الأحد, 24 11 2024

آخر تحديث: الجمعة, 01 آذار 2024 3pm

حول الانتخابات النيابية

sample imgage

نعيش هذه الأيام حمّى الإنتخابات النيابية في لبنان التي بدأت حرارتها في كلّ المناطق مع إقتراب موعد هذا الإستحقاق الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى فترةٍ قصيرةٍ جداً.

ولا شكّ أنّ هذه الإنتخابات ينبغي أن تكون الميزان الدقيق لتحديد شعبيّة كلّ فئةٍ أو طرفٍ سياسي موجودٍ على الساحة في هذا البلد، وبما أنّ حزب الله هو طرفٌ في هذا البلد ويمتلك رؤيته السياسيّة الواضحة في كلّ القضايا التي تهمّ الوطن والمواطن، فكان من الطبيعي جداً أن تكون الإنتخابات مورد إهتمامٍ خاصٍّ وعنايةٍ تامّة من جانب الحزب لكي يبرز من خلالها مشروعه السياسي الذي يرى فيه الحلّ لكلّ مشاكل البلد، وفي قائمة هذا المشروع الذي يتبنّاه الحزب هو قضية تحرير ما تبقّى من أرضنا المحتلّة في الجنوب والبقاع الغربي.

 

ولكنّ الأمريكيين ومعهم الإسرائيليون بالدرجة الأولى يرون أنّ عدوّهم الأساس في المنطقة هو حزب الله بسبب إستمرار عمليّاته الجهاديّة والإستشهادية ضدّ العدو الصهيوني الغادر ويزرع القوّة والروحية الجهادية والمعنويات العالية في نفوس أبناء الأمّة ليستنهضهم وينتشلهم من اليأس الذي وصلوا إليه بسبب سياسات الأنظمة المتهاوية أمام رغبات أمريكا وإسرائيل.

ولأجل عمليات الجهاد وما يلحقها من إستنهاضٍ لدى عموم المسلمين، فإنّ الأمريكيين وضعوا هدفاً رئيساً لتحرّكهم السياسي في لبنان وهو الضّغط على الدولة اللبنانية من أجل السعي لتحجيم وجود حزب الله في المجلس النيابي اللبناني، وبالتّالي تقليص دوره لإظهاره وكأنّه حزبٌ منعزلٌ عن القواعد الجماهيريّة، وأنّ مساره مختلف عن مسار الشعب اللبناني، وهذا ما يسهّل بنظر الأمريكيين لاحقاً ضرب هذا الحزب أو الضغط عليه لمنعه من القيام بعمليّات جهادية ضدّ الكيان الغاصب وعملائه اللحديين.

بسبب كلّ ما تقدّم نرى لزاماً على كلّ مؤمنٍ ملتزمٍ أن يدعم حزب الله ويؤيّده في هذه المعركة السياسيّة الفاصلة ضدّ الغطرسة الأمريكية، وإثبات جماهيرية حزب الله ومقاومته الإسلامية الرائدة التي تشكّل اليوم رأس الجسر الإسلامي لتحرير الأرض من دنس الإحتلال الصهيوني البغيض وتحرير إرادة الأمّة من قبضة الإستكبار العالمي بزعامة الشيطان الأكبر "أمريكا".

إنّ على شعبنا الأبي المعطاء أن يثبت أنّ حزب الله ليس مجرّد مجموعاتٍ عسكرية منعزلة عن شعبها وأمّتها، بل الشعب كلّه مقاومة وكلّه على إستعدادٍ لقتال إسرائيل بكلّ ما يقدر عليه، وذلك لكي يلقّم أمريكا حجراً في فمها ويثبت زيف إدعاءاتها ويسقط مؤامراتها ضدّ المجاهدين من أبناء حزب الله والمقاومة الإسلامية.

إنّ تكليف المؤمنين الصادقين اليوم هو إفشال المخطّط الأمريكي الشيطاني هذا، وإنّ إلتزام التصويت لخيار المقاومة هو من أهمّ الأعمال السياسية التي تُصنف عند الله عملاً عبادياً إن كان التصويت منطلقاً من الرغبة والحرص على إظهار قوّة المقاومة وتلاحم شعبها معها واستعداده للدفاع عنها كما أثبت هذا الشعب الأبي ذلك أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير في شهر نيسان من سنة 1996.

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون

والسلام عليكم