الصفحة الرئيسية
زاد المجاهد في سبيل الله
- 15 شباط/فبراير 2014
- الزيارات: 5423
إليكم يا أبطال المقاومة الإسلامية البواسل، إليكم يا من عرفتم حقيقة وجودكم، ووعيتم معنى الحرية الحقيقية، إليكم يا من أدركتم أنّ الدنيا مزرعة الآخرة، ورفعتم شعار (الحياة في موتكم قاهرين) وإليكم يا رجال الظل، الذين تبنون مجد الأمّة وعظمتها بدمائكم الزكية وتضحياتكم المقدّسة، لترفعوا راية الحق (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) عالية خفّاقة على العالم كلّه.
هنيئاً لكم، وبوركتم، يا من تسهرون عندما تنام كلّ العيون، يا من تظمأون ليرتوي العطاشى، يا من تجوعون ليأكل المحتاجون، ويا من تستشهدون ليحيا غيركم من أبناء هذه الأمّة بعزةٍ وشرف.
أولا ً _ وجوب الجهاد في الكتاب والسّنة :
أ ـ {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}، (التحريم ـ 5) .
وقد ورد في تفسيرها عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "جاهد رسول الله صلى الله عليه وآله الكفار، وجاهد علي (عليه السلام) المنافقين، فجهاد علي (عليه السلام) جهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)" .
ب ـ {قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين} ، (التوبة ـ 14) .
ج ـ {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية}، (التوبة ـ 29) .
وأمّا ما دلّ على وجوب الجهاد من السنّة فكثير، منها :
أ ـ "أمّا بعد : فإنّ الجهاد بابٌ من أبواب الجنة فتحه الله لخاصّة أوليائه، وهو درع الله الحصينة وجنّته الوثيقة"، الإمام علي (عليه السلام) ـ خطبة الجهاد من النهج.
ب ـ "إنّ فوق كلّ برّ بر، حتى يُقتل الرجل في سبيل الله، فإذا قتل في سبيل الله فلا برّ فوقه"، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ج ـ "من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه به مات على شعبة من نفاق" ، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
من مجموع هذه الآيات الكريمة والروايات الشريفة، نعلم كم لقضية الجهاد من قيمةٍ في الإسلام باعتبار أنّها توحي بقوّة الأمّة ووحدتها وتماسكها، مُضافاً إلى أنّ الجهاد هو بابٌ عظيمٌ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الطريق الذي إذا سلكه المسلمون استطاعوا أن يقطعوا سبيل الفتنة في العالم.
"وأنتم جيوش الإسلام البواسل في الثكنات والمراكز العسكرية تابعوا حركات المعادين للثورة في الجبهات وخلف الجبهات بكلّ حذر"،الإمام الخميني.
ثانياً _ حرمة ترك الجهاد في الكتاب والسنّة :
أ ـ {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم .. أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد ٍ في سبيله فتربّصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}، (التوبة ـ 24) .
ب ـ {ألاّ تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضرّوه شيئاً والله على كلّ شيءٍ قدير}، (التوبة ـ 39) .
ج ـ {يا أيّها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة }، (التوبة ـ 38) .
وأمّا ما دلّ على حرمة ترك الجهاد من السنّة فكثيراً أيضاً، ومنها :
أ ـ "فمن تركه (أي الجهاد) ألبسه الله ثوب الذلّ، وشمله البلاء، وديث بالثمار والقماءة، وضرب على قلبه بالإسهاب، وأديل الحق منه بتضييع الجهاد، وسيم الخسف، ومنع النصف" ، الإمام علي (عليه السلام) ، خطبة الجهاد.
ب ـ "فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلاًًّ وفقراً في معيشته، ومحقاً في دينه، إنّ الله أعزّ أمّتي بسنابك خيلها، ومراكز رماحها "، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ج ـ "فإنّ مجاهدة العدو فرض على جميع الأمّة، ولو تركوا الجهاد لإتاهم العذاب، وهذا هو من عذاب الأمّة" ،الصادق (عليه السلام).
