سيرة حياة والدة الإمام المهدي (عج)
- المجموعة: مقالات سيرة
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 7446
نسبها: هي السيدة نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأمها من ولد الحواريين تُنسب إلى شمعون وصي المسيح عليه السلام وتسمى بـ مليكة وسوسن وريحانة وصقيل.
قصة شرائها من بين السبايا: روى بشر بن سليمان النخاس وهو من سلالة أبي أيوب الأنصاري ومن أصحاب الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام وهو جارهما بسر من رأى قال (كان مولانا أبو الحسن علي بن محمد الهادي علمني أمر الرقيق فكنت لا أبتاع ولا أبيع إلا بإذنه حتى كملت معرفتي فيه فأحسنت الفرق بين الحلال والحرام، فبينما أنا ذات ليلة في منزلي بسر من رأى،
وقد مضي هوي من الليل، إذ قرع الباب قارع، فعدوت مسرعاً فإذا أنا بكافور الخادم رسول مولانا أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليه السلام يدعوني إليه، فلبست ثيابي ودخلت عليه فرأيته يحدث ابنه أبا محمد عليه السلام وأخته حكيمة عمة الإمام العسكري من وراء الستر، فلما جلست قال: يا بشر: (إنك من ولد الأنصار، وهذه الولاية لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف ، فأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها شاؤالشيعة في
الموالاة بها، بسر أطلعك عليه، وأنفذك في ابتياع أمة، فكتب الإمام (ع) كتاباً ملصقاً بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه بخاتمه، وأخرج صرة صفراء فيها 220 ديناراً فقال خذها وتوجه بها إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوة كذا، فإذا وصلت إلى جانبك الجواري، وبرزن الجواري منها، فإذا رأيت ذلك فأشرف من بُعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا لابسة حريريتهن صفيقتين تتمنع من السفور ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها، ويشغل نظره بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق فيضر بها النخاس فتصرخ حرفه روميه، فاعلم أنها تقول واهتك ستراه، فيقول بعض المبتاعين "علي بثلاثماية دينار" فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول نرجس بالعربية (لو برزت في زي سليمان عليه السلام وعلى مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة، فأشفق على مالك) عند ذلك يقوم رسول الإمام (ع) إلى النخاس وقال له ما قاله له الإمام (ع) ليقوله لنرجس (إن معي لك كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف، كتبه بلغة رومية وخط رومي ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاؤه فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك)، فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديداً و قالت لعمر بن يزيد النخاس (بعني من صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرجة المغلظة أنه متى امتنع عن بيعها منه قتلت نفسها)، فرضي النخاس وباعها لوكيل الإمام بعد أن تناقشا في السعر حتى قبل بالمبلغ الذي أرسله الإمام الهادي (ع) وهو "220" وعندما علمت بتمامية البيع أخرجت رسالة الإمام الهادي (ع) من جيبها وهي تلثمه وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها وتمسح به بدنها، فقال لها وكيل الإمام متعجباً (تقبلين كتاباً ولا تعرفين صاحبه؟) فقالت له (أيها الضعيف العاجز بمعرفة محل أولاد الأنبياء عليهم السلام أعرني سمعك وفرغ لي قلبك أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى شمعون وصي المسيح عليه السلام وقصتها باختصار أن رسول الله (ص) دخل قصر جدي الملك ومعه فتية من بنيه ودخل المسيح وشمعون وعدة من الحواريين وخطبني النبي محمد (ص) من جدي شمعون الوصي بقوله (يا روح الله إني جئتك خاطباً من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا وأومأ بيده إلى أبي محمد (ع) ، فنظر المسيح إلى شمعون وقال (قد أتاك الشرف، فصل رحمك برحم رسول الله (ص) قال: قد فعلت. عند ذاك صعد النبي محمد (ص) المنبر وزوجني منه وشهد المسيح عليه السلام والحواريون وبنومحمد صلى الله عليه وآله.
