اسئلة و اجوبة
- المجموعة: مقالات اجتماعية
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1900
1- كيف طرح القرآن الكريم مسألة العمل وكيف حثّ عليه؟
طرح القرآن الكريم مسألة العمل مقرونة بالإيمان، فلا عمل مقبول عند الله بلا إيمان، ولا الإيمان مقبول بدون العمل ولذا تردد كثيراً في القرآن الكريم قوله (الذين آمنوا وعملوا الصالحات)، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن العمل مطلوب من الإنسان المؤمن في الحياة الدنيا بشرط أن يكون عملاً صالحاً كما قال الله حكاية من النبي سليمان (وأن اعمل صالحاً ترضاه) ، والعمل الصالح ممدوح عند الله وعند الناس ومحتسب في رصيد الإنسان يوم القيامة ( يوم الحساب الأكبر) كما قال تعالى ( ومن يعمل مثقال خيراً يره).
2- كيف أظهر القرآن تسخير الثروات الطبيعية للإنسان ؟
لا شك أن الله خلق الإنسان وخلق له ما يعينه على البقاء حياً ، إذ لا معنى لوجود الإنسان ما لم يكن هناك موارد تساوي قيمة حياة الإنسان ، ولولاها لما استطاع البقاء حياً ، ولذا سخر الله موجودات الطبيعة وثرواتها لتكون في خدمة هذا المخلوق الكريم على الله حيث قال تعالى ( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات والأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) وهذا التسخير من الله للثروات الطبيعية للإنسان من أجل أن يستغلها ويستعملها لما فيه خيره وخير الإنسانية ، وليكون هذا التسخير من أجل بناء الحياة الدنيا الكريمة الموافقة لما أراده الله من الإنسان وهو " إعمار الأرض وجعل الحياة فيها نموذجاً مصغراً عن الحياة الآخرة ).
3- كيف يبين القرآن الكريم أهمية الزراعة والاستفادة من الأرض؟
قال تعالى ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب ، وفجرنا فيها من العيون) ، هذه الآية تعبر خير تعبير عن زراعة الأرض والاستفادة منها لتحصيل الحبوب والفواكه والثمار والخضار وكل ما يحتاجه الإنسان من الزراعة في هذه الدنيا، ثم بيّن سبحانه أنه فجر عيون الماء من الأرض لترويها حتى ينبت الزرع وتكبر الأشجار ليستفيد الإنسان من خيراتها ، ولذا ورد في الحديث كتطبيق لهذه الآية القرآنية الكريمة ( من امتلك أرضاً وماءً ثم افتقر أبعده الله ) لأن الله يحب من البشر أن يزرعوا الأرض لما تنتجه من الخيرات، ولذا نجد أن القرآن قد جاء بأمثال متعددة عن الزراعة في سوره وآياته.
4- ما هو موقف القرآن من مسألة المال من حيث الاكتساب والإنفاق؟
إن موقف القرآن من مسألة اكتساب المال هو أن يكون من طرق الحلال فقط، ولذا قال تعالى ( واحل الله البيع وحرم الربا) فإذا اكتسب الإنسان المال من حيث أمره الله وانتهى عما نهى عنه فهو مال مبارك زاكٍ وللإنسان أن يصرفه في شؤون معاشه واحتياجاته الدنيوية والدينية معاً، ولكن بشرط أن لا يتجاوز الإنفاق الحدود المشروعة أي بدون (إسراف أو تبذير ) حيث قال تعالى (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) وقال تعالى ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )، فإذا التزم الإنسان بما حدده الله له كان ممن ينطبق عليه الحديث الشريف (العبادة سبعون جزءًا أفضلها طلب الحلال).
5- نهى الله تعالى في القرآن الكريم عن الإسراف والتبذير وعدهما من الكبائر، فكيف إذا تجاوز ذلك الحالات الفردية ووصل إلى الدولة؟ وما السبيل لدرء مخاطر ذلك على المجتمع ؟
الإسراف هو الصرف الزائد عن حاجة الإنسان ، والتبذير هو صرف المال فيما لا حاجة للإنسان فيه، وكلا الأمرين مذمومان عند الله ومكروهان، لأن فيهما كفراً بنعمة الخالق سبحانه وتعالى ويدلان على التكبر عند من يمارسهما ، ومن الواضح أن مفاسدهما كثيرة على الفرد والمجتمع معاً، وأكبر مظهر من مظاهر الإسراف هو أن تكون الدولة هي من يمارس هذا الفعل كبعض الدول الغنية التي تصرف مواردها المالية في مشاريع كمالية لا تعود بأي نفع على أبناء المجتمع كما نرى في حالة بعض الدول التي تتسابق في مشاريع لا نفع منها وإنما هي فقط من أجل اكتساب السمعة أو نيل الخطوة والمفخرة ولو كان على حساب جوع أبناء شعوبهم وعطشهم وعدم قدرتهم على العيش ولو بالحد الأدنى الذي يحفظ كرامة الإنسان وعزة نفسه.
ولكن منا خالص الشكر وفائق الاحترام