فمن مجموع الآيات والروايات نفهم أنّ ترك الجهاد محرّم لما فيه من تسليطٍ لأعداء الله والإنسانية على الأمة ليضطهدوها ويذلّوها ويستغلّوا خيراتها ومواردها، فضلا ً عمّا في تركه من الذلّ والعار والهوان، فيفقد الإنسان حريّته وكرامته، وفوق كلّ ذلك عزّته التي يأبى الله للمؤمن المسلم أن يفرّط بعزّته، ولما في تركه من موتٍ للدين والشريعة، وإحياء للبدع الضاّلة وتقوية للشيطان وحزبه، ليصولوا ويجولوا في أرض الله لتكون كلمة الكفر هي العليا وكلمة الله هي السفلى، بينما يريد منّا الله سبحانه أن نجعل الأمر بالعكس تماماً فتكون كلمته هي العليا وكلمة أعدائه السفلى لتسبّح الأرض بحمد ربّها وتنعم البشرية بحياتها تحت لواء الحق والعدل والكرامة والعزّة.
"اجعلوا الإسلام معياراً لحركاتكم "،الإمام الخميني.
ثالثاً _ فضل المجاهد في القرآن والسنّة :
أ ـ {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر، والمجاهدون في سبيل الله}، (النساء ـ 95) .
ب-{فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة} ، (النساء ـ 95) .
ج ـ {فضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً} ، (النساء ـ 95) .
وأمّا ما دلّ على فضل المجاهد من السنّة فكثير، منها :
أ ـ "المجاهدون تفتح لهم أبواب السماء"،أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ب ـ "للجنة باب يُقال له : باب المجاهدين يمضون إليه، فإذا هو مفتوح، وهم متقلّدون سيوفهم، والجمع في الموقف والملائكة ترحّب بهم"، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ج ـ "خير الناس رجل حبس نفسه في سبيل الله يجاهد أعدائه، يلتمس الموت، أو القتل في مصافه" ،رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
من مجموع هذه الآيات والروايات يتّضح أنّ فضل المجاهد على سائر البشر ممّا لا يمكن إنكاره، لأنّ به تحفظ العباد والبلاد، وتُصان الحرمات والكرامات، وبجهاده يُعبد الله ويُطاع، ويُعصى الشيطان ويُخزى فهو الحارس لدين الله والمدافع عن تراث الأنبياء والأولياء، وجهاده استمرارٌ لجهادهم، فهو الداعية إلى الله والحق بماله ودمه، ليفتح الطريق أمام البشرية للتخلّص من المستكبرين الطاغين، الذين يسومونها سوء العذاب، عن طريق نفض الأمّة لغبار الذلّ وثوب المهانة عنها، اقتداءً بالمجاهد المناضل الذي ولو لحقته كلّ الأمة، لبقي له شرف السبق والفضيلة في حمل الراية للدفاع عن دين الله وكرامة الإنسانية، فهنيئاً لك أيها المجاهد الشريف، الحامل دمك على كفّك لبذله في سبيل عزّة دينك وكرامة أمتك، فجزاك الله خير جزاء المحسنين ونعم أجر العاملين.
"اسعوا لتجعلوا الخلق الإسلامي نصب أعينكم دائماًَ وتجنّبوا الشعارات الحادة "، الإمام الخميني .
رابعاً _أجر المجاهد وثوابه :
أ ـ "لا يدخل غبار في سبيل الله، ودخان في جهنم"، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ب ـ "أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : إنّي راغب نشيط في الجهاد، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : جاهد في سبيل الله، فإنّك إن تقتل كنت حياً عند الله ترزق، وإن مت فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت خرجت من الذنوب إلى الله". الإمام الباقر (عليه السلام).
ج ـ ومن خرج في سبيل الله مجاهداً، فله بكلّ خطوة سبعمائة ألف حسنة، ويُمحى عنه سبعمائة ألف سيئة ويرفع له سبعمائة ألف درجة، وكان في ضمان الله بأيّ حتفٍ مات كان شهيداً، وإن رجع رجع مغفوراً له مُستجاباً دعاؤه.
