التمهيد: قبل الدخول في البحث لا بدّ من الإشارة إلى بعض المقدّمات الضرورية لتتكون لدينا صورة أساسية أو مجموعة تصوّرات يمكن أن نعتبرها المدخل الصالح والأساس للتحدّث عن دور العلاقات الإجتماعية في عملية التغيير، وهذه المقدّمات هي التالية:
المقدمة الأولى- ما هو المجتمع وكيف نشأ؟. المجتمع هو مجموعات من الأفراد أو نفس الأفراد الذين تربط بينهم مجموعة من العلاقات المادية باعتبار أنّ الفرد لا يمكنه تغطية احتياجاته كلّها بنفسه فيحتاج إلى الأخذ من الفائض المتوفّر عند الآخرين، ويعطي هو بدوره الفائض عن حاجته إلى الآخرين أيضاً لتحقيق الإكتفاء الذاتي لكلّ الأفراد عبر هذا التفاعل المتبادل، مُضافاً إلى وحدة العادات والتقاليد التي تنشأ من ضرورة وجود الحياة الإجتماعية بين المجموعات أو الأفراد التي تجعل كمقاييس عامّة لذلك المجتمع لتمييزه عن المجتمعات الأخرى الموجودة ويترافق ذلك كلّه مع وجود مجموعة من الأنظمة والقوانين التي تحدّد لكلّ فردٍ أو طبقةٍ صلاحياتها في ذلك المجتمع حتّى لا يحصل الطغيان والإنحراف والإستقواء ضمن ذلك المجتمع، ومن هنا يمكننا أن نقول أنّ المجتمع هو الأفراد الذين تربط بينهم عادات وتقاليد وقوانين وعلاقات مادية مشتركة وبدون أيٍّ منها لا يصحّ إطلاق لفظ المجتمع حقيقة على أيّ مجموعة من البشر.
اِقرأ المزيد: دور العلاقات الاجتماعية في عملية التغيير