تعزية بالدكتور الحاج حسن القلا
- المجموعة: مقالات مختلفة
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2177
قبل كلّ شيء أتقدّم باسم العاملين في الوحدة الثقافية المركزية وباسمي شخصياً بأحرّ التعازي بوفاة فقيد العلم والعمل الدكتور الحاج حسن القلا إلى أسرته الكريمة وإلى الأخوة الكرام في إذاعة النور الموقّرة ، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يتغمّد الراحل العزيز بواسع رحتمه وأن يلهم أهله وإخوانه ومحبيه الصبر والسلوان . لقد كان لنا مع الفقيد مشوارٌ طويلٌ امتدّ على مدى سنوات من خلال عمله مع الإخوة في الثقافة ، حيث كان يرعى شؤون المكتبة الثقافية العامّة في (( الإتحاد اللبناني للطلبة المسلمين )) وكان يعطيها من وقته وجهده بما ينمّيها ويجعلها مكتبة نموذجية تلبّي طموحات الدارسين والباحثين والمطالعين ، وقد كان رحمه الله يسعى لتأمين الموارد المالية من
الحقوق الشرعية والتبرّعات من أجل تحقيق المهمة التي حملها آنذاك ، وقد كان مثالاُ نموذجياً للعامل بصمت ومن دون ضجيج وإعلام ، وكان مثابراً ودؤوباً ومتقناً للعمل ، وقد استطاع أن ينمّي تلك المكتبة بعشرات الكتب المفيدة في شتّى حقول المعرفة الإسلامية والعامّة التي تخدم مسيرتنا وتعمّق من حركة الوعي عند الجيل الإسلامي الصاعد إيماناُ منه بالترابط بين العلم ونموّ حركة الوعي في الأمّة . وإنّ الفقيد الراحل كان من نوع (( رجال الظل )) الذين يعملون وهذا دليل التواضع والحكمة والإتزان والوعي الرسالي الذي كان يمثله الفقيد في حياته والذي كان بارزاً من خلال الأعمال التي تولاّها وأدّاها مع الأخوة العاملين في المجالات المختلفة . ولعلّ من الإنجازات المهمّة للفقيد هي مشاركته الفاعلة ومساهمته القوية في تأسيس إذاعة النور والنهوض بها إلى المستوى الذي وصلت إليه حالياً من التطوّر والنمو والتنوّع والغزارة والمستوى التقني والأدائي ، فهذا كلّه يدلّ على الصبر والقدرة على القيام بأعباء ومسؤوليات الأعمال الكبيرة . ومن الصفات التي لفتت انتباهي عند الفقيد هي تواضعه للعلم وأهله ، فقد كان مستعداً لأن يجلس مجلس المتعلّمين إذا شعر في نفسه أنّه بحاجةٍ إلى التحصيل في مجالٍ من مجالات المعرفة الإسلامية ولم يكن يكتفي بالمطالعة سبيلاً لذلك ، وهذا يدلّ على نظرةٍ واقعية كان الراحل ينظر إلى نفسه فيها ، وهذا دليل عافيةٍ وثقةٍ بالنفس . ونحن في هذه المناسبة الجليلة ، وتقديراً منّا لخدمات الفقيد الراحل المسيّرة لشهداء المقاومة والجهاد التي كان يرعاها ويرعى إيصال صوتها إلى الشعب والأمّة ويعكس انتصاراتها ومعاناتها نعلن عن تسمية المكتبة العامة في مقرّ الإتّحاد اللبناني باسم (( مكتبة الدكتور الحاج حسن القلا)) ، وسوف نعلن لاحقاً عن موعد هذا الأمر الذي سيتمّ عبر احتفال يُقام بهذه المناسبة . وأخيراً نكرّر تعازينا الحارّة لأسرة الفقيد ولأسرة إذاعة النور ، سائلين المولى أن تبقى روح الفقيد وذكراه معنا لنستلهم منها حبّ التواضع وحبّ الخير والعمل الصالح . والحمد لله ربّ العالمين.