الحدث بين التعقّل والندامة
- المجموعة: مقالات فقهية
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2335
إنّ الآية الكريمة تدعو المؤمنين والملتزمين عموماً إلى عدم الأخذ بالأخبار المنقولة إليهم عن طريق الفسقة وعلى الملتزمين عدم أخذها أخذ المسلّمات وترتيب الآثار عليها من دون تبيّنٍ ورويَّة وتبصُّر، وإلاّ كانت العاقبة سيّئة نتيجة التجاوزات التي قد تحصل كردّة فعل على الخبر المنقول من دون الفحص عنه لمعرفة الدقّة في النقل أو الصحّة في مضمون الخبر المنقول، لأنّ ردّ الفعل هذا يورث الندامة والحسرة على العامل بالخبر من دون تدبّر، مُضافاً إلى الأذى الذي قد يلحق بالناس الآخرين الذين اتّهمهم الفاسق بما لم يفعلوه أو بما لم ينقله كما حدث.
وفي حياتنا اليومية يوجد الكثير من أمثال هذه الأخبار التي قد ينقلها بعض الناس إلى أفرادٍ أو جهات ضدّ أشخاص آخرين أملاً في إلحاق الأذى بهم من دون ذنبٍ اقترفوه أو من أجل تحقيق غاياتٍ شخصية عبر زجّ الجهات أو الأفراد المنقولة إليهم تلك الأخبار الكاذبة الملفّقة أو غير الواقعة على النحو المنقول.
لهذا ينبغي على المؤمنين الملتزمين إذا نقل إليهم شخصٌ ما وكان متّهماً عندهم نتيجة الممارسات بعدم الدقّة في النقل أو أنّه يزيد وينقص بما يجعل الآخرين في موقع الإتّهام أن لا يبادروا إلى القيام بردّات فعل شئ إلى الإسلام وإلى الملتزمين العاملين، وبما أنّ ما نراه من قضايا أنّ عدم الدقّة في نقل الأحداث هو أسلوبٌ متّبع حتّى بين بعض أوساط المدَّعين الإنتماء إلى مسيرة الإسلام والإلتزام، فهذا يرتّب علينا مسؤولية كبيرة في ضرورة التروّي وعدم تصديق أيّ خبرٍ يُنْقَل إلينا إلاّ إذا كان الناقل له من الشهود المعروفين بصدق الكلام ونقل الحديث من دون الزيادة أو النقيصة المؤدية إلى حصول ردّات فعل غير محمودة العواقب ومؤدية إلى الندامة.
إنّ اتّباع هذا الاسلوب هو الذي يردع أمثال هؤلاء المندسين أو المحسوبين على تيار التديّن والمتدينين من نقل مثل هذه الأخبار ويفضحهم أمام الناس ويعرّيهم من لباس الإسلام النظيف الذي يحاولون التستّر به واستغلاله لمآربهم.
والحمد لله ربّ العالمين