المسؤولية
- المجموعة: مقالات تربوية
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 7658
والعنصر المشترك بين كل هذه المسؤوليات هو أن المسلم عليه أن يتعامل معها من موقع كونها أمانة في عنقه، وعليه أن يتحملها بصدق وإخلاص من خلال تأدية حقوقها والتزام واجباتها التي تفرضها عليه، وإذا لم يكن كذلك فهو سيسأل يوم القيامة على ذلك، وعليه فإن كان عدم التزامه بالمهام التي تحت مسؤولية ناتجاً عن قصور، فعليه أن يعترف بذلك ويفسح في المجال لغيره ممن هو قادر للقيام بالمهام، وإن كان عن تقصير فهو لا شك قد خالف تكليفاً شرعياً، لأن الذي حمّله تلك المسؤولية إنما جعلها أمانة ووديعة عنده، ومن ائتمن على شيء عليه أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل.
ولا شك أن أخلاقياتنا الإسلامية الغنية بالإحساس والشعور الإنساني الرفيع لا يمكن أن تسمح لنا بالتساهل أو بالإهمال في أداء مهامنا التنظيمية المنظور إليها على أنها نحو من العبادة طالما أن مضامين تلك المهام تعود بالمنافع الهامة لصالح المسيرة الإسلامية الناهضة في لبنان والمنطقة والعالم.
لهذا نتوجه إلى إخوتنا الكرام من مسؤولي الأقسام المركزية الذين يحتلون مواقع متقدمة ومؤثرة في الجسم التنظيمي العام أن يلتفتوا جيداً إلى أهمية المواقع التي يشغلونها، فهي الواسطة الأساس ما بين الهيئات المركزية والقواعد العريضة في الأمة، وقيامهم بمسؤولياتهم على الوجه الأكمل يساعد كثيراً في تحقيق الأهداف المرجوة ويدفع بالمسير إلى الإمام، كما أن تقاعسهم أو تفريطهم سوف يكون سبباً من أسباب التأخر أو التباطؤ في الوصول إلى الأهداف المتوخاة، مع ما في هذا من خطر داهم نتيجة الظروف الصعبة التي تعيشها الحالة الإسلامية عموماً بسبب قساوة المعركة وضراوتها ضد الكيان الغاصب ومؤامراته بالتنسيق والتأييد الكامل من أمريكا (الشيطان الأكبر).