤلاء المستنسخون. 5- أنه عمل منافٍ للنظام الطبيعي لتكاثر الإنسان ويؤدي إلى حصول خلل فيه. هذه هي تقريباً الحجج التي إستند إليها الذين ذهبوا الى تحريم هذا الفعل، ولهذا أصدرت العديد من الدول تشريعات تحرم القيام به على أراضيها. ولكن بغضِّ النظر عن الأسباب التي ذكرناها فإننا نقول رداً على ذلك أن هذا الفعل يشكّل في جوهره عملية متقدمة ومتطورة من كيفية الحمل والولادة، بمعنى أن الإنسان قبل حصول هذا التقدم العلمي الهائل كان يتولد من خلال عملية التلقيح الطبيعي الناتج عن التواصل الجنسي بين الرجل والمرأة حيث تلتقي
الاستنساخ البشري بين العلم والأخلاق
عند كل ابتكار أو إبداع علمي يُشكِّل منعطفاً في مسيرة الإنسانية نرى الضجة الإعلامية والإجتماعية والأخلاقية التي تثار من حوله بين مؤيد ومعارض ومشجع ومستنكر، وهذا الأمر لاحظناه مراراً عديدة، خاصة في العقود الأخيرة حيث بلغ التطور العلمي حداً أذهل المجتمعات البشرية، وكلنا يتذكر عندما وطأت قدما أول بشري أرض القمر كيف أن البعض من الناس لم يهضموا هذا الأمر وتصوروا أن هؤلاء اخترعوا هذه القضية من خلال نزولهم بمركبتهم الفضائية في منطقة نائية ومنعزلة من عالم الأرض وأوهموا البشر أنهم نزلوا أرض القمر ووطئوها بأرجلهم. أحببت ان أبدأ بهذه المقدمة لأقول إن التطور في المجال العلمي والعملي يبدأ من الخيال المستنبط من واقع ما تشهده ميادين الفكر الإنساني من نشاطات واقعية وإبداعات عملية تشكل أساساً للطموح العلمي المستقبلي، وهذا الطموح لا مانع منهما من وجهة نظر الدين الإسلامي، بل يشجع عليه إنطلاقاً من الثابتة الإسلامية القائلة بأن الوجود الإنساني موظَّف بأن يبين الحياة وفق المنطلقات الإلهية، ولا شك أن العلم هو الطريق الذي يمهد للإنسان تحقيق الهدف الإلهي للحياة والإنسان، ولكن ضمن إطار
الإستنساخ بين المشروعية وعدمها
بين الفينة والأخرى تطالعنا وسائل الإعلام بكلام جديد عن موضوع "الإستنساخ" الذي يعتبر ثورة علمية في مجال الولادة والإنجاب، نتيجة انه يتم من خلال تلقيح خلايا ببعضها البعض دون الرجوع إلى عملية التلقيح الطبيعية لنطفة الرجل مع بويضة المرأة، وآخر ما نُشر في هذا الموضوع هو الحديث عن "ولادة لطفلتين مستنسختين من امرأتين تنتميان إلى طائفة تطلق على نفسها إسم (الرايئليين)، كان قد أسس هذه الطائفة شخص يُسمّى (كلود فوريلهون) ويدعي بأنه قابل مخلوقات فضائية عام 1973 م. ويدّعي بأن تلك المخلوقات الفضائية هي التي أوجدت الحياة البشرية على الأرض من خلال الحمض النووي والهندسة الوراثية، وخلقوا الحياة من العدم ومن التراب. وقبل الحديث عن الإستنساخ لا بد من الرد على هذه المقولة التي ذكرها مؤسس هذه الطائفة الرائيلية لأنها تحوي أفكاراً أقل ما يقال فيها أنها "هرطقة" و "رجم بالغيب" و "كلام لا دليل عليه. والرد هو التالي (إن الحياة البشرية لم تنتج عن المخلوقات الفضائية التي ذكرها مبتدع تلك الطائفة عن طريق الحمض النووي والهندسة الوراثية، وإنما الذي خلق الإنسان هو الله سبحانه وتعالى، وهو وحده القادر على
الإجهاض
تعتبر قضية الإجهاض في العالم المعاصر من القضايا الحسّاسة والخطيرة والتي أثارت وما تزال جدلاً قانونياً وأخلاقياً واسعاً في العديد من دول العالم، خاصة في الدول الغربية عموماً والعديد من دول العالم الثالث، ويتمحور الجدل في هذه القضية بين أمرين أساسيين يعطي كلٌّ منهما نتيجة مغايرة للآخر: الأمر الأول: الحرية الشخصية التي تنادي بها الديمقراطية كونها قائمة ومستندة إلى تلك الحرية وترى أنّ الفرد له الحقّ في أن يتصرّف بنفسه كما يشاء من دون رقيبٍ أو حسيب طالما أنّه لا يتعدّى حقوق الأفراد الآخرين، فمن هذه الجهة للمرأة كامل الحق في أن تمارس الإجهاض كونه يدخل في نطاق حريّتها الشخصية غير المضرّة بالمجتمع كما يدّعون. الأمر الثاني: "المسألة الأخلاقية" التي ينادي بها البعض ممّن يؤمنون بالديمقراطية أو غيرها، لكنّهم يرون الإجهاض أمراً مخالفاً للإنسانية وللأخلاق وفيه حرمان حقّ الحياة للمولود وينبغي أن يرى نور هذا العالم، والمسألة عند هؤلاء تخرج عن إطار الحرية الشخصية لتدخل في إطار الحقّ الإنساني ويرون الإجهاض جريمة كالقتل أو التجارة بالمخدرات التي يعاقب عليها القانون. ولن نتحدّث في هذا المقام عن الأسباب التي أدّت إلى