دعوا الشعوب تقاتل إسرائيل
- المجموعة: مقالات مختلفة
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2091
أولاً: تأكيد العدو الإسرائيلي على إحتلال الأرض بالقوّة وإفراغها من أهلها عبر عمليات الإبعاد المماثلة التي ستحصل مستقبلاً، وهذا ما يشكّل خطراً على إستمرار الإنتفاضة، لأنّ المبعدين هم من الطبقة المفكّرة والملتزمة والمسؤولة وتضمّ كثيراً من القيادات الأساسية لانتفاضة الشعب المسلم في داخل الأرض الممثّلة، وهذا الهدف ملحوظٌ بالأساس للعدو الصهيوني بكلّ توجّهاته وفئاته وقياداته.
ثانياً: رمي الكرة في الملعب الفلسطيني في محاولةٍ لإثارة الخلافات بينهم بسبب المواقف المتناقضة بين الإسلاميين منهم الرافضين لعملية التسوية وبين قيادة المنظّمة السائرة في ركابها.
ثالثاً: التغطية الأمريكية السياسية المؤيّدة لإسرائيل في المحافل الدوليّة وهذا ما ينفي الإحتمالات التي ساقتها بعض التحاليل الصحفية عن تدني أهميّة الكيان الغاصب في النقطة الإستراتيجية الأمريكية للمنطقة بشكلٍ عام.
رابعاً: الإبعاد إلى لبنان ضربة للكيان اللبناني ويظهره على أنّه صديق حليف لهذا الكيان وأنّه بلد لا هوية له ولا نظام فيه ولا يملك حرية إتخاذ قراراته بنفسه، بل ليس أهلاً لأن يكون وطناً مستقلاً.
خامساً: توطين الفلسطينيين في لبنان، وهو الأمر الذي كثر الحديث عنه في فترة المفاوضات الجارية بين العرب والكيان الغاصب، وهذا ما لمّح إليه البعض من السياسيين والصحفيين بعد عملية الإبعاد الأخيرة.
سادساً: إستباق النتائج المتمثّلة بعملية السلام الجارية الآن من خلال المفاوضات عبر وضع الفلسطينيين في الحال الأسوأ للقبول بالشروط الإسرائيلية التي لن تعطي إلاّ القشور في مقابل الفوائد الكبيرة والكثيرة التي سيحصل عليها الكيان الغاصب، إن من حيث السياسة أو الإقتصاد أو التجارة والسياحة، أو المشاركة لدول المنطقة في ثرواتها ومواردها.
سابعاً: الإستهزاء بالأمّتين العربية والإسلامية وعدم إحترام الكيان الغاصب لوجودهما، وهذا أمرٌ طبيعي ومسلّم طالما أنّ تلك الغدّة السرطانية لا ترى من الأنظمة العربية بغالبيتها إلاّ ما يحقّق أغراضها بسبب الركون العربي إجمالاً إلى الشيطان الأكبر " أمريكا" الكفيلة بإمتصاص أيّة نقمة عربية أو إسلامية يمكن أن تصدر عن تلك الأنظمة، وهذا النحو من التعامل هو الذي صار مؤكّداً وهذا ما يستند إليه الكيان الغاصب لإسكات الأصوات المعترضة من العرب والمسلمين أو من الدول الأوروبية أو غيرها التي لها مصالح في بلادنا والتي قد تصدّر بعض المواقف المؤيدة للحق العربي أحياناً ولو من باب رفع الحياء والعتب.
وهنا قد انقضت عشرة أيام على عملية الإبعاد وأولئك المجاهدون الصابرون يقاسون من الجوع والعطش والبرد ولا يعلمون ما هو مصيرهم النهائي بينما الحرب الكلامية بين الكيان الغاصب من جهة ولبنان والفلسطنيين والعرب والعالم كلّه من الجهة الأخرى ما زالت تراوح مكانها وهذا مرشح للإستمرار إلى أن يصل الأمر في النهاية للرضوخ لإرادة الكيان الغاصب وتأمين الحل لأولئك المبعدين بالطريقة التي لا تؤثّر على ذلك الكيان الغريب في أرضنا.
فهذه النتيجة هي التي نراها حتميّة في النهاية لأنّ الشواهد السابقة تؤيّد ذلك بل تؤكّده.
لذلك كلّه نقول إنّ هذا الكيان البغيض لا يمكن أن يتنازل عن شيءٍ بدون مقابلٍ يكون أكبر بكثيرٍ ممّا يقدّمه من القسوة والوعود الكاذبة.
وإذا استطاع أن يحصل على كلّ ما يريد بدون أن يقدم ولو – تنازلات شكليّة- فإنّه لن يقصّر في ذلك على الإطلاق، وطالما أنّ سقف المعركة مع العالَمين العربي والإسلامي لا يتجاوز المعركة الكلامية والسياسية والإعلامية، فإنّ الكيان الغاصب سيعيش الإطمئنان إلى كلّ ما يقوم به من أفعالٍ ومايقرّره من قرارات وما يتّخذه من مواقف تعارض شرعة الأمم المتّحدة وحقوق الإنسان.
لذلك كلّه نقول "طالما أنّ الأنظمة العربية قد رضخت للإستكبار العالمي بزعامة أمريكا" سيدة النظام الدولي الجديد" فلتترك الأنظمة الحرية لشعوبها في إدارة المعركة العسكرية مع الكيان الغاصب، ولتسمح لمواطنيها من العرب والمسلمين أن يتولوا القتال ولتفتح أمامهم الجبهات فقط وفقط.
فشعوبنا العربيّة والإسلاميّة تغلي بالغضب والثورة على كلّ الهزائم والآلام التي سبّبتها الأنظمة في هذه الأمّة في العقود الأخيرة، وهي لا تريد سوى أن تترك لها الحرية في قتال إسرائيل والشعوب كافلةً تأمين مستلزمات ذلك الصراع وكفيلة بإيقاع الهزيمة بإسرائيل وأحلامها التوسّعية.
إنّ الإنتفاضة المباركة في فلسطين والمقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان قد أثبتت كلّها أنّ قوّة الأمّة لم تتعطّل وأنّ إرادة الأمّة لم تُقهر، وأنّ الأمّة ما زالت تمتلك عناصر العزّة والكرامة والشرف.
من هنا نوجّه الدعوة إلى الأنظمة لتحرير شعوبها من القيود التي تفرضها عليها ولتسمح لها بممارسة حقّها المشروع في الدفاع عن مقدساتها، ولن يمرّ الوقت إلاّ ويصبح الكيان الغاصب أثراً من آثار الماضي وتعود هذه الأمّة إلى سابق مجدها وعزّتها وعظمتها.
-الشيخ محمد توفيق المقداد-