الإثنين, 25 11 2024

آخر تحديث: الجمعة, 01 آذار 2024 3pm

أسباب تقهقر المسلمين وسبل المواجهة

sample imgage

ممّا لا شكّ فيه أنّ مسيرة الإسلام والأمّة الإسلاميّة تعرّضت عبر تاريخها الطويل إلى عددٍ من الهجمات الكبيرة كالحروب الصليبية والإجتياح المغولي، إلاّ أنّ القوّة الكامنة في الإسلام كانت حاضرةً دائماً لشحن المسلمين بالقوّة المعنويّة والإيمانيّة الكافية لردّ الغزاة والمعتدين وإفشال مخططاتهم الشيطانيّة في الإستيلاء على الأمّة وقرارها المستقل.

وكان المسلمون كلّما صاروا أمام تحدٍّ ما من جانب الأعداء كان ذلك حافزاً لهم على الثّقة بدينهم وتجميع كلّ عناصر القوّة لإسقاط ما يريد الغزاة تحقيقه في أرض المسلمين وبلادهم.

 

وكلّ الحروب التي خاضها المسلمون سابقاً لم تستطع أن تؤثّّر على مكانة العقيدة الإسلامية ورسوخها في نفوس المسلمين على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم الفكريّة، وبقي الإسلام هو الدرع الحصينة التي يلجأ إليها المسلمون في أوقات الصعاب والشدائد ليحميهم من المخاطر المحدقة بهم من جهة وليطبّقوه في حياتهم بعيداً عن الضغوطات والظروف الصعبة التي كانوا يمرّون بها من جهةٍ أخرى.

إلاّ أنّ الأوضاع التي آلت إليها أمور العالم الإسلامي نتيجة تلك الحروب الصعبة، وما استنزفته من طاقات الأمّة وجهودها، والإنقسامات الداخلية بين المسلمين بسبب الأطماع في السيطرة على الحكم في بلادهم هنا وهناك التي كانت تستنزف الجزء الآخر من قوّتهم وإمكانيّاتهم جعلت أعداء المسلمين الذين إستغلّوا ذلك أن يحاولوا الكرّة من جديدٍ للسيطرة على عالمنا الإسلامي، خصوصاً بعد أن تمكّن أولئك الأعداء من تطوير أوضاعهم عبر الثورة الصناعية الكبرى التي منحتهم القوّة المادية والعسكرية للتغلّب على المسلمين، وهذا ما حدث بالفعل، حيث قامت تلك الدول التي هزمها الإسلام أيام عزّه وقوّته بالهجوم على العالم الإسلامي من جديد بعد تغيّر ميزان القوى واستطاعت السيطرة على معظم أرجاء العالم الإسلامي وتقاسمته فيما بينها كغنائم حرب واستعمرت بلدانه وقسّمته وفرّقته إلى قطعٍ صغيرةٍ متناثرة أعطت لكلّ واحدةٍ منها اسماً خاصّاً ودستوراً خاصّاً على شاكلة ما هو موجودٌ في بلادهم على أسسٍ قومية أو وطنية وأزالوا الصفة الإسلامية العامّة التي كانت تشمل الجميع.

وكانت نتيجة تلك المؤامرة الإستعماريّة التي تولّى تنفيذها آنذاك بريطانيا العظمى وفرنسا بالأساس جعلت العالم الإسلامي يدخل إلى القرية العشرية من موقع التمزّق والتعدّد في الأوطان ومن موقع الضعف والوهن والسقوط أمام إدارة قوى الإستعمار.

وجاءت الضّربة القاضية للمسلمين على يد "أتاتورك" الذي ألغى مبدأ الخلافة الإسلامية الذي لم يعد إلاّ إسماً لا معنى له بعد ذلك التقسيم للعالم الإسلامي إلى تلك الدول والممالك والإمارات والمشيخات وما شابه ذلك من العناوين، وصارت تلك الدول بسقوط الخلافة هي البديل المناسب للقوى الإستعمارية التي لم يكن من صالحها أن ترى عالماً إسلامياً موحّداً لأنّه خطرٌ كبيرٌ على مصالحها وامتيازاتها، وكلّنا يتذكّر الجنرال اللنبي الإنكليزي عندما دخل القدس وقال كلمته المشهورة :(الآن إنتهت الحروب الصليبية)، وكان يقصد بها ردّ الإعتبار للحروب الصليبية التي فشلت سابقاً وقبل قرون في استعمار بلادنا الإسلامية والإستقرار فيها.