إنّ خير من يستحقّ الحياة، هو من عرف الله معنى الحياة، على أنّها هبة إلهية، وعلى الإنسان أن يعاملها بما يحقّق رضى الخالق لها، والجهاد من أفضل الأعمال التي يقدّمها الإنسان المؤمن إلى الله كعربون شكر لفيض الرحمن وعطائه، لأنّ الأعمال عند الله لا تُقاس بكميّتها، بل بنوعيّتها، ولهذا كان ذلك الثواب العظيم والعطاء الجزيل من الله، للمجاهدين المناضلين، الذين يبذلون أفضل ما أعطاهم ربّهم، ليحرّروا أنفسهم من أسر الدنيا وما فيها من الملذات والشهوات التي تقف كالسد في وجه من يريد الجهاد في سبيله، فالمجاهدون الذين تمكّنوا من أن يطردوا حبّ الدنيا من نفوسهم، ليس بكثيرٍ من الله أن ينعم عليهم بما وعدهم به يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم.
"أليست الشهادة ميراثاً ورثناها من أوليائنا الذين اعتبروا الحياة عقيدةً وجهاد ودافعوا عن رسالة الإسلام المجيدة بدمائهم ودماء أبناءهم الأعزاء، وقد وصل هذا الميراث إلى شعبنا الذي يربّي الشهداء"،الإمام الخميني".
خامساً _ أجر المرابطة وثوابها في سبيل الله :
أ ـ {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} .
ب ـ "حرس ليلة في سبيل الله عزّ وجلّ أفضل من ألف ليلة يُقام ليلها ويِصام نهارها"،رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ج ـ "عينان لا تمسّهما النار : عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سيبل الله "،رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
إنّ شرف الأمة وعظمتها مرتبطان بمقدار ما تعيش الأمة الحرية والكرامة والإستقلالية في القرار وتحديد المصير لأنّ حياة العبودية أمام المستكبرين تفقد الإنسانية معنى وجودها وتلغي دورها، ولهذا كانت المرابطة هي السبيل الأوحد، الذي يحفظ للأمّة حريّتها، وكيانها الموحّد المستقل العزيز، مُضافاً لما يلقيه من الرعب والخوف في نفوس كلّ الظالمين الذين تسوّل لهم أطماعهم قهر الشعوب واستعبادها، ولهذا عظّم الإسلام أمر المرابطة ورفع شأنها بقوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم}، الأنفال ـ 6 .
فنحن إرهابيو القرآن، وسيف الرحمن المسلول على أعداء الله يعذّبهم الله بأيدينا قبل أن يعذّبهم بناره، ولنفتح كلّ السبل أمام السبل البشرية المعذّبة الباحثة عن النجاة من براثن الظالمين.
"يفتخر الإسلام اليوم بهؤلاء الشهداء وبالذين يربّون مثل هؤلاء الشهداء "،الإمام الخميني .
سادساً _ تكريم الإسلام للمجاهد وتحريم أذاه :
أ ـ "من اغتاب غازياً وآذاه أو خلفه في أهله بخلافة سوء نصب له يوم القيامة علم فيستفرغ بحسناته ثمّ يركس في النار"، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ب ـ "اتقوا أذى المجاهدين في سبيل الله، فإنّ الله يغضب لهم، كما يغضب للرسل، ويستجيب لهم كما يستجيب لهم" ،رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ج ـ "إنّ الله عزّ وجلّ يباهي بالمتقلّد في سبيل الله ملائكته وهم يصلّون عليه ما دام متقلّده" ،رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
إنّ تكريم الإسلام للناس، لا يكون إلاّ على قدر عطائهم وبذلهم في سبيل الله، وجهاد المجاهدين أفضل العطاء، فلهذا لا يحقّ للآخرين الذين لم يقدّموا كما قدّم المجاهدون أن يغتابوهم، أو أن يتعرّضوا لهم بأذى في قولٍ أو فعل، لأنّ ذلك خيانة لأولئك الذين يحملون أرواحهم على أكفّهم دفاعاً عن الحق والعدل.
"حاولوا أن تكونوا أقوياء بصورةٍ أكثر بالعلم والعمل والإتّكال على الله القدير وتجهّزوا بالسلاح فإنّ الله العظيم معكم ويد القدرة التي دحرت القوى الشيطانية سند للمجتمع الإلهي"،الإمام الخميني .
