حرمة الخمر في الإسلام
من الواضح جداً في العصر الحاضر أن تعاطي الخمر قد أصبح شائعاً وعلى نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم، حتى أن العديد من المسلمين المنحرفين يتعاطونها بدون نظر أو إلتفات الى حرمتها وفق تعاليم دينهم بنحو من التعمد والقصد.
كما نرى من جهة أخرى الترويج لها عبر وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة والمكتوبة من دون أي خجل أو حياء حتى من الوسائل المحسوبة على المسلمين. كما نرى أن شرب الخمر صار مرادفاً في أغلب الأحيان للحفلات الغنائية والراقصة والماجنة كما هو الحال عند أهل الفسق والفجور مما يزيد بشاعة هذه الآفة الخطيرة على استقرار المجتمع وأمنه وسلامته.الإجتهاد المعاصر وإمكانات التقارب الفقهي
من المسلّم به أن أحكام الشريعة الإسلامية ليست في متناول كل فرد من أفراد هذه الأمة بسبب الحاجة إلى عملية الاجتهاد المتطلبة لصرف الوقت والجهد في وقت غير قصير من عمر الإنسان ، لتحصيل العلوم الشرعية وغيرها الدخيلة في الوصول إلى تلك المرحلة المتقدمة من الوعي والإدراك والفهم والإحاطة بكليات الشريعة ومقاصدها الدنيوية والأخروية، واستنباط الأحكام لكل المسائل المستجدة والطارئة في حياة الأمة بعد عصر النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) والمعصوم(عليه السلام).
والإجتهاد هو عملية إستقراء ونظر وتمحيص في الأدلة التفصيلية الموصلة إلى الأحكام الشرعية, وهذا بذاته يفترض أن تكون تلك الأدلة المعتمد عليها حائزة على الأهلية القانونية من الشريعة حتى تكون نسبة الحكم المستنبط إلى الإسلام صحيحة, لأن المطلوب من الاجتهاد هو التوفيق بين الإيمان بالإسلام وبين لوازمه العملية والسلوكية في حركة المسلمين تجاه كل القضايا والمسائل محل الإبتلاء عندهم. من هنا فالاجتهاد هو الطريق لتحقيق التكامل بين المسلم ودينه من خلال عمليات الاستنباط للأحكام التي يمارسها المجتهدون الذين توصلوا بجهدهم لبلوغ تلك المرتبة العلمية الشامخة التي أهلتهم ليكونوا نواباً عن الأمة في تحديد أنماط سلوكها وتصرفاتها في القضايا الخاصة والعامة.وجوب الخمس في الإسلام
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: {واعلموا أنّ ما غنمتم من شيءٍ فإنّ لله خمسه ولذي القربى واليتامى والمساكين وأبناء السبيل إن كنتم آمنتم بالله}، (سورة الأنفال – آية 14)
هذه الآية هي الوحيدة في القرآن الدالّة على وجوب الخمس بشكلٍ واضحٍ وصريح، وموردها وفق نزولها هو غنائم الحرب، إلاّ أنّ المورد لا يخصّص الوارد كما هو المعروف والثابت عند علمائنا، وإلاّ لتعطّلت الكثير من الآيات والأحكام كما تقرّر في محلّه. ومن هنا فإنّ كلمة "غنمتم" الواردة في الآية تدلّ على كلّ ما يكسبه الإنسان ويستفيده من تجارةٍ أو حربٍ أو عملٍِ أو غير ذلك كما هو مقرّر في الفقه في باب الخمس حيث جعلوا الخمس واجباً في سبعة موارد كما سوف يتّضح.