حرمة الرضوخ للطواغيت
- المجموعة: مقالات فقهية
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 4978
باسمه تعالى
حرمة الرضوخ للطواغيت
قال الله تعالى ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً).
هذه الآية أمثالها كثير في القرآن الكريم تشير إلى أن المؤمنين يقاتلون من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل، وأن هذا القتال مشروع ومطلوب، لأن عدم قتال الكافرين يجعلهم يتمادون في غيهم وظلمهم وطغيانهم، بما يؤدي إلى سلب الشعوب المستضعفة حريتها واستقلالها ونهب خيراتها وثرواتها.
والجهاد ضد الكافرين يحفز الكثير من أبناء الشعوب الضعيفة على القتال والالتحاق بقوافل المجاهدين للخلاص من جور وظلم الكافرين.
وقد وعد الله عباده الذين يقاتلون في سبيله أنه سوف ينصرهم على أعدائهم إن التزموا ما أوصاهم به وحثهم عليه وهو النهوض والثورة على الكافرين، وذلك لأن هؤلاء يستندون إلى الشيطان، وهو الذي أوصلهم إلى الكفر فصاروا جنودًا له وعمالاً لديه يظلمون ويقتلون ويعيثون في الأرض فساداً وتخريباً وتدميراً لحياة الشعوب الكريمة.
وبما أن المؤمنين مرتبطون بالله سبحانه وتعالى فإنه لن يخذل المجاهدين الذين يقاتلون في سبيله، ومن يسقط منهم في الحرب ضد الكافرين فهو الشهيد الذي ينال عند الله منزلة عظيمة ومرتبة رفيعة يغبطه عليها الكثيرون من المؤمنين ، لأنه قدم روحه ودمه في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض.
ولهذا نجد أن المقاومة الإسلامية في لبنان عندما بدأت بالجهاد ضد العدو الصهيوني، كانت تتألف أول الامر من مجموعات صغيرة، ولكن مع مرور الأيام والسنوات توسعت هذه المقاومة لتصبح مقاومة شعب بأسره ضد هذا العدو الغاشم والظالم ووصلت هذه المقاومة إلى مرحلة متقدمة جداً في نضوجها وتطورها حتى أجبرت العدو الصهيوني البغيض على الانسحاب من أرض وطننا الحبيب ومن كل شبر دخلت إليه ذليلة مهزومة منكسرة، وأذل المجاهدون الكيان الغاصب وجيشه الذي كانوا يعتبرونه أقوى جيش في المنطقة كلها ومرغوا أنفه في التراب.
والسبب الأساس للانتصار هو اليقين والإيمان بأن الله سوف ينصر من ينصره من عباده، ولن يخذلهم طالما أنهم ينطلقون في الجهاد من منطلق إيماني وعقائدي، وتحت لواء القيادة الشرعية التي أمر الله بالاقتداء بها والتزام أوامرها وارشاداتها، وهذه القيادة هي التي كانت توجه المقاومين والمجاهدين حتى تمكنوا من تحقيق النصر الحاسم على العدو الصهيوني الغادر، الذي تم هزمه مرة ثانية عام ألفين وستة عندما حاول الانتقام من المقاومة وشعبها، فأعادت الكرة بالانتصار عليه وأذاقته مرارة الهزيمة مرة ثانية.
وهاهم المجاهدون اليوم يقولون لذلك العدو الذي انكسرت هيبته (وإن عدتم عدنا).
من هنا نقول لكل مستضعف في الأرض إذا أردت أن تعيش كريماً وعزيزاً أو كنت من الذين بلادهم محتلة فما عليك إلا أن تجاهد وتقاتل أعداء الله، والله عز وجل يقول (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، وهذا الوعد الإلهي سوف يكون حقيقة وواقعاً إن التزم المؤمنون المجاهدون بما أمرهم الله به وسيرعاهم ويعينهم حتى تحقيق النصر على الأعداء.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد توفيق المقداد