ولم تكتف الدول الإستعمارية باحتلال بلادنا، بل سعت إلى ترويج فكرها المنحرف في نفوس أبناء الإسلام كفكرٍ بديلٍ بحجّة أنّ تخلّف العالم الإسلامي وتفكّكه وهزيمته كانت بسبب الإسلام الذي لم يعد الدين الصالح في عصر تقدّم العلم وتطوّر الصناعة، وأنّ الدين هو عامل تخلّفٍ ورجعيةٍ وانحطاط، ومن هنا نشأت أزمة أخرى لعبت دوراً سلبياً كبيراً في بناء الإنسان المسلم الذي صار يروّج للثقافة الغربية المستوردة، ثمّ للثقافة الشرقية المستوردة من الثورة الشيوعية التي انتصرت في روسيا، ثمّ أقامت مشروعها الكبير في الإتحاد السوفياتي السابق.

وبهذا التخطيط المنظم والإحتلال المبرمج والثقافة البديلة عن الإسلام وصل المسلمون أنظمة وشعوباً إلى مرحلة ضياع الهوية والتخبّط في التخطيط ممّا أفقد الأمّّة توازنها وصارت ألعوبةً بيد تلك القوى المستكبرة الغاشمة التي لا ترى إلاّ مصالحها ومنافعها وامتيازاتها في أرضنا وبلادنا وحيث سيطروا على موارد عالمنا ونهبوها بطريقةٍ بشعةٍ وقاسية وما زالوا حتّى الآن، وإن تغيّر المستعمر القديم بوريث أبشع وأخطر على الإنسانية عموماً والمسلمين خصوصاً وهو "الشيطان الأكبر" أمريكا "أم الفساد" في العالم، والحامي والمدافع والنصير الأول للكيان الغاصب "إسرائيل" الذي كان السبب في ضياع أرض فلسطين وتشريد شعبها في مرحلة الإستعمار القديم مستغلّين ضعف المسلمين عند مواجهة القوّة والغطرسة.

من هنا كان لا بدّ من البحث عن سبل المواجهة لهذا الواقع المؤلم والمرير الذي وصلت إليه الأمّة، لأنّ بقاءها في هذا الجو والمناخ لن يزيد المسلمين إلاّ ضعفاً والأعداء إلاّ قوّة، وسعى بعض المخلصين الأبرار الأوفياء من علماء الأمّة ومُصلحيها الإجتماعيين إلى الدعوة لإنقاذ الأمّة ممّا تعانيه، إلاّ أنّ دعواتهم لم تحقّق الهدف المنشود، لأنّ الضعف كان قد ذرّ بقرنه واستحوذ على العقول والقلوب عند أبناء الأمّة من جهة، وعند الأنظمة من الجهة الأخرى التي كانت رهينة القوى المستعمرة والمتسلّطة، ولم يكن لها حولٌ ولا قوّة، بل فقدت في الوقت الراهن كلّ قدرةٍ على التغيّرأو التبديل لمسارها بعد أن صارت أمريكا هي القوّة الوحيدة المهيمنة على العالم، وما مأساة شعب أفغانستان، وما احتلال العراق حالياً إلاّ ثمرة من ثمرات هذا الضعف والوهن عند الشعوب والأنظمة، حيث رأينا كيف شنّت القوات الأمريكية ومعها حلفاؤها البريطانيون حربهم الغاشمة على العراق، واستولوا عليه بحجج واهية متجاوزين كلّ القوانين والأعراف الدولية، وضاربين بعرض الحائط الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكأنّه لا وجود لهما في زمن الهيمنة والغطرسة والتفرّد الأمريكي في حكم العالم، وغير مكترثين بصوت أغلب دول العالم الكبيرة فيها كروسيا وفرنسا وألمانيا والصغيرة على حدٍّ سواء الداعين إلى الحل السلمي لقضية العراق والإتهامات ضده التي لم تكن إلاّ غطاءً لأطماعهم في السيطرة على ثاني أكبر احتياط للنفط في العالم والموجود في العراق والمقدّر حالياً بمئة وإثنتي عشر مليار برميل من النفط الخام.

