وديعتك عند الله
الشيخ محمد توفيق المقداد(*)
تحدّثت الآيات وكثير من الروايات عن المعصومين عليهم السلام عن الصدقة وآثارها الجليلة والكبيرة دنيوياً وأخروياً؛ لأنّ إخراج الإنسان المسلم جزءاً من ماله، يعني أنّ المتصدّق يشعر ويقدّر نعمة الله عليه، ولكي يشكر ربّه على ما أنعم عليه من وفرة الثروة يشارك الفقير في ماله فيعطيه قسماً منه. وهذا ما يقوم به المسلم الملتزم بدينه، والذي يشعر أنّ من واجبه الأخلاقي والأدبي والإنساني أن يتصدّق على من دونه في امتلاك المال. ولذا نجد في الصلوات الشعبانية مقطعاً يتحدّث عن الصدقة حيث ورد فيه: "وارزقني مواساة من قتّرت عليه من رزقك بما وسعت عليَّ من فضلك..."(1).
إجراءات الإسلام لتأمين الأمن الاجتماعيّ
من أهم القضايا المحورية التي اهتمت بها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية هي (قضية الأمن الاجتماعي) التي تعني أن يعيش المجتمع سليماً من كل الآفات والمفاسد التي تقض حياة المجتمعات وتعيث فيها خراباً وفساداً على المستويات كافة.
ولطالما كانت هذه القضية الشغل الشاغل ولا زالت حتى اليوم تبحث عن كل الوسائل والأساليب التي تؤمن للمجتمع الإنساني عامة حياة سعيدة وآمنة وبعيدة عن كل ما ينغص الحياة الإنسانية من كل جوانبها المادية والمعنوية.