مقدمة: الحضارة الإنسانية متنوعة بتنوع الإنسان وبتنوع المكان وبتنوع الأفكار والظروف، ولكن مع هذا التنوع نرى أن هناك بعض الأفكار المشتركة،ولعل القضية الوحيدة المتفق عليها بين جميع الاتجاهات الفكرية الإنسانية هي فكرة المنقذ والمصلح العالمي وإقامة الدولة العالمية العادلة وإقامة المجتمع المثالي، وهذه الفكرة التي لم يخلُ منها الفكر الإنسانيّ على تنوعه تشير إلى الفطرة الإلهية المودعة في النفس البشرية والباحثة عن السعادة والعدالة والكمال الإنساني وتتوجه نحو فكرة المخلص والمنقذ الموجودة في القرآن الكريم في قوله تعالى (فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً) والآية ناظرة إلى أن هذه السنة هي "العدل" الذي لا بديل له ولا تحويل عنه، فالعدل هو العدل ولا يمكن أن يتبدل أو يتحول لشيء آخر.