الزواج، مؤسسة إنسانية
قال الله تعالى في محكم كتابه :{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مود ّةً ورحمة}. تتحدث الآية الكريمة عن الزواج الذي يشكّل المبدأ الأساس لبناء الأسرة وللتكاثر ولاستمرار النسل البشري، وقبل كلّ ذلك لإشباع الحاجات الجنسية الغريزية عند الطرفين عن طريقٍ مباح وحلال يحقّق الغايات المذكورة ولا ينحرف عن المسار الصحيح.
والزواج هو من أقرب الوسائل والسبل إلى تحقيق الأهداف المرجوّة منه، ولهذا تعاملت معه الشعوب بشكلٍ عام على أنّه الطريق الأمثل الذي يضمن للمرء الوصول إلى احتياجاته بنحوٍ مستقر إجمالاً، وقد لوحظ في الزواج عدد من الأمور الناتجة عنه والمرتبطة به كحقوق الزوجين تجاه بعضهما البعض وتجاه الأولاد وغير ذلك. لهذا يعتبر الإسلام أنّ الزواج هو عقدٌ شرعي بصيغة خاصة تُشرّع العلاقات بين الرجل والمرأة على أسسٍ واضحة وينتج عن هذا العقد مجموعة من الإلتزامات المتبادلة بين الطرفين.حرمة القتل
قال الله تعالى في محكم كتابه: {ولا تقتلوا أولادكم من إملاقٍ نحن نرزقكم وإياهم... ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق}. يتعرّض المقطع الأول من هذه الآية لبيان حرمة قتل الأولاد عندما لا يجد ربّ العائلة القوت الكافي لإشباعهم أو الحاجات الضرورية لإعالتهم، وقد ورد أنّ هذا التصرّف كان معمولاً به عند العرب، حيث عندما يصبح الأب مفلساً فإنّه يقتل أولاده خوفاً من أن يراهم أذلاّء من ألم الجوع والفقر والحرمان، ولما فيه من المهانة على وضعه في المجتمع.
ويتعرض المقطع الثاني لحرمة القتل للنفس التي حرّم الله قتلها إلاّ إذا كان هناك مسوّغ شرعي يبرّر ذلك الفعل الشنيع، وهذا المقطع الثاني لا شكّ بأنّه يشمل الإنسان في كلّ مراحل حياته وأطوار وجوده، بدءاً من انعقاده كنطفةٍ في الرحم وهي مبدأ النشوء والتكوين وصولاً إلى لحظة خروجه من هذه الدنيا، فإنّ حكم القتل وهو الحرمة ثابتٌ لا يتغيّر ولا يتبدّل إلاّ في حالاتٍ محدودة في النظام الإسلامي العام.تحريم الفواحش
قال الله تعالى في محكم كتابه :{ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن...} 151/الأنعام. ممّا لا شكّ فيه أنّ تحريم أيّ شيء في الإسلام ينتج عن وجود مفاسد حقيقية تصيب حياة كلٍّ من الفرد أو المجتمع بأضرارٍ قد تكون مُهلكة في الكثير من الأحيان، ومن هنا يكون التحريم وسيلةً أساسية لمنع حصول ما يؤدّي إلى اختلال الأمور في بنية المجتمع المسلم خصوصاً والإنساني عموماً.
والآية الكريمة تتعرّض لبيان النهي الإلهي المتعلّق بالفواحش، جمع "فاحشة" وهي "الأمر الشنيع المستقبح" كالزنا واللواط وقذف المحصنات وغير ذلك من الجرائم الأخلاقية المتنوّعة، ويشمل هذا النهي التحريمي كلّ أشكال هذه الفواحش السرية منها والعلنية على حدٍّ سواء.