دور المسجد في بناء الشخصية الإسلامية
- المجموعة: مقالات مختلفة
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 5572
من هنا كان التركيز على دور المسجد سواء في القرآن أو السنة النبوية أو في النصوص الواردة عن الأئمة (عليه السلام) أو في إرشادات ووصايا العلماء والمراجع الكبار، لأن المسجد لا يمكن تجاهل دوره أو التقليل من أهميته في بناء شخصية المسلم الملتزم.
ولهذا نجد أن الإسلام جعل للمسجد أحكاماً خاصة به لتنزيهه من كل عيب أو نقص ومن كل ما يشكّل عائقاً أمام دوره، فالمسجد يجب أن يكون طاهراً ولا يجوز تنجيسه عمداً، بل ولو عن خطاً وإذا حصلت النجاسة لا بد من إزالتها فوراً، وتقديم تطهيره على الصلاة إلا إذا كان الوقت المتبقي للصلاة قصيراً جداً بحيث لا يتمكن من يريد الصلاة من تطهير المسجد والصلاة معاً فيقدم الصلاة في هذه الحالة لا غير، كما لا يجوز للرجل المجنب ولا للمرأة الحائض الدخول إليه والمكث فيه، كما أن هناك أموراً مكروهة فيه كالنوم والأكل والشرب ومناقشة القضايا الدنيوية، لأن هذه الامور تتنافى مع قدسية المسجد ووظيفته الأساسية في ربط الناس بربهم وخالقهم عبر العبادة بكل جوانبها وأبعادها.
وقد ورد التأكيد الشديد على إقامة صلاة الجماعة في المسجد لما فيها من الأجر والثواب من جهة، ورص صفوف المؤمنين من الجهة الأخرى، ولما فيها من مظهر القوة والعزة للمؤمنين أيضاً، حتى ورد أن ثواب صلاة الجماعة إذا بلغت عشرة أشخاص وما فوق لا يعلم مقداره إلا الله عزوجل.
وكذلك شجّع الإسلام على بناء المساجد في كل مكان يتواجد فيه المسلمون سواء في بلدانهم (الاصلية، أو في أماكن انتشارهم في العالم كله، لأن المسجد هو الحصانة والوقاية من الانحراف من جهة، ولتحصين المسلمين بدينهم من جهة أخرى عبر ارتباطهم بالمسجد، ولذا ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (من بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة).
وكذلك ورد في الحديث الشريف أن بيوت الله في الأرض هي المساجد وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (... ان بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي، ألا إن على المزور كرامة الزائر، إلا بشّر المشّائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة).
وقد ورد في الحديث أيضاً أن من المستحب أن يتخذ الإنسان مسجداً في بيته ولو من باب التأسي بالمسجد الأساس، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (كان علي (عليه السلام) قد جعل بيتاً في داره ليس بالصغير ولا بالكبير لصلاته)، وفي حديث آخر عن النبي (صلى الله عيله وآله وسلم) أيضاً (... وأفضل من هذا كله صلاة يصليها الرجل في بيته حيث لا يراه إلا الله عزوجل يطلب به وجه الله).
كما ورد في الروايات ما يدل على ثواب المشي إلى المسجد وثواب المكث فيه بشرط أن لا يقوم المسلم بأي فعل حرام مثل الغيبة والكذب وما شابه من ذنوب اللسان واليد وغيرهما.
وقد قال الإمام الخميني المقدس عن المسجد ودوره: (هذه المساجد هي التي حققت النصر لشعبنا، إنها مراكز حساسة ينبغي أن يهتم بها شعبنا، لا تخالوا أننا لم نعد بحاجة إلى المسجد بعد أن حققنا النصر، إن انتصارنا إنما كان من أجل إحياء المسجد... إن المساجد هي المراكز التي تبيّن فيها حقيقة الإسلام وفقه الإسلام فلا تدعوها خالية، إنهم يريدون أن تخلوا المساجد شيئاً فشيئاً وهذه هي المؤامرة،... يجب أن تكونوا واعين إلى أنكم يجب أن تحافظوا على منابركم ومحاريبكم أكثر من السابق).
والمناسبة للحديث عن المسجد هو إعلان الإمام الخامنئي (دام ظله).. ولي أمر المسلمين آخر أسبوع من شهر شعبان المبارك هو " أسبوع المسجد" تمهيداً وتوطئة لقدوم شهر الله المبارك " شهر رمضان " حيث يكون للمسجد فيه الدور الأكبر، وحيث يكون التردد إلى المسجد من جميع المسلمين كبيراً وشاملاً.
من هنا نقول أنه بمناسبة أسبوع المسجد ينبغي علينا أن نهتم بمساجدنا من كل النواحي المطلوبة حتى يتمكن المؤمنون الصائمون في شهر رمضان من القيام بواجباتهم الدينية وأن يمارسوا عباداتهم الواجبة والمستحبة بأفضل طريقة ممكنة تكون محل رضا الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) والإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه).
والحمد لله رب العالمين