مؤثرية الروح الحسينية في العقول والقلوب
ما من ثورة في التاريخ الإنساني أخذت حيزاً مهماً كما حدث مع ثورة الإمام الحسين عليه السلام، فهي منذ حصولها في العاشر من المحرم سنة 61 للهجرة وهي في حالة تفاعلية وتصاعدية ويزداد تأثيرها العاطفي والوجداني والإنساني على كل المستويات، وخصوصاً عند أتباع مذهب أهل البيت (ع) الذين لا زالوا يحيون هذه الذكرى عاماً بعد عام من دون توقف، ويبذلون في سبيل إقامتها الكثير من الجهود، وهذا ما يدل على تجذر هذه الثورة في عقول وقلوب المحبين للحسين (ع)، ولا غرابة أن نجد هذا الإنفلاش في عصرنا الحاضر والتوسع في إقامة المجالس حيث تتكاثر الناس في المدن وأحيائها وفي القرى وفي كل مكان من عالم الاغتراب الواسع حيث يقيم المفتربون عن أوطانهم مجالس العزاء لإحياء ذكرى عاشوراء الحسين "ع".
حسن العشرة مع الناس
باسمه تعالى
حسن العشرة مع الناس
قال الله تعالى في كتابه الكريم عن النبي محمد (ص) (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك...).
وعن أمير المؤمنين (ع) (عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنوا إليكم، وإن فقدتم بكوا عليكم).
وكل من الآية والرواية غيض من فيض لما ورد في مسألة حسن العشرة والصحبة مع كل أصناف الناس، وهو خلق حسن أدبنا عليه ديننا وشجعنا على التحلي به لما له من آثار إيجابية على كل من الفرد والمجتمع الإسلاميين، وله مدخلية محورية في حياتنا كمسلمين، وحتى في تعاملنا مع غير المسلمين، ولذا نجد فيما ورد عن أئمتنا سلام الله عليهم كم كانوا متسامحين مع أعدائهم ممن كانوا يتعرضون لهم بالأذى اللفظي كالسب والشتم، ومع هذا فإن سعة صدور الأئمة (ع) حولت أولئك الناس إلى أتباع لهم من خلال التغاضي والعفو عن إساءات المضلّلين وغيرهم.
سوء الظن بالناس
باسمه تعالى
سوء الظن بالناس
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن، إنّ بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً...).
سوء الظن من أكثر الرذائل بشاعة، لأنها تؤدي إلى سوء الظن هو "فقدان الثقة" بين الناس، لأن سوء الظن يجعلهم غير قادرين من الحكم على الكثير من القضايا التي يسمعونها أو يسرونها أو يعلمون بها، لأنهم غير عارفين بحقائق الأمور التي تصلهم، وبالتالي يقفون حائرين وعاجزين.