اسئلة عامة
- المجموعة: مقالات فقهية
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2722
- كيف تميّزون بين مفهومي المدنيّة والحضارة من حيث الدلالات اللغوية؟
- برأيكم ما هي مقوّمات ومعالم المشروع الحضاري الإسلامي؟
- البعض يقول بأنّه لا يوجد عند الغرب الرأسمالي مشروعٌ حضاري إنّما هي معالم لمدنيّة متقدّمة. ماذا تقولون في ذلك؟
- إلى ما توعزون أسباب فشل المشروع الشيوعي وإنهيار أطرافه؟
- كيف تنظرون إلى الحالة الحضارية التي يتخبّط بها العالم في الوقت الراهن؟ أين مواقع الضعف والقوّة فيها؟
- أين تقف الحركة الإسلامية العالمية المعاصرة في العالم اليوم؟
- أين موقع الحركة الإسلامية في لبنان ضمن المشروع الإسلامي والحركة الإسلامية العالمية؟
- للمرأة موقع متقدّم في الثورة الإسلامية ولكن أين تقع مساهماتها في المشروع الحضاري الإسلامي؟
- المسلمون المهاجرون إلى بلاد الكفر، قد لامسوا الحالة الحضاريّة الغربيّة ووقفوا على معالمها. برأيكم كيف يمكن لهم المساهمة بالمشروع الحضاري الإسلامي. وخاصّة الطلبة منهم؟
- هل لكلّ مرحلةٍ زمنيّة مشروعها الحضاري الإسلامي الذي يترافق مع التطوّر والنمو الإجتماعي والسياسي والإقتصادي؟
- هل من كلمةٍ تودّون توجيهها إلى الأخوة والأخوات المؤتمرين في أمريكا الشمالية لمعالجة وبحث الجانب الفكري والعملي للمشروع الحضاري الإسلامي، الذي دعت إليه مجلة براءة.
باسمه تعالى
س1: كيف نميّز بين مفهومي المدنيّة والحضارة من خلال الدلالات اللغوية؟
ج1: لا شكّ أنّ هناك تمايزاً واضحاً بين المفهومين من حيث المعنى اللغوي ومن الناحية التطبيقيّة أيضاً، لأنّ الحضارة هي عبارةٌ عن الوصف الذي ينتزع من مجموع العقيدة والإنجازات الناتجة عنها بحيث يتشكّل من مجموع هذه الأمور ما نسمّيه بالحضارة مثل "الحضارة الإسلامية" التي تكوّنت عبر التفاعل بين العقيدة والإنسان الذي آمن بها واستطاع أن يحقّق الإنجازات الكبيرة على المستوى الإنساني العام من حيث التقدّم في تعزيز مكانة الإنسان والتقدّم والرقي في مجالات التنمية من النواحي كافّة. بينما المدنيّة هي عبارة عن جزءٍ من أجزاء الحضارة وليس بالضرورة أن تكون ناتجة عن رؤية فكريّة وعقائديّة، وإنّما هي نحو تطوّر وإرتقاءٍ في المستويات المادية للحياة وما ينتج عنها من أنماط السلوك وعاداتٍ وتقاليد تتوافق مع ذلك النمط من المدنية وهذا المصطلح يصحّ إطلاقه على ما هو موجودٌ الآن في عالم الغرب في(أمريكا وأوروبا) حيث يمكن تسمية ما عندهم بـ "المدنيّة" ولكن نشكّ في إطلاق وصف الحضارة عليهم لإنتفاء ما عندهم للقاعدة الفكرية والعقائدية التي هي الأساس المكوِّن للحضارة.
ج2: إنّ مقوّمات المشروع الحضاري تقوم على الأسس التالية وهي باختصار:
أ – العقيدة الإسلامية بما تحتويه من شرائع وأنظمة وقوانين تنظّم علاقة الإنسان بربّه أولاً وبأخيه الإنسان ثانياً وبحركته وعمله ثالثاً وبعلاقته مع الأشياء الأخرى في الحياة والكون رابعاً.