والمعركة ضدّ الإسلام والمسلمين بعد هذه الأحداث صارت واضحةً للعيان، ولم يعد هناك من مجالٍ لتفسير كلّ ما يجري على الأمّة الإسلامية إلاّ أنّه عدوانٌ سافرٌ يُراد منه إخضاع العالم الإسلامي كلّه عموماً والقلب منه خصوصاً وهو العالم العربي، وما العراق إلاّ البداية الفعلية لإحداث التغييرالذي تخطّط له أمريكا لشعوبنا وأنظمتنا لجعلها ملائمة ومناسبة ومتماشية ومنفّذة لإرادة المستكبر الأميركي إمّا بالتعديل الإختياري أو بالتغيير العسكري، وبما يتبع ذلك التعديل أو التغيير من تبديلٍ في مناهج التعليم في دولنا العربية والإسلامية ومن تميّز في السياسات والإقتصاديات ووسائل الإعلام وسبل العيش بما يتماشى مع المفاهيم الأميركية للحياة القائمة على اللهو والعبث واللغو والإنغماس في الحياة الدنيا وما فيها من ملذّات وشهوات ووسائل تسلية وترفيه تسلب من الإنسان كلّ قدرةٍ على التفكير السليم والمسار المستقيم وتقتل في الإنسان كلّ روحٍ ثورية وكلّ المعاني الإنسانية القائمة على مبادىء الفكر والكرامة والشرف.

وأهم سبل المواجهة وأكثرها فائدة للأمّة هو "الوحدة الإسلامية" لأنّها الأصل الذي لا محيص عن الرجوع إليه والإحتماء به، وإن كانت هذه الوحدة بحاجة إلى الجهد الكبير والعمل الحثيث لكي تسير على السكّة الصحيحة نحو تحقيق الهدف المنشود، لأنّ دون هذه الوحدة عراقيل كثيرة وعقبات كبيرة سواء من خارج جسد الأمّة الإسلامية كالدول الكبرى وعلى رأسها أميركا التي لا تناسب مصالحها وحدة المسلمين بأيّ معنى من المعاني، وتسعى جاهدةً لضرب كلّ مسعى جدلي للوصول إلى ذلك، أو من داخل جسد الأمّة من الذين لا تستقيم لهم عروشهم أو مصالحهم إلاّ عبر ذر بذور الإنشقاق بين أبناء الأمّة الواحدة سواء عن جهل أو عن عمد، وصولاً إلى نفس العاملين من إجل وحدة الأمّة وإن كانوا مخلصين في جهودهم وأعمالهم وخطواتهم إلاّ أنّ ذلك لم يصل إلى مرحلة الطموح المنشود على هذا المستوى.

ومع اقتراب ذكرى ولادة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الجامع بين كلّ المسلمين لأنّه نبيّهم وكلّهم مقرّون ومعترفون بذلك كلمةً واحدة لا اختلاف فيها، وقد حوّلوا الإختلاف بين الثاني عشر أو السابع عشر إلى مناسبة أطلقو عليها (أسبوع الوحدة الإسلامية) وهذا وإن كان جيداً على مستوى الشّعار والعنوان، إلاّ أنّ هذا الأسبوع على مستوى الممارسة الفعلية تحوّل إلى ما يشبه الأمر الإحتفالي الطقسي الذي نمارسه كلّ عام، ثمّ تعود الأمور بعدها للخمود والجمود والنوم من جديد.

