حول رسالة الإمام "قده" إلى غورباتشوف
- المجموعة: مقالات مختلفة
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1436
ثانياً: إثبات إفلاس كلّ العقائد الوضعية عن حلّ مشاكل الإنسانية التي تتخبّط بها، والتي لم تجد أملاً في الخلاص منها.
ثالثاً: إثبات عالمية واستمرارية الرسالة الإسلامية على التكيّف مع ما تحتويه من مبادىء ثابتة وأخرى متحرّكة على استيعاب كلّ تطوّر الحركة الفكرية ونتاجاتها في أيّ عصرٍ من العصور، ومن دون أيّ قلقٍ أو تردّدٍ في هذا المجال.
رابعاً: زرع الثقة والقوّة الإيمانية في نفوس المسلمين الذين كانوا حتّى الأمس القريب يعانون من وطأة الضغط الإستكباري عليهم، ويعيشون اليأس والإحباط، فإذا بالإمام "قده" يدفع بهم إلى مرحلة الهجوم القوي المستند إلى قوّة العقيدة وصلابة الإيمان ليقتحم القوّتين العظيمتين في العالم عبر طرحه الإسلام عليهما، وهذا ما ولَّد وما زال يولِّد الكثير من عناصر القوّة والعزيمة والإرادة عند المؤمنين الملتزمين المنطلقين من الإسلام.
خامساً: إشعار كلّ الذين يحملون الفكر البعيد عن الله وشريعته بأنّ المستقبل لن يطول لهم، تماماً كمرحلة تأسيس دولة الإسلام الأولى بقيادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي بدأ عقبها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بإرسال الكتب التي تدعو كلّ الحكام والملوك آنذاك إلى الإستجابة للنداء الإلهي الذي انطلق من الجزيرة العربية ومن مكّة تحديداً مُعلناً نهاية عبادة الأوثان وبداية عصر عبادة الرحمان. فإنّ رسالة الإمام "قده" تحمل في طيّاتها مثل هذه البشارة المستقبلية لمن قرأ تاريخ الدولة الإسلامية زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
سادساً: ترهيب الأعداء من إمكانية قدرتهم على التسلّط على الأمّة الإسلامية، إذ أنّ من يدعو العالم إلى التزام عقيدته وشريعته التي تحمل صفة عالمية إلهية، لن يقبل أن يرضخ فكراً وعقيدة لغير الله عزّ وجل، وفي هذا قطع لآمال المستكبرين في تخريب عقيدتنا وجرّنا إلى الإيمان بعقائدهم الفاسدة وسلوكياتهم المنحرفة ولهذا نجد أنّ الإمام "قده" في رسالته يوصي غورباتشوف بإرسال الشيوعية إلى متحف التاريخ.
من هنا نقول إنّ من واجب المسلمين في هذا الزمن أن يبادروا كما هو الحال الآن إلى تقوية ارتباطهم بالإسلام، بعدما أثبت ذلك الإرتباط قدرته على تغيير واقع هذه الأمّة التي عادت إليها الروح الجهادية عبر استنهاض الإسلام لها بقيادة ذلك الإمام الملهم الذي فتح لها الطريق بقوّةٍ لتندفع إلى صلب الحركة السياسية العالمية وتصبح الرقم الأصعب في المعادلة اليوم والتي يحار الأعداء من كيفية مواجهتها والسيطرة عليها لمنعها من تحقيق هدفها الكبير المتمثّل بإنقاذ الأمّة الإسلامية وكلّ عالم المستضعفين من سيطرة القوى الإستكبارية.
إنّ القوّة التي يزرعها فينا دين الله كفيلة بأن تجعلنا قادرين على فرض ديننا وسياستنا على العالم لا من منطلق التسلّط بل منطلق الرحمة الإلهية المملوءة بها قلوبنا من أجل خلاص البشرية، هكذا علّمنا الإمام كما تعلَّم هو من الإسلام وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) وهكذا يريد لنا أن نكون وسنكون.
(والحمد لله ربّ العالمين)