الصفحة الرئيسية
ثورة الإمام الحسين
- 15 شباط/فبراير 2014
- الزيارات: 3342
إن لم أتمسك بك فمن منقذي ؟
وإن لم أسترشد بك فمن مرشدي ؟
مولاي يا أبا عبد الله :
ها هي ذكرى ولادتك تمر علينا، كما في كل عام، فنتذكر من خلالها كل معاني الجهاد والتضحية والفداء، تلك المعاني الكبيرة التي عملنا وما زلنا نعمل لكي نركزها مساراً وعلما لحياة أمتنا الإسلامية العظيمة، اعترافاً بحقك العظيم والكبير على الأمة كلها عبر الأجيال السابقة والحالية واللاحقة. إن فهمك للحياة ومعاني الخلود فيها، وطريق الخلود إليها، الذي يتمحور حول التحرر من كل قيود الظلم والجور والإنحراف والفساد، ولو بسفك المهج وبذل الدماء والإستشهاد في سبيل العقيدة والمبدأ، تماماً كما فعلت أنت، هو الذي جعل لحياة المجاهدين عبر التاريخ معنى، وهو الذي دفعهم وما زال يدفع بهم إلى ساحات الجهاد بقلب مؤمن بمفاهيمك، وروح مشتاقة إلى أن تعطي كما أعطيت، لذلك أصبحت المثل الخالد، والنبراس المنير لكل مجاهد في سبيل الله، وصار اسمك، وصارت ثورتك، علمين خفاقين يهتدي بهما كل طامح إلى الخلود في الدنيا كأنموذج للإنسان الكامل الأفضل، وفي الآخرة في جنان الخلد، معك وبين يديك وتحت لوائك ورايتك الزاهرة المنتصرة.
مولاي يا أبا عبد الله :
من عطر دمك المراق على أرض الكرب والبلاء، انبعث فجر الثورة الإسلامية في إيران على يد وليدك وحفيدك، حسين عصرنا، وفخر أمتنا، وباني مجدنا وعظمتنا، ومجدد دينك ودين آبائك وأبنائك، الذي شده عطرك الفواح لدمك الأحمر القاني الذي ما زال يختلج في الأرض، ذلك العطر الذي تنشقه إمام الأمة فملأ روحه وكيانه وأذابه فيك، وها هو يمثل الدور خير تمثيل، ها هو يقود بالنيابة عنكم مسيرة الأمة ضد اليزيديين من كل لون وصنف، وها هو بمواقفه الجريئة في وجه قوى الكفر في الشرق والغرب يقول لهم بلسان حاله :
"إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني" وكأني به يقف خطيباً على منبر التاريخ ليقول للعالم كله وبقوة كما قلت أنت "إني لم أخرج آشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي" ولطلب الإصلاح في العالم كله، ولقلع جذور الفتنة والفساد "فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ أصبر حتى يحكم الله لي والله خير الحاكمين".
وها هم سيدي أبا عبد الله أبناؤك في المقاومة الإسلامية الذين ساروا على درب إبنك ونائب ولدك الحجة المنتظر "عج" يقارعون العدو والفتنة ويصبرون في جهادهم كما صبرت وقد ضربوا المثل الأعلى في الجهاد والشهادة كل ذلك ليكونوا قربك سيدي عند الجبار المهيمن المليك المقتدر.
كلمة أخيرة أختم بها فأقول لك بالنيابة عن كل الحسينيين، وعن كل الذين بايعوك في هذا العصر، كل مطمئن البال يا مولاي، لن نتراجع ولن ننسحب ولن نستسلم أمام هجمات المستكبرين، فأنت الذي علمتنا أن لا وجود لمعاني الضعف والهوان عند المجاهدين، بل الجهاد والجهاد والجهاد فقط حتى تحقيق إحدى الحسنيين "النصر أو الشهادة" وبقيادة حفيدك المفدى، السائر على نهجك والمطبق لخطاك، الإمام الخميني العظيم.
اللهم لك نرفع الشكوى بمصاب قائد الثوار ومنار الأحرار أبي عبد الله (ع) ومنك وحدك ووحدك فقط، نطلب أن تمدنا بقدرتك اللامتناهية، وأن تشبع أرواحنا من حبك وعشقك والإنجذاب إليك، كما عشقك الحسين (ع) فعشقته وأحببته وأخذته إلى ساحة قربك، وميدان المحبين لك الذائبين في خطك.
اللهم اختم لنا بالشهادة، كما ختمت بها حياة الذين أحببتهم، واجعلنا من أنصار الحسين (ع) وأتباعه في الدنيا والآخرة.
"والحمد لله رب العالمين"