سابعاً _ قتال أئمّة الكفر والضلال :
أ ـ {فقاتلوا أئمة الكفر إنّهم لا إيمان لهم لعلّهم ينتهون}، (التوبة ـ 12) .
ب ـ {فقاتلوا أولياء الشيطان إنّ كيد الشيطان كان ضعيفاً}، (النساء ـ 76) .
وأمّا ما دلّ على قتال الكفر والضلال من السنّة فمنها :
أ ـ "اقتلوا شيوخ المشركين، واستبقوا شرخهم"، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
عندما نريد أن نجاهد في سبيل الله، علينا أن ننظر إلى أبرز مواطن الجهاد، ولا شكّ أنّ قتال أكبر قوى الكفر والضلال هو الأفضل عند الله، حتى لا تضيع جهود المجاهدين عندما يقاتلون صغار الأعداء بل على المجاهدين أن يعرفوا رأس الكفر والضلال في حربهم مع الكافرين، لأنّ هزيمة الأقوياء هي هزيمة أتباعهم، ودفع لإفسادهم في أرض الله عزّ وجلّ، ولهذا فإنّ أئمة الكفر الذين يقودون المعركة ضدّ أمّتنا الإسلامية اليوم هم أمريكا وأتباعها من قوى الكفر العالمي، وإسرائيل الغاصبة التي تستبيح البلاد والعباد فعلينا نحن هنا أن نسعى لتوفير كلّ الجهود لقتال إسرائيل بدلا ً من أن نصرف طاقاتنا ضدّ أذنابها في الداخل، لأنّ في ذلك مضيعة وملهأة، تصرفنا عن العدو الأساسي الذي هو سبب كلّ مصائبنا في هذه المنطقة.
"آمل أن تكون هذه التعبئة الإسلامية العامّة نموذجاً لجميع مستضعفي العالم وشعوب المسلمين في العالم"، الإمام الخميني.
ثامناً _ أجر عبادة المجاهد :
أ ـ "صلاة الرجل متقلّداً بسيفه تفضّل على صلاته غير متقلّد بسبعمائة ضعف" ،رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ب ـ "إنّ صلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة" ،رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
إنّ عبادة المجاهد باعتبار أنّها نابعة عن حقيقة إدراك الوجود الإنساني، فلهذا لا بدّ وأن تكون عبادة المجاهدين صادقة مع الله أكثر من غيرهم الذين لم يفهموا الحياة كما فهمها أولئك الحماة الأباة، لأنّ عبادتهم مغمورة بالحبّ والشوق إلى لقاء الله عزّ وجلّ، فيتّخذون منها جسراً إلى رضا الله ورضوانه، ومن هنا ليس بكثيرٍ على المولى الكريم أن يتفضّل عليهم بذلك الأجر والثواب العظيم.
"الشعب الذي يعتبر الشهادة سعادة منتصرٌ حتماً "،الإمام الخميني .
تاسعاً _ وصايا الإسلام للمجاهد :
أ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه :(إذا لقيتم عدوّكم في الحرب فأقلّوا الكلام، واذكروا الله عزّ وجلّ ولا تولّوهم الأدبار، فتُسخطوا الله تبارك وتعالى وتستوجبوا غضبه، وإذا رأيتم من إخوانكم المجروح ومن قد نكّل به أو من قد طمع فيه عدوكم فقوّه بأنفسكم) .
ب ـ حرّض أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه في صفين فقال :(إنّ الله عزّ وجلّ قد دلّكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليم، ويشفي بكم على الخير، الإيمان بالله، والجهاد في سبيل الله، وجعل ثوابه مغفرة للذنب ومساكن طيبة في جنّات عدن).
ج ـ كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا حضر الحرب يوصي أصحابه فيقول: (تعاهدوا الصلاة، وحافظوا عليها، واستكثروا عليها، وتقرّبوا بها فإنّها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً، وقد عرفها من طرقها وأكرم بها المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع، ولا قرّة عين من مالٍ ولا ولد،يقول الله عزّ وجل :{رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة} .
