المجموعة: مقالات فقهية
نشر بتاريخ 16 كانون2/يناير 2014
اسرة التحرير
الزيارات: 3352
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً} و {الصدق لباس الدين} و (الصدق جمال الإنسان ودعامة الإيمان).
بعد هذا العرض الموجز للآية والروايتين تتبيّن لنا أهمية صفة الصدق في حياة الفرد المؤمن الذي ينبغي أن يتحلّى بالصفات الأخلاقية الحسنة التي تعكس التربية الإلهية الصحيحة المستقاة من شرع الله ودينه لعباده الذين أراد بهم ربّهم خيراً في الدنيا والآخرة.
فالصدق صفة من صفات الخالق تبارك وتعالى، ويريدها أن تكون صفة لعباده أيضاً، ومن هنا نجد أنّ النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) كان ملقّباً بـ
"الصادق الأمين" بين عشيرته وقومه، ولهذا نجد أنّ الله سبحانه قد مدح أنبياءه بهذه الصفة الجليلة فيقول عن إدريس (عليه السلام):
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً}، وكذلك عن إبراهيم (عليه السلام):
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً}، ولهذا نجد أنّ البعض من الأنبياء (عليهم السلام) كان يدعو الله ليجعله من هؤلاء، فهذا إبراهيم (عليه السلام) يقول في دعائه لربّه
{واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين}، وكذلك عندما يحكي الله عن ذرية إبراهيم (عليه السلام) وإسحق ويعقوب فيقول:
{وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً}، وكذلك عن إسماعيل (عليه السلام) وهو غير ابن النبي إبراهيم (عليه السلام) يقول الله عز وجل:
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً}، ثمّ يعمّم الله وصف "الصدِّيق" وهو بمعنى المبالغة في الصدق إلى كلّ من آمن بالله عزّ وجل وصدَّق بما جاء به المرسلون من ربّهم وطبَّق ذلك في حياته من خلال فعله وقوله كما في ما يلي من الحديث :
(عليكم بالصدق،فإنّ الصدق يهدي إلى البر، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويقرى الصدق حتّى يكتبَ عند الله صدّيقاً).
اِقرأ المزيد: دور الصدق