ب – الإنسان الذي يصاغ على ضوء الشريعة الإسلامية لتتحوّل من نظرية إلى واقع من خلال هذا الإنسان الذي يحمل العقيدة الإسلامية ومشروعها.
ج – أنماط العلاقات الدينية والإجتماعية والأخلاقية التي تنتج عن التفاعل بين العقيدة وأتباعها.
د – السعي لبناء الحياة بالنحو الذي يوصل إلى خاتمة المشروع الإلهي للدنيا وهو الحياة الآخرة لأنّ المشروع الحضاري الإسلامي لا يمكن فصل الحياة الآخرة عنه، لأنّها محرّك أساسي ومهم في المشروع. وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه المقوّمات ينتج عنها مجموعة من المفاهيم الأساسية التي تعتبر في المرحلة التطبيقية العناصر التي تحقّق وجود المشروع وهي : العدالة ، الحرية ، الأخوّة في الإنسانية أو العقيدة ،لأنّ هذه العناصر هي التي تعطي القوّة والدفع للإنسان الذي هو العنصر الأساس والفاعل لتحقيق المشروع الحضاري وبدون إعطائه هذه العناصر واتصافه بها لا يمكن الوصول إلى ذلك المشروع.
ج3: من خلال الجواب عن السؤال وتمييزنا المعنى بين الحضارة والمدينة قد ظهر الفرق وقلنا بأنّ ما عند الغرب هو مدنيّة متقدّمة ولا يصح إطلاق لفظ الحضارة لافتقار الغرب إلى بعض المقوّمات الأساسية لذلك الوصف الكبير.
ج4: إنّ أسباب فشل المشروع الشيوعي يمكن إرجاعها إلى ما يلي:
إفتقارها لمقوّمات المشروع الحضاري وأبرزها "الإنسان" حيث تمّ سلبه كلّ حقوقه وامتيازاته لصالح المجتمع ككل ممّا انعكس سلباًعلى حريّة الفرد وكرامته وقيمته، ممّا جعل الحوافز والدوافع عند الأفراد في المجتمعات التي تحكمها الشيوعية معدومة، ولذلك لم تستطع الشيوعية أن تتحوّل إلى أمّةٍ متكاملة ينتج عنها أنماطٌ جديدة من العلاقات الإجتماعية والإقتصادية والإنسانية والأخلاقية، وإنّما بقيت الشيوعية حالة ترفٍ فكري لم تتغلغل إلى واقع الشعوب بسبب رفض الشعوب لها، وهذا ما اضطرّ العالم الشيوعي من خلال أنظمته لكي يحكم الناس بقوّة الحديد والنار من خلال الأجهزة البوليسية والإستخباراتية التي لم تزد الشيوعية إلاّ عزلةً وبُعْداً عن مجتمعاتها، وبكلمةٍ مختصرة إنّ كلّ مشروعٍ حضاري يفقد كلّ قيمته ولا عبرة بإنجازاته إذا لم يكن قائماً على أساس أنّ الإنسان هو الأساس فيه لما يمثله من أبعاد الحرية والكرامة والعزّة ولكن ضمن حدودٍ وليس بالمطلق حتّى لا نقع في الإشكالية الموجودة في عالم الغرب وهي الحرية المطلقة للفرد التي أنتجت أمراضاً خطيرة على مستوى حياة الأفراد والشعوب والمصير الإنساني ككل، ولهذا اعتبرت الشيوعية في زمن ظهورها على يدي كارل ماركس وأنجلز أنّها نحوٌ من الردّ على النزعة الفردية الموجودة لدى الغرب الليبرالي المتحرّر.
ج5: إنّ حالة التخبّط التي يعيشها العالم اليوم مرجعها في الأساس أن كُلاًّ من الشرق والغرب لم يُقم وزناً للعوامل الروحية والإيمانية ولم يجعلها جزءاً من مشروعه، وبقي التقدّم عندهما مُقتصراً على النواحي المادية فقط وهذا ما أنتج صراعاً رهيباً بين العالم الغربي بزعامة أمريكا والعالم الشرقي بزعامة روسيا، وهذا الصراع الذي انتهى الآن لصالح المعسكر الغربي وبدأ نموذجه المدني يتسرّب إلى المعسكر الشرقي أيضاً.
