المبلغون
- المجموعة: مقالات مختلفة
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 8355
أمام كل هذا الواقع نرى بأن الآية القرآنية تريد أن تشيع جواً من القوة المعنوية والتفاؤل غير المحدد وعند الأمة كلها من جهة، وعند هذه الفئة المتصدية للتبليغ من جهة اخرى، وهذا الجو يراد منه بالدرجة الأولى إعطاء دفعة قوية وجرعة كافية لهؤلاء حتى لا يسقطوا أو يستسلموا أمام هجمات أولئك المنحرفين، ونرى بأن الآية التي نذروا أنفسهم من أجلها، وأن يعيشوا الخوف الحقيقي من الله سبحانه الذي يمثل القوة المطلقة التي ينبغي على المنطلقين من دينه وعقيدته أن يلاحظوها في أثناء سيرهم وحركتهم ضمن الواقع الذي يعيشون فيه ويمارسون دورهم الرسالي والتبليغي، وأن هذا النحو من الارتباط الصحيح بالله عزوجل هو الكفيل بإزاحة كل العقبات والموانع التي يعمل المنحرفون على ترسيخها أو نشرها بين المسلمين.
وتحاول الآية من الناحية الأخرى أن تنبه المبلّغين إلى أنهم عندما يعيشون الخوف والخشية من الله، فلن تتمكن كل تهديدات الآخرين مهما كانت قوتهم وسطوتهم من أن تقهر الذين تنطبق عليهم مواصفات هذه الآية.
ومما لا شك فيه أن هنالك مواسم ومناسبات مهمة جداً يتمكن هؤلاء المبلّغون من ممارسة دورهم الرسالي لأن الأجواء يمكن أن تساعد ولو في الحدود الدنيا على القيام بهذه الوظيفة الإلهية المقدسة ومن هذه المواسم (شهر رمضان المبارك) الذي يعتبر من أهم المواسم لممارسة هذا النشاط المؤثر الذي يأخذ أبعاداً غيبية من جهة، واجتماعية من جهة أخرى.
فهذا الشهر فرصة يمكن استغلالها بشكل مهم لممارسة العمل التبليغي على كل المستويات لأن نفوس المسلمين تكون مهيأة بنسبة معقولة لما لهذا الشهر من قدسية واحترام عندهم جميعاً، وإن اختلفت النسبة بين مسلم وآخر تبعاً لالتزامه وتمسكه بهذا الدين العظيم، ولهذا فإن المبلّغين مدعوون في مثل هذا الموسم إلى القيام بنشاط تبليغي ملفت ومهم ومؤثر يمكن أن يلعب دوراً في استنهاض الأمة على كل المستويات.