وما نريد أن نقوله إنّ الشعار المذهبي ما زال هو المسيطر على روحيّة العاملين للوحدة الإسلامية وكلّ طرفٍ يتحصّن ضمن حدود مذهبه ويعمل على منع اختراقه من الآخرين لأنّه يتصوّر أنّ الوحدة يمكن أن تشكّل خطراً على مذهبه وتوجّهه العقائدي والفقهي،وهذا اعتقادٌ خاطئ ووهمٌ لا بدّ من التخلّص منه ومن أثاره السلبية على طريقة الوحدة المطلوبة.

فليس المطلوب من الوحدة أن نتحدّث عنها بأنّها تذيب المذاهب الإسلامية وتلغي وجودها في حياة المسلمين، بل المراد هو اتفاق المسلمين بأجمعهم على العناوين الأساسية في مواجهة الإستكبار والإستعمار الجديد الذي بدأ يطل علينا وكأنّه عودة إلى القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كما حصل في العراق حالياً.

فالمسلمون مستهدفون جميعاً بعربهم وعجمهم من دون تمييز، وهذا يحتّم عليهم أن لا يجعلوا من المسألة المذهبيّة عائقاً من التوحّد على مستوى القضايا التي تهمّهم جميعاً، فالكلّ ينادي بضرورة محاربة التوجّه الإستكباري عند أميركا والكلّ يرفع شعار "تحرير فلسطين والقدس" والجميع يدعو إلى إستقلالية قرار الدول الإسلامية وإيقاف النّهب المنظّم لثروات الأمّة وشعوبها، والكل يعمل على رفع حالة الجهل والتخلّف من أوساط المسلمين، والكل يدعو إلى ضرورة إيجاد حالة من الوحدة بين المسلمين لمواجهة كلّ هذه الأخطار المحدقة بالأمّة كلّها، ومع كل هذه الشعارات الوحدوية التي يرفعها الجميع نجد الشيعي يتعامل مع الوحدة بحذر خوفاً من سريان حالة التشيّع إلى قواعده وجماهيره، وهذا ما نرى أنّه عقبة صعبة في مجال العمل لوحدة المسلمين لاينبغي التملّص منها والتجاوز عنها.

من هنا فعندما نحمل شعاراً كبيراً وعظيماً وخطيراً في الوقت نفسه كالوحدة الإسلامية، ونريد أن نعمل له، علينا قبل كلّ شيء أن نقتنع إقتناعاً قوياً وراسخاً وثابتاً، وعلينا أن نقتنع بأهمية وحساسية دوره لتحقيق الهدف، لأنّ هذا الإقتناع هو المدخل المناسب للدفاع عن الشعار والعمل من أجله وتحمّل النتائج المترتّبة عليه في مواجهة واقع الفرقة والتشرذم والإنقسام الذي قد يرفض أو لا يتقبّل بسهولة الدعوة إلى هذا الشعار الوحدوي أو دعوة المروّجين له.

لذلك نرى بأنّه لا بدّ من الإنتقال من موقع التعاطف الإنفعالي المؤقّت مع الشعار للوحدة إلى موقع التخطيط المبرمج والتنفيذ الدقيق للخطوات الموصلة لأهداف الوحدة بالطريقة التي تتناسب مع قدرات ومواقع حاملي الشعار، وبملاحظة الواقع المذهبي القائم والشديد التعقيد في أمّتنا.

ولا شكّ أنّ العاملين للوحدة يدركون حجم المخاطر المُعاشة، ويدركون بالتالي أنّ التفرّق المذهبي تتخذه الكثير من الأنظمة ستاراً لتحرير مؤتمرات المستكبرين الذين تتوافق مصالحهم مع الحالة الفعلية القائمة في أمّتنا والتي لا يريدون لها أن تتبدّل نحو الأفضل والأحسن، ويدركون أنّ هذه الموانع الموجودة في حال الإستسلام لها سوف تصبح الدعوة إلى وحدة الأمّة مجرّد محاولة من المحاولات الكثيرة السابقة التي لم يُكتب لها النجاح، ويدركون أنّ التخلّي عن هذا الشعار خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة والحرجة سوف ينعكس سلباً على كلّ المواقع التي نعيش، وسوف يزيد من حالات الإنقسام والتشرذم في الأمّة التي لم يعد يتحمّل جسدها المزيد من التمزيق والتشتّت، وهي مثخنة بالجراح الدامية المحتاجة إلى الوقت الطويل للشفاء منها.

