تحريم بضائع الدول الداعمة لإسرائيل
- المجموعة: مقالات مختلفة
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2749
إلاّ أنّ ذلك التوزيع الذي حصل بسبب التكاثر لا يعني أن تنقطع كلّ مجموعةٍ بشرية عن الأخرى لتعيش عزلةً وابتعادا عن المجموعات الأخرى، بل التوزيع هو دافعٌ للجميع لكي يتواصلوا مع بعضهم البعض لأسبابٍ عديدة، منها ما هو معنوي كالإشتراك في المعتقدات الدينية التي قد تجمع تحت رايتها العديد من تلك الشعوب، ومنها ما هو ماديّ يتعلق بإحتياجات البشر من شتّى الأنواع والأشياء الأساسية أو غيرها ممّا لها دخالة في تأمين لوازم الحياة المادية للبشر مع ما يترتّب على ذلك من إقامة العلاقات السياسية والإقتصادية والتجارية بالشكل المتوازن الذي يكفل الحياة الحرّة والشريفة للجميع.
والإسلام كدينٍ وشريعةٍ للحياة لم يفرض العزلة عن المجموعات البشريّة الأخرى، بل على العكس من ذلك نجد أنّه يشجّع أتباعه على إقامة العلاقات الإنسانية والإجتماعية مع غير المسلمين، ولكن على قاعدة الإحترام المتبادل والتعامل من الموقع الإنساني الذي يجعل من كلّ أفراد البشر متساوين أمام بعضهم البعض في الحقوق والواجبات، ولذا نجد أنّ القرآن الكريم يقول: { أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} و { ولا تسبوا الذين كفروا فيسبوا الله عدوا بغير علم}، فيأمرنا أن ننطلق من إسلامنا للتعامل مع الآخرين من موقع الإحترام لإنسانية الآخر وعدم المساس سلبا بعقائده وتوجّهاته حتى لا يكون ذلك سبباً لإيجاد حالة من العداء غير المبرّر معه، وقد يكون ذلك سبباً للعديد من المشاكل التي يمكن تفاديها وإجتنابها فيما لو تعاملنا بالطريقة الصحيحة، لأنّ الإسلام يعتبر أنّ كلّ مسلمٍ مسؤولٌ عن إيصال صوت هذا الدين إلى كلّ البشر لهدايتهم وإنقاذهم من كلّ طرق الضلال والشبهة والإنحراف.
هذا هو الأصل والأساس الذي ينطلق منه الإسلام في التعامل مع غير المسلمين، ولكن عندما يخرج التعامل عن هذا الأساس ويحاول غير المسلم أن يتعامل مع المسلممن من موقع العداء والمحاربة والإستقواء وتسفيه العقيدة الإسلامية واحتقار شعائرها أو توهينها، أو محاولة السيطرة على بلادهم ومصادرة قراراتهم أو دعم أعداء الأمّة الإسلامية ومناصرتهم في حرب المسلمين واغتصاب أراضيهم وتشريد سكانها، فهنا نرى أنّ الإسلام يأمر أتباعه والمؤمنين به بالجهاد والقتال بكلّ الأساليب والوسائل المشروعة للدفاع عن أرض المسلمين ومقدساتهم سواء في مواجهة العدو المباشر المحتل للأرض والذي يحاول إحتلالها، أو في مواجهة من يساندون العدو المباشر ويزوّدونه بأسباب القوّة والقدرة التي تجعله متمكّنا من محاربة الإسلام والمسلمين، لأنّه من يساعد العدو هو عدو أيضا لأنّه رضي لنفسه أن يكون في ذلك لموقع عن حريةٍ وإختيار.
وأبرز مثال على ما قلناه في عصرنا الحاضر هو احتلال أرض فلسطين من جانب العصابات الصهيونية وطرد شعبها منها واستجلاب اليهود من كلّ دول العالم لإسكانها فيها وجعلها وطناً لهم كما هو حاصل الآن.
وهذا الكيان الغاصب الذي هو عدو الأمّة الإسلامية والإسلام، نرى أنّ القوى الكبرى في العالم وعلى رأسها "أميركا" تحميه وتساعده على البقاء قوياً في مواجهة المسلمين من خلال تزويده بكلّ أسباب القدرة العسكرية والتقنية، وتعمل على التغطية على احتلاله وارتكابه للمجازر الوحشية بحقّ أبناء الإسلام المحتلّة أرضهم والمدنّسة كرامتهم وكذلك في غير فلسطين من بلاد العرب والمسلمين كما حصل في صبرا وشاتيلا وغير ذلك من جرائم بشعة ذهب ضحيّتها الآلاف من الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
من هنا صار من الواجب على المسلمين أن يحاربوا عدو الأمّة وكلّ من يدعمه ويسانده، لأنّه بذلك الدعم صار عدواً للأمة الإسلامية أيضا على حدٍّ سواء كالعدو الذي نقاتله ونجاهد ضده بشكلٍ مباشر.
أمّا كيف نواجه ونقاتل من يدعم العدو المباشر، فهذا له أساليب عديدة نذكرها لاحقا إن شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين.