المجموعة: مقالات مختلفة
نشر بتاريخ 15 شباط/فبراير 2014
اسرة التحرير
الزيارات: 1643
كثيرةٌ هي الثورات التي مرّت عبر التاريخ الطويل للإنسانية ولم يبق منها إلاّ الذكرى المحفوظة في بطون الكتب أو القصص التي تحكى ولا تملك شيئاً من عناصر التأثير والبقاء والإستمرار لأزيد من الوقت أو الظرف الذي حدثت فيه، بينما كربلاء الحسين (عليه السلام) ما تزال حية وفاعلة ومؤثرة في المسار العام للمسلمين كأمّة، وتلعب دوراً تثويرياً وتنويرياً وتغييرياً، وليس حفظ التفاصيل حتّى الصغيرة منها إلاّ دليلاً واضحاً على قوّة وشدّة هذا التأثير، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يتعدّاه لتمتزج تلك الثورة مع الشعور والإحساس الذي يدفع بالإنسان إلى البكاء وذرف الدموع تأثّراً بالصور المفجعة والمشاهد التصويرية المأساوية التي يصوّرها قرّاء العزاء أثناء سردهم لمجريات تلك الثورة الرائدة.
ثورةٌ حدثت منذ ما يزيد عن ألف وثلاثماية وخمسين عاماً ومع هذا لم تَغِبْ يوماً عن حياة المسلمين، فها هو الحسين (عليه السلام) مذكورٌ على كلّ شفةٍ ولسان على أنّه المجاهد الذي ضحّى بكلّ ما يملك حتّى قدّم أرواح أبنائه وفلذات أكباده قرابين في سبيل دين الله ورسالته، وأجابه أصحابه المخلصون الذين لم يرتضوا لأنفسهم العيش بعده، ولبّوا نداء الواجب الإلهي فجاهدوا حتّى قضوا شهداء على خطى سيّدهم وإمامهم الذي كانوا يطمئنّون إلى أنّه لن يتركهم شهداء من دون أن يكون معهم شهيداً مسفوك الدم في سبيل إعلاء كلمة الله عزّ وجلّ.
اِقرأ المزيد: الثورة المتجدّدة