الإنجاب والتربية
يقول الله عزّ وجلّ في كتابه الكريم: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً} – النساء – 1 -. تشير هذه الآية بوضوحٍ إلى أنّ الهدف من الزواج هو "الإنجاب" الضّامن الأساس لاستمرار الوجود الإنساني على هذه الأرض لتحقيق معنى الخلافة الإلهيّة مع كل جيلٍ من أجيال البشر. ولذا نجد أنّ كلّ من يتزوّج يضع نُصب عينيه في الدرجة الأولى أن يُرزق بأولاد، وإذا تبيّن للزوج أو للزوجة عدم القدرة على الإنجاب نرى أنّ هؤلاء يعمدون إلى الرجوع للأطباء المختصّين من أجل علاج هذا المرض، بل قد نجد أحياناً أنّ بعض المتزوجين قد يصلون إلى حالة الإنفصال في العلاقة بينهما نتيجة هذا الأمر، وذلك لأنّ كلّ إنسانٍ رجلاً كان أو إمرأة لديه عاطفةً قويّةً تجاه مشاعر الأبوّة أو الأمومة المزروعة في عمق النّفس الإنسانيّة ويرى في تحقّق هذا العنوان تحقّقاً لذاته واستمراراً لوجوده، ولأنّ وجود الأبناء يعطي للحياة الزوجيّة معنىً آخر وتوجّهاً آخر يزيل الرّتابة والجمود اللذين قد يسيطران عليها مع عدم وجودهم، مُضافاً إلى الأزمات النّفسية والعصبيّة التي يعيشها المتزوّجون غير القادرين على الإنجاب،
الختان في الشريعة الإسلاميّة
وهو من الأمور المستحبّة في الإسلام وهو أيضاً شرطٌ من شروط صحّة الطّوافّ للرجل في الإسلام، وقد وردت عنه رواياتٌ عديدةٌ منها ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (الختان سُنَّةٌ للرجال، ومَكرمة للنساء)، وفي روايةٍ أخرى أنّه يُستحبّ إقامة وليمةٍ بعد الختان كما في الرواية عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: (لا وليمة إلاّ في خمس: في عرس أو خرس "النفاس بالولد" أو عذار "الختان" أو دكار "الرجل يشتري بيتاً" أو ركاز "الرجل يقدم من الحج")، والمُستحبّ أن يكون الختان في اليوم السابع من ولادة الصّبي كما في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إختنوا أولادكم لسبعة أيامٍ فإنّه أطهر وأسرع لنبات اللحم...)، وقد ورد أنّ من لم يختتن في صغره يستحبّ له أن يفعله ولو بعد البلوغ مهما وصل عمره، ففي الرواية عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "إذا أسلم الرجل اختتن ولو بلغ ثمانين سنة"). والختان ليس مُختصّاً بالرجل بل يشمل المرأة أيضاً وقد ورد في ذلك رواياتٌ كما في الرواية التي ذكرناها في أوّل المقالة وغيرها مثل الرواية عن الإمام
تحريم فكرة "القتل الرحيم"
مما لاشك فيه أن الحياة من منظور العقائد الإلهية عامة والإسلامية خاصة- هي نتاج إلهي لا دخل للبشر فيه، بمعنى أن الله هو الذي يهب الحياة، وهو الذي يأخذها من دون قدرة للبشر على التصرّف في هذا الأمر قليلاً كان أو كثيراً، ولذا لا يستطيع الإنسان أن يتحكم بزمن مجيئه أو بأصل مجيئه إلى هذه الدنيا، ولا يحق له أن يتصرّف بزمن خروجه أو أصل خروجه منها خارج إطار القانون الإلهي الذي جعل لكل إنسان أجلاً يخرج فيه من الدنيا بواسطة الأسباب والعلل الطبيعية المؤدية إلى الموت، أو بواسطة الأسباب والعلل غير المعروفة لدينا والمؤدية للموت أيضاً، ولذا ورد في القرآن الكريم تعبير عن زمن موت كل إنسان هو قوله تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون). إنطلاقاً من هذه الحقيقة الإلهية الثابتة لا يحق لأي إنسان أن يجعل نفسه وصياً على حياة البشر إلا في حالات معلومة وواضحة في الشريعة الإسلامية بالخصوص ،حيث يجوز قتل بعض الأفراد بسبب ارتكاب أمور تحرمها الشريعة كالقتل العمدي أو الزنا على تفصيل مذكور في محله والشرك بالله وما شابه، والسبب في تجويز الإسلام قتل مرتكب هذه الجرائم هو لأجل ضمان