كيفيّة مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين
- المجموعة: مقالات مختلفة
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2478
ولا شكّ أنّ الجهاد العسكري له مترتبات ومستلزمات لا بدّ من تجهيزها وإعدادها ليكون المسلمون قادرين على المواجهة والقتال، ولذا يدعو الله أتباعه الصادقين إلى التّعبئة الشاملة كما في قوله تعالى :{وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوكم...}، لأنّه بدون إعداد العدّة وتجهيز المقاتلين وتحصين المواقع والثغور لن يستطيع المسلمون القتال أو الصمود حتى لو قاتلوا، وهذا يعني وقوع بلادهم تحت قوّة العدو وسيطرته.
والجهاد في الموارد التي ذكرناها واجبٌ لا يجوز التخلّي عنه أو الهروب منه، لأنّ في ذلك معصيةً كبيرة وعقاباً كبيراً جداً عند الله سبحانه وتعالى، ولذا يقول الله عزّ وجل: {إلاّ تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً...}، ويقول أيضاً: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهادٌ في سبيله فتربّصوا حتّى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
ومع كلّ هذا الجو القرآني الدّاعي إلى الجهاد بشكلٍ واضحٍ وصريح والناهي عن القعود والتخاذل عن الجهاد والمهدّد لمن يتركون الإلتزام بهذا الواجب تارةً بإبدالهم بقومٍ آخرين وطوراً بعذاب الآخرة ونارها المستعرة الحارقة، نرى اليوم أنّ غالبية دول عالمينا العربي والإسلامي لا يقومون بأداء واجب الجهاد ضدّ أعداء الإسلام سواء أمريكا أو إسرائيل، ممّا يعطي لأولئك الأعداء الفرصة والوقت الكافي ليزدادوا قوّة وليزيدوا من عدوانهم وإجرامهم ضدّ الإسلام والمسلمين على كلّ المستويات.
هذا على مستوى الأنظمة والأجهزة الحاكمة، أمّا الشعوب العربية والإسلامية فلها رأيّ آخر ومخالف جداً لرأي الأنظمة والحكام، فالشعوب ترى وجوب الإلتزام بفريضة الجهاد حتى التحرير الكامل لأرض فلسطين السليبة والقدس الحبيبة، وأنّ بذل الأرواح والتضحية بالدماء هي ثمنٌ زهيدٌ وقليلٌ من أجل تحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأنّ التّخلص من هيمنة أمريكا على العالمين العربي والإسلامي يجب أن تزول وتنتهي ليمتلك المسلمون مقدراتهم بيدهم ويكون لهم قرارهم الحر المستقل البعيد عن التأثّر بمصالح القوى الكبرى في العالم وبالتحديد "أمريكا" كما هو الحال اليوم.
لكن من خلال الواقع الموجود في عالمنا العربي والإسلامي بشكلٍ عام فإنّ قيام الشعوب الإسلامية بأداء وظيفة الجهاد دونها عقباتٌ كثيرة أولّها للأسف تقاعس الأنظمة وتخاذلها، وانتشالها من هذا الموقع المتردّي إلى الموقع الذي من المفترض أن تكون فيه محتاجةٌ إلى الكثير من النشاطات الشعبية ذات الطابع التعبوي والثوري والذي يحتاج إلى الوقت الطويل- أقلّه في المدى المنظور-، ولذا كان لا بدّ من البحث عن بديلٍ أو بدائل أخرى لواجب الجهاد المقدس إلى أن يحين الظرف المناسب الذي تتمكّن فيه الشعوب العربية والإسلامية من إيصال أنظمتها إلى الحالة التي تتمنّاها الشعوب وهي الإعلان الجماعي للعالم العربي الحرب على إسرائيل ويسانده في ذلك العالم الإسلامي الأوسع والأشمل.
أمّا البديل أو البدائل عن الجهاد في الظرف الراهن فنترك الحديث عنه إلى المقالة القادمة إن شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين