باسمه تعالى
الطيّبون والخبيثون في كربلاء
من المعلوم أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه لم يزيدوا عن إثنين وسبعين رجلاً في مواجهة جيش ضخم تجاوز عدده عشرات الآلاف، وكان من البديهي أن تنتهي المعركة باستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) ومن معه، وانتصار ظرفيّ لجيش يزيد بن معاوية وقياداته وأفراده.
إلّا أنّ النقطة الجديرة بالوقوف عندها في تلك المعركة، أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) ليلة المعركة الحاسمة خطب فيمن معه وأحلَّهم من بيعته وأعطاهم الحرية في اتّخاذ القرار بتركه وحيداً في مواجهة ذلك الجيش والنجاة بحياتهم وحياة أهل بيته؛ إلّا أنّ أصحاب الإمام (عليه السلام) وأهل بيته رفضوا ترك الإمام وحيداً، وقالوا كلاماً رائعاً وجميلاً يحتوي على القرار الحاسم (لا طيَّب الله العيش بعدك يا أبا عبد الله)، و(بماذا نواجه رسول الله يوم القيامة؟