من هذه الروايات والنصوص المباركة نفهم أنّ الجهاد هو طريقٌ من طرق عبادة الله عزّ وجلّ، ولهذا يريدنا الله أن نجاهد الأعداء من هذا المنطلق وبهذه الروحية العالية التي تقوّي الإيمان في القلب، والثبات في المعركة، والإطمئنان بالمدد الإلهي في حالة الحرب، وتسليم الأمر لله على كلّ حال سواء النصر أو الشهادة، فلا فرق بينهما، طالما أنّ ذلك يرضي الله عزّ وجلّ، ولهذا يطلب منّا الإسلام أن نكون مثال الأخلاق الكريمة حتى في حالة الجهاد ليكون جهادنا دعوة إلى الله وهداية الأعداء وإنقاذ الناس من الضلال والغواية إلى سبيل الرشاد والهداية عبر إسقاط الموانع والحواجز التي تصنعها قوى الكفر والفساد لإضلال الناس وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصاياه للمجاهدين : (إذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتّكوا ستراً، ولا تدخلوا داراً، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلاّ ما وجدتم في عسكرهم، ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلاهاءكم.)
"استعدّوا بالإتّكال على الله تعالى وحفظ وحدة الكلمة من أجل مجابهة أعداء الإسلام وأعداء المستضعفين" ، الإمام الخميني .
عاشراً _ وعد الله للمجاهدين بالنصر :
أ ـ { إذ يوحي ربّك للملائكة إنّي معكم فثبّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كلّ بنان}، (الأنفال ـ 11) .
ب ـ { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكنّ الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاءً حسناً إن الله سميع عليم}.
ج ـ { قل هل تربّصون بنا إلاّ إحدى الحسنيين ونحن نتربّص بكم أن يصيبكم الله بعذابٍ من عنده أو بأيدينا فتربّصوا إنًا معكم متربّصون}، (التوبة ـ 51) .
من هذه الآيات المباركة نفهم أنّ المجاهد المؤمن عليه أن يكون مطمئنّاًً إلى المدد الإلهي والنصر الإلهي وأنّ الله يدافع عن الذين آمنوا وأنّ النصر هو من عند الله لا من عند أنفسنا، شرط أن يقوم المجاهدون بواجباتهم من التهيئة والتعبئة والمجاهدة في سبيله ضدّ الكافرين والمستكبرين.
"على قوات الإسلام المسلّحة وكلّ المقاتلين المسلمين الأعزّاء أن يحافظوا على الإنسجام والوحدة فيما بينهم ويهجموا على العدو الكافر بالقدرة الإلهية وبنداء "الله أكبر" ويطلبوا النصر من الله العظيم لأنّ يد الغيب معهم" ،الإمام الخميني .
حادي عشر _ عدم الغرور عند المجاهد :
أ ـ { ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثمّ ولّيتم مدبرين}، (التوبة ـ 24) .
إنّ الهدف من الجهاد ليس الإنتصار على إسرائيل فقط لتحرير أرضنا، بل إنّ جهادنا له هدفٌ عظيم وكبير وهو قلع جذور الكفر والفساد من العالم كلّه، ولهذا فعندما ننتصر في معركة أو نجبر عدوّنا على الإنسحاب من منطقةٍ من مناطق المسلمين، فإنّ ذلك يجب أن يدفعنا إلى زيادة الجهود والعمليات بدلا ً من التراخي بسبب الإنتصار في معركةٍ معيّنة، لأنّ مسؤولية المجاهدين تكبر كلّما انتصروا أكثر، ولهذا فعلى الأخوة المجاهدين أن لا يصيبهم الغرور وأن تأخذهم النشوة بالنصر، لأنّ ذلك هو بداية السقوط والإنهزام، فإلى الأمام أيها المجاهدون الصابرون المؤمنون.
" إنكم تقدرون أن تخيفوا أولئك الذين يهابون الموت أمّا البلد الذي قد استعدّ للشهادة ويرى الفوز في هذه الشهادة، مثل هذا لن يخاف من هذه الأمور"،الإمام الخميني.