وإذا أردنا أن نتحدّث عن نقاط القوّة في عالم اليوم فهي تتمثّل في التقدّم العلمي والتكنولوجي الذي قدّم للإنسانيّة خدماتٍ جلية في ميادين الطب والمواصلات والإتصالات وربط الشعوب ببعضها البعض وتوفير سبل الراحة والرفاهية المادية، وأمّا نقاط الضعف فهي متمثّلة بفقدان العوامل الإيمانية والروحية والأخلاقية والتي أدّت إلى انحطاطٍ رهيب على مستوى الإنسان وقيمته وكرامته فتحوّل إلى مجرّد سلعةٍ أو سوقٍ للإستهلاك وأصبحت الدول الغنيّة والقويّة حاضرة لأن تشعل الحروب من أجل السيطرة على أسواق العالم أو من أجل استثمار الموارد الأولية للشعوب الفقيرة في العالم، مُضافاً إلى أنّ الحرية اللامسؤولة المتفشية في العالم اليوم قد أدّت إلى نشوء أمراضٍ أصبحت تشكّل خطراً على الوجود الإنساني كلّه مثل "مرض السيدا" والمخدرات والإباحية، هذه الامور التي نتجت عن عدم وضع الحدود للحرية الفردية وتحريرها من أيّة ضوابط أو حدود أخلاقية وروحية وإنسانية. وبالجملة فإنّ نقطة القوّة الأساسيّة هي التقدّم العلمي والتكنولوجي ونقطة الضعف الأساسية هي الإنحطاط الأخلاقي والإنساني والذي وصل إلى حدّ التهديد الجدّي للوجود البشري كلّه.
ج6: إنّ الحركة الإسلامية العالمية المعاصرة تقف اليوم في مواجهة مشروع الغرب الذي صار هو المشروع الوحيد في العالم، وهذه الحركة الإسلامية ليست ضدّ المشروع الغربي في المطلق، بل هي معه في ما يعود إلى جانب تعزيز وتفعيل دور الإنسان من خلال التقدّم العلمي والتكنولوجي الذي حقّقه المشروع الغربي، لكنّه لا يوافقه على مسائل استغلال الشعوب واستعبادها واحتقارها وسرقة ونهب مواردها وخيراتها كما هو جارٍ حالياً، حيث يعيش إنسان عالم الغرب بالعموم مُتنعّماً بكلّ حقوقه الإجتماعية وتكفلها دول العالم الغربي له، بينما الإنسان في أغلبية دول العالم الثالث يموت من الجوع والأمراض نتيجة عدم العدالة في توزيع ثروات العالم على كلّ الشعوب واحتكار الدول القويّة لمعظم عناصر القوّة في أيديها فقط.
من هنا يمكن القول إنّ المشروع الإسلامي يستفيد من كلّ العناصر التي يمكن أن تُظهر المشروع الإسلامي بأنّه يقف في مواجهة العناصر التي تخرّب مشروعه أو تعيق تقدّمه، ولهذا لا يوافق المشروع الإسلامي على الإنحلال والإنحطاط الأخلاقي الذي يسود عالم الغرب اليوم لأنّه يرى فيه خطراً مميتاً على كلّ المشروع الإسلامي العالمي لأنّه لا ينتج إلاّ العبثيّة واللغوية وعدم إعطاء الحياة الإنسانية قيمتها الواقعية بالنحو المطلوب إليه وبكلّ الأبعاد المعنوية والمادية التي ينبغي أن ترتفع بالإنسان إلى مستوى المشروع الإلهي.
