عندما ننطلق لنتحدّث عن الزهراء (عليها السلام) الحاملة للقب سيدة نساء العالمين .... فهذا يعني لسنا في مقام الكلام عن شخصية نسائية متعارفة وشائعة، وإنّما نتحدّث عن نموذج إنساني رفيع إستطاع أن يكون مثلاً وقدوة لا لخصوص المشتركين مع ذلك النموذج في الصورة والشكل وإنّما للإنسان كلّه وللأزمان كلّها، وقيمة هذا النموذج أنّه ينطلق من حيث ينطلق الآخرون في هذه الحياة الدنيا بأجسادهم وأرواحهم وأفكارهم، لأنّهم استطاعوا أن يجسّدوا الفكر الإلهي الخاتم الذي نطلق عليه إسم الإسلام بأروع ما يكون التجسيد وعلى مستوى كلّ القضايا المعاشة في الواقع الحركي، الكبيرة منها المتعلّقة بالمصير العام، أو الصغيرة التي لا تتعدّى حدود العائلة، ولهذا نضع الزهراء(عليها السلام) كما هي في واقعها الذي حققته في مساق النماذج التي تمكّنت أن تتجاوز عصرها والجغرافيا التي كانت تتحرك فيها، لتصبح حقيقة على مستوى تطبيق الفكر والسلوك بحيث يسعى كلّ إنسان وفي كلّ زمان لكي يكون في أقرب حالةٍ ممكنة من تلك النماذج لأنّها الحجة الكبرى على قدرة الإسلام على صنع مثل أولئك الأفراد الذين فرضوا صورتهم وحضورهم الفاعل في كلّ زمانٍ ومكان.
حديث عن السيدة الزهراء (عليها السلام)
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات سيرة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 10:06
- اسرة التحرير
دور الإمامة
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات سيرة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 10:06
- اسرة التحرير
من الواضح جداً أنّ النبوة تمثل حالة إلهية متميزة في مسيرة الإنسانية وتعطي الحياة أبعادها الحقيقية إلا أنّها لا ترافق الحياة لحظة بلحظة بل تتننقل لتخلو المسيرة منهم بسبب طروء الموت العارض عليهم كما تقول الآية مخاطبة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): { إنّك ميت وإنّهم ميتون}.
وهذا يفترض وجود من يقوم بمهمة الرعاية والحفظ لشريعة الله في الأرض لضمانٍ دائم للتبليغ الدائم الذي يحمي من الإنحراف والضياع والتحريف والفئة المؤهلة لذلك هي التي نطلق عليها لفظ"الأئمة" الذين يجسّدون خط الإمامة بمعنى النيابة عن النبوة في أداء المهام الإلهية المطلوبة ولذا نقول إنّ الأئمة مأمورون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالحفاظ على الأغراض الأساسية والأصيلة للشريعة.
قراءة في خطبة السيدة الزهراء "عليه السلام"
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات سيرة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 10:06
- اسرة التحرير
تربت في حجر أبيها الرسول الخاتم محمد “صلى الله عليه وآله” ونهلت منه علوم الإسلام كلها, وأخذت عنه الفصاحة والبلاغة وحسن البيان وجمال الخطاب وقوة التأثير في السامعين, وقد تجلى كل ذلك في خطبتها العظيمة المشهورة في المسجد النبوي بحضور الخليفة الأول وجمع من الصحابة والمسلمين لتطالب بحقها وإرثها من أبيها الذي منعوه عنها بحجة أن الأنبياء “عليهم السلام” لا يورثون أبناءهم الدرهم والدينار, بل يورثوهم المعارف والعلوم الإلهية فقط.
والإرث الذي كانت الزهراء ”عليها السلام” تطالب به هو "فدك" وهي أرض كبيرة مليئة بأشجار النخيل, إلا أن هذه المطالبة لم يكن المقصود منها الأرض وشجرها وثمرها, بل كان الهدف أبعد من ذلك وهو حق علي "عليه السلام" في الخلافة بعد رسول الله “صلى الله عليه وآله” وجعلت المدخل السليم للوصول إلى الهدف الحقيقي هو المطالبة بإرثها المادي أولاً , ثم تنتقل للمطالبة بالإرث المعنوي.