ثاني عشر_ الإستعداد لخروج صاحب الزمان "عج" :
أ ـ " رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحق، يجتمع معه قوم كزبر الحديد، لا تزلّهم الرياح والعواصف، ولا يملون من الحرب ولا يجبنون، وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين" ،الإمام الكاظم.
ب ـ "يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي"،الرسول الأعظم .
ج ـ "يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود، فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا ولا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجلٍ من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج" .
إنّ هذا القرن، هو قرن انتصار المستضعفين على المستكبرين، هكذا قال إمام الأمة وقائد نهضتها المباركة في هذا العصر، ولهذا فإنّ معركتنا مستمرّة حتى نسلّم الراية لصاحب العصر والزمان عجّل الله فرجه الشريف تحت قيادة نائبه بالحق الذي فجّر عصر الثورة الإسلامية الممهّدة لخروج القائم عليه السلام، فلا تقاعس بعد اليوم ولا سلام مع قوى الكفر والطغيان حتى تحقيق الوعد الإلهي باستخلاف المستضعفين، وهذه وظيفتكم أيّها المجاهدون الشرفاء، يا طليعة الأمّة، إنّنا نقبل أياديكم والله يبارك جهودكم أيّها الموطئون لدولة المهدي (عج) والممهّدون لخروجه.
" إنّ الله نصرنا بالرعب الذي ألقاه في قلوبهم (قلوب أعداء الإسلام) " ، الإمام الخميني .
ثالث عشر _ المجاهدون والشهادة :
أ ـ {ولا تحسبن ّ الذين قتلوا في سبيل الله أموتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون }، (آل عمران ـ 169) .
ب ـ { وكذلك جعلناكم أمّةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً } .
ج ـ " فزت ورب الكعبة"، أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما ضربه ابن ملجم على رأسه.
د ـ " إنّ لك منزلةً عند الله لا تنالها إلاّ بالشهادة"، من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للحسين (عليه السلام) .
إنّ أعلى هدف للمسلم المجاهد أن يستشهد في سبيل الله عزّ وجلّ، لتكون شهادته الوسام الأكبر بكفاحه وجهاده، فالشهيد هو الذي بذل نفسه في سبيل الأهداف الإلهية الإسلامية المقدّسة ولهذا كانت مكانة الشهيد أنّه حي عند الله عزّ وجلّ، لأنّه بشهادته يفتح الطريق أمام الأمم للتحرّر وهو الشمعة التي تحترق لتنير طريق الأمّة للخلاص من ظلم العبودية والإضطهاد.
فالإستشهاد يكتسب قدسيّته من جهة أنّ الشهيد هو الذي يندفع نحو الموت من أجل تحقيق الأهداف المقدّسة وتتوقّف الشهادة على قدسية الهدف وأن يكون الشهيد قد أقدم على الإستشهاد عن إرادةٍ واعية واختيارٍ حر، لأنّ هذا هو الذي يعطي للشهيد تلك المكانة الرفيعة عند الله والناس.
والشهادة تحتاج إلى لياقاتٍ خاصة فمنطق الشهيد هو مزيج من المصلح والعاشق، فهو المصلح لأنّ قلبه يعتصر ألماً من أجل مجتمعه، وهو العاشق للقاء ربّه من خلال جهاده، ولهذا كان للشهداء منطق خاص وطريقة تفكيرٍ خاصة بهم، فهو منطق الإضاءة والإشتعال، ومنطق الإنصهار والإنحلال في جسد الأمّة من أجل بعث الحياة فيها، وبعث الروح في القيم الإنسانية الميتة، ولهذا كانت كلمة الشهيد مقدّسة وعظيمة ومحترمة.