ج7: ممّا لا شكّ فيه أنّ الحركة الإسلامية في لبنان لها موقعيّة متقدّمة ضمن المشروع الإسلامي العالمي وحركته وقد استطاعت هذه الحركة أن تعطي للمشروع الإسلامي دفعاً قويّاً إلى الأمام على مستوى لبنان والعالمين العربي والإسلامي، لأنّ هذه الحركة قد استطاعت أن تحقّق إنجازاتٍ كبيرة من خلال جهاد شباب المقاومة الإسلامية الشرفاء ضدّ أعداء الداخل والخارج ، فحطّمت أسطورة إسرائيل وأجبرتها على الإنسحاب، وأجبرت القوّات المتعدّدة الجنسيات على الخروج من لبنان لأنّ وجودها كان لحماية النظام الطائفي الذي كانت تريد له أمريكا أن يكون إلى جانب إسرائيل ضدّ جيرانه العرب والمسلمين، وهذه الحركة الإسلامية قد استطاعت أن تسقط النظام الطائفي في لبنان والهيمنة المارونية السياسية على رقاب المسلمين، مُضافاً إلى ما أثَّرته الحركة الإسلامية في لبنان على مستوى الأرض المحتلّة في فلسطين وبدء الإنتفاضة المباركة لشعبنا المظلوم هناك ضدّ الكيان الغاصب، ويُضاف إلى ذلك الإحترام الكبير الذي تبديه الشعوب الإسلامية والتعاطف البارز الذي تظهره، إنّ كل ذلك يكشف عن أنّ موقعية الحركة الإسلامية في لبنان ضمن المشروع الإسلامي العالمي هي موقعيّة متقدّمة جداً، والذي لعب دوراً في ذلك أيضاً وبشكلٍ أساس هو الإرتباط الكامل والشامل للحركة الإسلامية في لبنان بقيادة الإمام الخميني المقدّس مفجّر الثورة الإسلاميّة ومن بعده بقيادة ولي أمر المسلمين آية الله السيد علي الخامنئي حفظه الله تعالى، لأنّ الحركة الإسلامية في لبنان ترى أنّ قوّة الحركات الإسلامية في العالم اليوم لا يمكن فصلها عن الإرتباط بدولة الإسلام وقيادته الحكيمة الموجودة في إيران بما هي دولة إسلامية.
ج8: إنّ للمرأة في الإسلام مكانةٌ مميّزة جداً، ويكفي في حقّها الحديث المعروف: (الجنّة تحت أقدام الأمهات)، ولذلك فإنّ المرأة تعتبر جزءً من المشروع الحضاري الإسلامي، بل هي جزءٌ أساسي منه كونها مسؤولة عن الوظيفة الأهم في هذا المشروع وهي (إيجاد الإنسان الملتزم الواعي الذي يكون عاملاً في سبيل نهضة المشروع الإسلامي وتحقيق أهدافه على المستوى الدنيوي ومن ثمّ الأخروي)، وبنظرةٍ سريعة إلى الواقع الذي تعيشه الحالة الإسلامية في العالم نرى المشاركة الواسعة للمرأة المسلمة في النشاطات المتعدّدة والمختلفة في المجالات الثقافيّة والتبليغيّة والإجتماعيّة والإنسانيّة وحتى الجهاديّة منها من خلال التدريب على فنون القتال وغير ذلك من المجالات ومن أهمها المجال الإعلامي كالراديو والتلفزيون والتحقيقات الصحفية وما شابه ذلك. وبكلمةٍ مختصرة نقول إنّ دور المرأة وموقعها في المشروع الإسلامي محفوظٌ وهي تقوم به وتمارسه في المجالات المختلفة جنباً إلى جنب الرجل وليس هناك تمايزٌ في وظائفها إلاّ بالمقدار الذي حدّدته الشريعة الإسلامية نتيجة الفوارق التكوينية بين الرجل والمرأة، لأنّ الإسلام ينظر إلى كلٍّ من الرجل والمرأة كإنسانٍ مثل النظر إلى حالة الذكورية والأنوثية في كلّ واحدٍ منهما، لأنّ الذكورية والأنثوية حاجة تكوينية لاستمرار النسل البشري وليست هي كلّ وظيفة الرجل أو المرأة.
