المجموعة: مقالات مختلفة
نشر بتاريخ 15 شباط/فبراير 2014
اسرة التحرير
الزيارات: 7014
مما لا يخفى على أحد من الناس مقدار ما حققته عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام من حضور فاعل ومميز على مستوى الساحة اللبنانية مع ما يتبعها في العالم كله من امتدادات حيث تنتشر الجاليات الشيعية اللبنانية في أمريكا وكندا والبرازيل وأستراليا وغيرها.
ولا شك أن هذا التطور النوعي لم يكن وليد صدفة ولا نتاج ضربة حظ، بل عبر عمل دؤوب ومستمر وواع وهادف منذ الاجتياح الإسرائيلي تحديداً وحتى الآن، حيث فرضت على الساحة اللبنانية تحديات خطيرة وضعت الجميع أمام الامتحان الصعب، إما الرضوخ والاستسلام لإدارة العدو الغاشم، وإما المقاومة والانتفاضة، وهنا كان للموقف الحسيني الكربلائي الدور الأكبر في تحديد خيار المقاومة الذي تغذى بدماء الشهداء وعرق المجاهدين يوماً بعد يوم، وتجذر بتضحيات المجاهدين عملية بعد عملية، وعبوة بعد عبوة، ومع كل تقدم كان يتحقق بهذا الخيار المكلف، كانت عاشوراء الحسين عليه السلام تواكبه انتشاراً أكبر واستيعاباً أكثر للجماهير وإدراكاً لأهمية الموقف الحسيني، مع تطور في الخطاب الديني والسياسي والإعلامي والاجتماعي بما يتوافق مع حالة الصراع وحجمه وأخطاره، حتى وصل الأمر إلى المرحلة التي صار فيها الخيار الحسيني الكربلائي محط اهتمام الجميع ومورد قبولهم، وصارالنموذج القابل للتمدد والتعميم على مستوى حركة الصراع مع العدو الغاصب وقوى الاستكبار في العالم وعلى رأسها الشيطان الأكبر (أمريكا) ونال هذا الخيار الحسيني المقاوم احترام جميع الشعوب العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم المستضعف التواق إلى التحرر والخروج من أسر التبعية والهيمنة.
اِقرأ المزيد: التوازن والتكامل بين دور المحاضر ودور الخطيب