إنّ مجموع تلك الإدراكات للنتائج السلبية المترتبة على عدم العمل للشعار بقوّة وفعالية ومن ضمن خططٍ مبرمجة وهادفة وواعية يحمّلنا مسؤولية كبيرة، ويجعلنا في مواجهة تكليفنا الشرعي الذي ينبغي أن نعمل له ونحمله بصدقٍ وإخلاصٍ وشفافية.

لهذا نقول إنّ العمل في سبيل وحدة المسلمين ليس بالعمل السهل، إلاّ أنّه في نفس الوقت ليس بالعمل المستحيل، لكنّه يحتاج أولاً إلى الإرادة القوية للثبات والإستمرار ودوام الإقتناع بهذا الشعار الإسلامي العظيم وأنّه الأصل والأساس في حياة الأمّة الإسلامية تطبيقاً لقوله تعالى :{وإنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاتقون}، أو قوله تعالى الآخر: {كنتم خير أمّةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}، وهل هناك واجبٌ أعظم من أمر الأمّة والعمل من أجل توحيدها والنهي عن انقسامها وتفكّكها؟!.

ونحتاج ثانياً إلى وضع الخطط الإستراتيجية البعيدة المدى، وصوغها ضمن برامج وخطط مرحليّة، لكلّ مرحلةٍ هدفها القريب الذي نعمل للوصل إليه، بدلاً من وضع أهدافٍ يصعب الوصول إليها ضمن فتراتٍ محدّدة لأنّ ذلك قد يصيب العاملين بالإحباط عند عدم تحقيق الهدف.

ونحتاج ثالثاً إلى الدعوة لعقد مؤتمرات عالميّة لعلماء المسلمين من كلّ دول العالم الإسلامي حتّى لا يبقى العمل للوحدة محصوراً ببلدٍ أو جهةٍ معيّنة، وأن تكون هذه المؤتمرات دورية تضع الخطط والبرامج التي تنفذها كلّ مجموعة من العلماء في بلادها.

ونحتاج رابعاً إلى الإعلام القوي سواء المرئي منه أو المسموع أو المقروء لكي يواكب نشاط العاملين من أجل وحدة المسلمين، ولذا لا بدّ من السعي لإنشاء وسيلة إعلام مرئية يغطي إرسالها العالم الإسلامي أو القسم الأكبر منه، ويكون هدفها الأساس التركيز على فكرة الوحدة ضمن برامج متنوّعة لتركيز هذا التوجّه عند أبناء الأمّة جميعاً، ونحن نرى أنّ هذه الوسيلة من أفضل الوسائل التي تعطي نتائج مباشرة وسريعة لأنّ الإعلام المرئي خاصة قادر على نقل الصوت والصورة بأسرع وسيلةٍ ممكنة وبأقصر وقتٍ كما نرى ذلك فعلياً.

فوحدة الأمّة الإسلامية هدفٌ نبيلٌ وكبير ويستحقّ كلّ محاولةٍ ومجازفة ممكنة خصوصاً عندما تكون الأخطار المحيطة بالأمّة صعبة ومريرة ومحتاجة إلى جهد جميع أولياء الأمر عند المسلمين من علماء ومفكرين وأدباء وشعراء وكتّاب يسخّرون كلّ جهودهم وإمكاناتهم في سبيل ذلك الهدف العظيم الذي حتّى لو قتلنا في سبيله أو استشهدنا فلن يكون ذلك بالكثير.

من هنا نسأل الله عزّ وجل أن يوفّق كلّ العاملين المخلصين الساعين إلى توحيد كلمة المسلمين وإعادة مجدهم الضائع وتاريخهم العريق.

والحمد لله رب العالمين