ج9: قدمنا فيما سبق من الأجوبة أنّه ليس للغرب مشروعٌ حضاري، وإنّما مدنية متقدّمة لها إيجابيّاتها وسلبيّاتها وقد تحدّثنا حولها، وأمّا المساهمة التي يمكن أن يقدّمها أخوتنا المسلمون المنتشرون في أمريكا وأوروبا فهي لا شكّ مساهمة قوية من خلال ملامستهم للسلبيات الموجودة في تلك المجتمعات التي تفتقر إلى الجانب الأخلاقي والعلاقات الإنسانية، وبرأيي أنّ إخوتنا وأخواتنا يمكنهم المساهمة كثيراً خاصة في هذا المجال المهم والحيوي جداً والذي يمكنهم من خلاله أن يعيدوا ثقة الإنسان الغربي بإنسانيّته وأنّه ليس مجرّد آلة أو سلعة تُباع وتُشترى كما هو جارٍ حالياً هناك، كما يمكنهم أن يوضّحوا الإسلام من حيث رؤيته للكون والحياة والإنسان، وأن يبيّنوا مفاهيم الإسلام وأحكامه وموقعيّة الأفراد فيه ومقدار احترام الإسلام للأديان الأخرى والآراء والأفكار وأنّه يريد من الناس أن يؤمنوا به عن اعتقادٍ واقتناع وليس بالقوّة والإكراه، وبالجملة فإنّ مساهمات إخوتنا المهاجرين في بلاد الكفر كثيرة، ومن أهمّها تطبيقهم للإسلام التطبيق الرسالي من خلال علاقاتهم مع أبناء تلك المجتمعات، كما قال الإمام الصادق(عليه السلام): (كونوا لنا دُعاة بغير ألسنتكم) أي بأخلاقكم وتعاملكم الرسالي مع غير المسلمين.
ج10: ليس هناك مشروعٌ حضاري إسلامي لكلّ مرحلةٍ زمنية خاصة، لأنّ مقوّمات المشروع الإسلامي صالحة لكلّ زمانٍ ومكان كونها صادرة عن المشرِّع الأول والأساس وهو الله سبحانه، إلاّ أنّ ذلك لا يعني الجمود والتقوقع، بل هذا يعني أنّ مقوّمات المشروع الإسلامي تلك من المرونة والحيوية ما تجعلها قادرة على التكيّف مع كلّ المراحل الزمنيّة بالنحو الذي يتناسب مع كلّ مرحلةٍ فيها على حدة. وتشخيص المراحل الزمنية وطريقة التعامل مع كلّ واحدةٍ منها متروكٌ للقيادات المسؤولة والواعية والقادرة على التعامل مع كلّ مرحلةٍ منها ضمن الثوابت والمبادئ الإسلامية الأساسيّة، لأنّ هذه العناصر لا يمكن التخلّي عنها أو المساومة عليها في أيّة مرحلةٍ من المراحل الزمنيّة، وقد أوضحنا في جوابنا عن موقع الحركة الإسلامية في عالم اليوم أي تتلاقى هذه الحركة في هذه المرحلة الزمنية مع الطروحات الأخرى خاصّة أطروحة عالم الغرب الليبرالية.
ج11: إنّ الكلمة التي نوجّهها لإخوتنا وأخواتنا المهاجرين في أمريكا وكندا وسائر بلاد العالم هي أن يبذلوا أقصى ما يمكنهم من الجهد والعطاء في سبيل توضيح الإسلام وأن يعملوا على تطبيقه تطبيقاً رساليّاً واعياً يجعل منهم مورد اهتمام أولئك المبتعدين عن الإسلام، لعلّ هذا العمل يقرّب أولئك ويجذبهم للتعرّف على الدين الإسلامي، كما نوجّه الشكر لإخوتنا في إدارة مجلة "براءة" التي دعت لإقامة مؤتمر بعنوان (المشروع الحضاري الإسلامي) لأنّ مثل هذه المؤتمرات مهمّة ومفيدة لتوضيح الإسلام الذي هو رسالة عالمية أنزلها الله على قلب رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لهداية البشرية وإنقاذها من الكفر والضلال وإعادتها إلى الصراط المستقيم الذي يريدنا الله أن نسير عليه ونلتزمه في الحياة الدنيا لنفوز بالآخرة ونعيم الجنة.
والحمد لله ربّ العالمين