الصفحة الرئيسية
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- 15 شباط/فبراير 2014
- الزيارات: 3893
ولأجل هذا الناتج الكبير والمهم المترتب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رتب علماؤنا الفكرة التي تقول بأن الأئمة (عليهم السلام) مأمورون بحفظ أهداف الشريعة وهم المكلَّفون بأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وهذه الفكرة إن دلت على شيء فهي تدل بوضوح على ضرورة أن يتصدى المسلمون بقيادة علمائهم الى القيام بهذا التكليف العظيم الذي يصون دينهم وكرامتهم وأعراضهم ويحفظ بالتالي عزتهم ويجعلهم قادرين على محاربة كل الذين يسعون لنشر هذا الفساد المخالف لسيرة الأئمة وتاريخها وتوجهاتها.
وعندما نتأمل في الحديث التالي (لَحَدٌّ واحدٌ يُقام في الأرض خيرٌ من مطر أربعين صباحاً) ندرك مدى الخطورة المترتبة على ترك هذا التكليف الإلهي العظيم، حيث لا يوجد بعد تركه سوى الإنحلال وتفكك عرى العائلة والمجتمع وسوى البحث عن الشهوات والملذات والغرق في مستنقع الدنيا الخسيسة الفانية.
وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في ضمن خطبة له عن هذا الواجب حيث يقول (عليه السلام) :(من أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر قصم ظهر المنافق)، وهذه من النتائج العظيمة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث لن يضعف المؤمن أمام المغريات، بل سيزداد قوة وثباتاً عندما يرى أن هناك فئة من الأمة ما زالت متمسكة بدينها، وتعمل من أجل الحفاظ على القيم والتوجهات، وتقف في وجه المنحرفين، فهذا الجو الإيماني يجعل المؤمن ذا قدم راسخ وثابت ويشجعه على التعمق في خط الإيمان والإسلام والحياة الهادفة ،لأن الأجواء التي ينشرها الأمر بالمعروف تعطيه الثقة والقوة في النفس والإرادة، فيندفع بالتالي لخدمة الأمة بشوق ورغبة للمساعدة في تقوية التوجهات السليمة نحو الإرتباط الصحيح أو الإرتباط الأقوى لأنه لن يرى نفسه وحيداً، بل الى جانبه كل المؤمنين الذين يقوى بهم ويعتمد عليهم بعد الله في القيام بمهام هذا التكليف، ومن حيث النهي عن المنكر، فإن الفاسقين والمنحرفين والمنافقين عندما يرون أن هناك أناساً لا يستجيبون لدعواتهم الى الفساد والإنحراف ويتصدون لما يحاولون إشاعته من المحرمات بين الناس سوف ينسحبون أو يختفون أو على الأقل فلن يكون أولئك قادرين على القيام بحركة إعلامية واسعة بين أوساط المجتمع لأن هناك من يفضح أهدافهم الخبيثة ويحذر الناس من الإستجابة لتلك الأطروحات المخالفة لقيم الإنسان، والبعيدة عن الأهداف السليمة للمسلم بالخصوص والمنافية لأخلاقياته وسلوكياته.
لهذا كله، نحن نعتقد أن هذا الواجب العظيم مما ينبغي ويجب على كل مسلم قادر أن يقوم به في هذا الظرف العصيب، حيث هجوم السلام المشبع بكل أنواع السموم الأخلاقية والسلوكية والشهوانية التي نراها في شاشات التلفزيونات في البيوت أو إعلانات الجرائد أو الشوارع وفي الأفلام الخليعة المعروضة هنا وهناك بأشكال علنية أو سرية أو الجرائد التي تحمل القصص الإباحية البذيئة أو الذين يعملون على الترويج للتطبيع مع العدو الغاصب الذي يريد فصلنا عن ديننا وإسلامنا على أيدي الفئة المنافقة من هذه الأمة.
إن واجبنا الشرعي والإنساني الأخلاقي يحتم علينا أن نتصدى لهذه الموجة الإنحرافية بكل ما أوتينا من القوة والقدرة لنرد هذا الأذى عن الأمة ونحفظ توجهها نحو الخير كما تدعونا الآية الكريمة الى ذلك.
والحمد لله رب العالمين.