السيد هادي نصر الله
- المجموعة: مقالات مختلفة
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2471
(القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة)
قالها جدّكم الإمام زين العابدين (عليه السلام) وأنتم تجعلون منها حقيقة يوماً بعد يوم. رحل هادي آمناً مطمئناً وبقيت أنت الهادي إلى الإتجاه الصحيح الذي يصنع عزّ الأمة ومجد الإسلام. إنّ دم ولدك الشهيد لن يجف وسيجري في عروق أبناء الأمّة كلّهم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
أمّا أنت سيدي فقد أسرت القلوب بابتسامتك الممزوجة بعطر الشهادة ورائحة دم الشهيد والكاشفة عن نفسٍ آمنة مطمئنّة وواثقة بنصر الله المتعال.
لقد آن لمن لم يتيقن بعد أنّ المقامات المعنوية لأهل البيت (عليهم السلام)، ساريةً في أولادهم ليكونوا الأدلاء على المراتب الإنسانية الشامخة للأئمة الأطهار (عليهم السلام) وللنبي الأعظم جدك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ...
وأنت سيدي قائدٌ فذٌّ من أحفاد علي (عليه السلام) الذي انساقت إليه قيادة الأمّة كما انساقت إليك، وترك الدنيا فجاءته تلتمس من أن يقبل منها ما يعينه على إحقاق الحق وإزهاق الباطل.
وأنت سيدي قد جاءتك القيادة ترجوك أن تحملها وحملتها فكنت الأمين الصادق على بذل الدم وأعطيت المثل الصادق على الدم وأعطيت المثل البالغ في التأثير على حقيقة القيادة التي تقدّم أروع نموذج من خلال دم ولدك الذي هزّ مشاعر الأمّة من الأعماق وكشف عن أنّ الشعارات عندما يحملها من يُؤتمن عليها ويعمل بها بشفافيةٍ ومثالية رائدة لا تملك الناس أمامه إلاّ الإنحناء والإجلال والإكبار للصدق والوفاء اللذين يحملهما قائد المسيرة المظفّرة للمقاومة الإسلامية سماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيد الأمين العام حسن نصر الله أدام الله عليه فيوضاته الرحمانية ونفحاته الربانية ليقود المسيرة من نصرٍ إلى نصر ومن عزٍّ إلى عز.
واعلم سيدي أنّ موقفك بعد شهادة ولدك كان له تأثير السحر ومفعول الترياق على الناس وسيبقى هذا الموقف العظيم مبدأ تتزوّد منه الأمة والمجاهدون ليصنعوا بجهادهم ودمائهم وبقيادتكم الحكيمة الشجاعة مجد الأمّة القادم إن شاء الله.
سر والأمّة من ورائك مقتدية بكم، فلواء القيادة معقود لكم، ولواء النصر على جرثومة الفساد ينتظر وصولكم إلى باحة المسجد الأقصى لكي تحملوه بيدكم إيذاناً بانتهاء عصر الغصب والعدوان وإعلاناً لبداية عصر الرحمن.