إنّ نظرة الشهيد إلى الحياة هي أنّها معبرٌ وطريق جهادٍ وصبرٍ للوصول إلى الآخرة، ولهذا فهم لم يأخذوا ولا يأخذون من حياتهم ودنياهم إلاّّ ما يعينهم على القيام بأعباء الرسالة، ليسموا بأرواحهم إلى البارئ عزّ وجلّ، ولهذا عندما تأتيهم الشهادة فإنّهم يكادون يطيرون من الفرح، لأنّ الله قد أعطاهم لانهم ينظرون إلى الموت على أنّه مرحلة انتقالٍ من حياةٍ إلى حياة وليس عدماً وفناء لا شيء بعده، ولهذا فهم يعيشون بأملٍ كبيرٍ وشوقٍ عظيم لمعانقة تلك اللحظة الخالدة التي تمتزج فيها دماؤهم بالتراب وتتحرّر أرواحهم من أسر هذه الدنيا التي اشتاقت إلى الله فاشتاق الله إليها.
" لا أفضل من القرآن ولا مدرسة أفضل من القرآن فالقرآن هو الذي يهدينا إلى الأهداف السامية التي نصبو إليها في داخلنا من حيث لا ندري" ، الإمام الخميني .
" شعبنا مستعد للدفاع عن حقّه حتى النفس الأخير ولا يخضع للظلم" ،الإمام الخميني .
" نحن نريد بقيادة نبي الإسلام تطبيق هاتين الكلمتين أن لا نكون ظالمين ولا مظلومين "،الإمام الخميني.
رابع عشر _ الدعاء سلاح المجاهدين :
إنّ الدعاء هو السبيل إلى طمأنة النفس عند الشدائد والصعاب، حتى لا يجبن المؤمن أو يتراخى أو تسيطر على قلبه شهوة حبّ الدنيا، أو يضعف فيستسلم لأعداء الله والإنسانية، ولهذا ورد عن إمام المتقين وأمير المؤمنين عليه السلام أنّه كان يدعو قبل المعركة بهذا الدعاء الجليل :
"اللهم إنّك أعلمت سبيلا ً من سبلك جعلت فيها رضاك، ونبذت إليه أوليائك، وجعلته أشرف سبلك عندك ثواباً وأكرمها لديك مآباً وأحبّها إليك مسلكاً، ثمّ اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليك حقاً، فاجعلني ممّن يشتري فيه منك نفسه، ثمّ وفى لك ببيعه الذي بايعك عليه غير ناكث ولا ناقض عهداً، ولا مبدلا ً تبديلا ً بل استحباباً لمحبّتك، وتقرّباً به إليك، فاجعله خاتمة عملي، وصيّر فيه فناء عمري، وارزقني فيه لك وبه مشهداً توجب لي به منك الرضا وتحط به عني الخطايا، وتجعلني في الأحياء المرزوقين بأيدي العداة والعصاة تحت لواء الحق، وراية الهدى، ماضياً على نصرتهم قدماً، غير مولّ دبراً، ولا محدث شكاً، اللهم وأعوذ بك عند ذلك من الجبن عند مورد الأهوال، ومن الضعف عند مساورة الأبطال، ومن الذنب المحبط للأعمال، فاحجم من شك، أو امضي بخير يقين فيكون سعيي في ثباب، وعملي غير مقبول".
اللهم اجعلني من جندك، فإنّ جندك هم الغالبون، واجعلني من حزبك فإنّ حزبك هم المفلحون واجعلني من أوليائك، فإنّ أولياءك لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، اللهم اصلح لي ديني، فإنّه عصمة أمري، واصلح لي آخرتي فإنّها دار مقري، واصلح لي دنياي فإنّها دار ممري، واجعل الحياة لي زيادة في كلّ خير، والوفاة راحةً لي من كلّ شر. الهم اختم لي منك بالغفران يا ولي الإحسان.
" إنّ شبابنا قد وجدوا هذه القوّة لأنّهم لم يكونوا يخافون من الشهادة بل كانوا يستقبلونها" ،الإمام الخميني.
"كونوا مجهّزين بالصلاح والسلاح ولا تخافوافإنّّ الله يساندكم والشعب العظيم يسايركم" ،الإمام الخميني .
"فانصروا دين الله وبلد التوحيد لينصركم الله القدير"، الإمام الخميني.
" فلا توقف في البذل والبناء يشاد لأجل الإسلام ولا حد للبذل والقضية ترتفع رايتها بقوة الإسلام " ،الإمام الشهيد الصدر .
" ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام" ، الإمام الشهيد الصدر.
"والحمد لله ربّ العالمين"