رؤيتها للسيدة الزهراء (ع): بعد الخطوبة بأربع ليال زارتها السيدة الزهراء (ع) ومعها مريم بنت عمران فتعلقت مليكة بها وصارت تبكي وتقول إن أبا محمد لا يزورني فقالت لها الزهراء عليها السلام لا يزورك وأنت مشركة وهذه أختي مريم تبرأ إلى الله تعالى من دينك لفإني ملتِ الى رضا الله وزيارة أبي محمد فقولي (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن أبي محمداً رسول الله (ص)) فلما تكلمت نرجس بهذا الكلام احتضنتها السيدة الزهراء عليها السلام وقالت (الآن توقعي زيارة أبي محمد عليه السلام فإني منقذته إليك) فلما كانت الليلة القادمة زارها الإمام العسكري عليه السلام في المنام وقالت له (جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبك) فقال (ع) (ما تأخيري عنك إلا لشركك، وإذ قد أسلمت فإني زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان) وأما وقوعها في الأسر فسببه أن الإمام العسكري جاءها في المنام وقال لها بأن جدها سيرسل جيشاً ليحارب المسلمين في يوم كذا ثم يتبعه فعليكِ اللحاق بهم متنكرة بزي الخدم حتى تلحقي بالمسلمين فيأخذونك أسيرة ويحصل معك ما يحصل حتى تصبحي زوجة لي.
اللقاء بالإمام الهادي (ع): يقول بشر فانطلقت إلى سامراء من بغداد بعد الشراء ودخلت على الإمام الهادي (ع) فقال لها الإمام (ع) (كيف أراك الله عز الإسلام وذل النصرانية وشرف آل محمد صلى الله عليه وآله؟ فقال: كيف اصف لك يابن رسول الله ما أنت أعلم به مني؟ قال (ع) (أريد أن أكرمكِ فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم؟ أم بشرى لك بشرف الأبد؟ قالت: بل البشرى ، قال (ع) (فابشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).
ثم دعا الإمام الهادي (ع) بأخته حكيمة وقال لها (علمي مليكة الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد ,ام القائم عليهما السلام).
ولادة الإمام المهدي (عج) روت السيدة حكيمة فقالت (بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال يا عمة اجعلي أفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تعالى سيظهر في هذه اليلة الحجة عليه السلام وهو حجته في أرضه، فقلت: من أمه؟ فقال (ع) (نرجس) قلت له ما بها أثر؟ قال (ع) (هو ما أقول لك) ثم جاءت نرجس وقالت لها السيدة حكيمة ( يا بنية إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة) فاستحيت نرجس وخجلت، ثم عندما حل الفجر جلست السيدة حكيمة وقرأت ألم السجدة ويس ، فيبنما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت (اسم الله عليك، تحسين شيئاً؟ قال: نعم يا عمة فقلت: اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لكِ، ثم كشفت عليها السيدة حكيمة فإذا بالإمام المهدي (عج) ساجد على الأرض يتلقى بمساجده فضممته فإذا هو نظيف منظف، فصاح الإمام العسكري عليه السلام " هلمي إليّ ابني يا عمة" فجئت به إليه فوضع يده تحت ظهره وقدميه على صدره ثم أدخل لسانه في فمه ومرر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال (ع) (تكلم يا بني) فقال الإمام المهدي (عج) (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله عبد ه ورسوله، ثم صلى على أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم) ثم قرأ قوله تعالى (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا يحذرون).
كرامات السيدة نرجس:
1- لها زيارة خاصة مذكورة في كتب الأدعية
2- تُرجى شفاعتها يوم القيامة لما لها من المكانة والمنزلة عند الله لمواصفاتها الإيمانية الشخصية ولكونها والدة ولي الله الاعظم وبقية الله في الأرضين
3- يروى أن الطاعون حل بمدينة سامراء في زمن الميرزا محمد تقي الشيرازي فأمر الشيعة بزيارة عاشوراء لمدة عشرة أيام وإهداء الثواب للسيدة نرجس عليها السلام، ففعلوا ذلك فارتفع عنهم وباء الطاعون، بينما بقي غيرهم يموتون فسألوا لماذا لا يموت الشيعة؟ فعندما عرفوا السبب شرعوا بقراءة زيارة الإمام الحسين (ع) واهداء الثواب للسيدة نرجس فرفع الله البلاء عن غير الشيعة أيضاً ببركتها وشفاعتها ومقامها عند الله عز وجل.
سجن السيدة نرجس: وكان ذلك بسبب وشاية جعفر الكذاب أخ الإمام العسكري (ع) حيث أخبر السلطات العباسية بوجود ولد للإمام العسكري مما أدى إلى سجن السيدة نرجس مع حريم الخليفة العباسي المعتمد ووضعوها تحت الرقابة المشددة لمدة تزيد عن السنة أو السنتين على بعض الروايات حتى يئسوا من أمرها ولم تخبرهم عن ولادة الإمام المهدي عليه السلام فأخلوا سبيلها وعندما توفيت دفنت بجوار الإمام العسكري عليه السلام في مرقد العسكريين في سامراء.