الصفحة الرئيسية
المجتمع والمحافظة على القيم
- 15 شباط/فبراير 2014
- الزيارات: 2122
مع إطلالة كل عام ميلادي جديد، تعيش مناطقنا حالة من الحذر والترقب الاجتماعي نتيجة التصرفات المنحرفة التي يقوم بها بعض المستهترين بالقيم المتجذرة عند شعبنا وأمتنا، حيث يقوم هؤلاء بارتكاب المنكرات والمحرمات بشكل علني وسافر يستفز مشاعر المسلمين العقائدية والأخلاقية والسلوكية، وهو استفزاز لغير المسلمين أيضاً من أهل الأديان الأخرى التي تعيش معنا في هذه المنطقة من العالم. فالأديان السماوية هي دعوة للتحلي بالأخلاق الفاضلة واحترام الإنسان وما يمثله من القيم والمبادئ الإنسانية اللائقة بكرامته وخلافته لله رب العالمين في الأرض. وإننا إذ لا نرفض أن يحتفل الآخرون بمناسباتهم الدينية أو غيرها، لكن على قاعدة الاحترام المتبادل وعلى
أساس من تمتين العيش المشترك الذي يجمعنا كأناس مؤمنين بعقائد إلهية، توحدنا جميعاً دعوته الى تجسيد القيم والمثل الإنسانية المعبرة عن الجوهر والمضمون المبدع والخلاّق والمسؤول. هذه المناسبات هي فرصة للمحتَفِل ليظهر أخلاقياته وسلوكياته المتوافقة مع مبادئه الدينية، وليست فرصة للعبث واللغو وإظهار المفاسد وارتكاب المنكرات كما يحصل حالياً عند البعض من المسلمين وغيرهم ممن يعيشون الروح الانهزاميه أمام الثقافة الغربية الداعية إلى التحلل والانفلات من كل القيود والضوابط الأخلاقية والسلوكية، مع ما في هذا الأسلوب من ضرب فاضح لموروثات وعادات وتقاليد وأنماط سلوك رسالي واجتماعي حفظت مجتمعاتنا على الدوام من أي اختراق من هذا القبيل. من هنا نوجه الدعوة إلى الجميع (مسلمين وغير مسلمين) إلى التعامل على أساس القيم الأصيلة مع هذه المناسبات التي نجلها جميعاً، إما من جهة قداستها عند أهل الأديان كميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، أو يحترمها أهل الأديان الأخرى تطبيقاً لمبادئ العيش المشترك، كاحترام المسلمين لمناسبة رأس السنة الميلادية عند المسيحيين. وندعو أن يكون الاحتفال بها تطبيقاً للمبادئ الإلهية المشتركة بين كل المتدينين والقائمة على الاحترام المتبادل لمشاعر أهل الأديان بعيداً عن الأجواء الفاسدة التي تتنافى مع معتقداتنا وسلوكياتنا أجمعين. ونتمنى أن تكون هذه المناسبات وسيلة لفتح باب الحوار والنقاش في أجواء هادئة ومنفتحة لما فيه خير الإنسان كله فهذه المنطقة بالخصوص وفي كل أرجاء المعمورة أيضاً.