الجمعة, 22 11 2024

آخر تحديث: الجمعة, 01 آذار 2024 3pm

مواقف الإيمان

المجموعة: مقالات سيرة نشر بتاريخ 15 شباط/فبراير 2014 اسرة التحرير
الزيارات: 3156
sample imgage

تزخر معركة الأحزاب والمشهورة باسم "وقعة الخندق" بعدّة دلالات، إلاّ أنّ أهمها على الإطلاق هي "المبارزة المشهورة" بين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وعمر بن ودّ العامري، حيث ورد أنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال بعد أن برز الإمام(عليه السلام) لذلك البطل الصنديد :"برز الإيمان كلّه للشرك كلّه"، وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أن قتل الأمير(عليه السلام) ذلك الفارس المشهود له بالبطولة والبأس: "ضربة علي تعدل عمل الثقلين".

اِقرأ المزيد: مواقف الإيمان

وقفة مع آية المباهلة

المجموعة: مقالات سيرة نشر بتاريخ 15 شباط/فبراير 2014 اسرة التحرير
الزيارات: 4143
sample imgage

قال الله تعالى: {إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثمّ قال له كن فيكون، الحقّ من ربّك فلا تكن من الممترين، فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعو أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين}، (59-61-آل عمران).

هذه الآية المباركة هي المعروفة عند المسلمين بآية "المباهلة" التي تشير إلى الحادثة التاريخية المعروفة التي جرت زمن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عندما جاءه وفد من "نصارى نجران" يضمّ كبار أحبارهم ورهبانهم ليستطلعوا من النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) عن حقيقة الدعوة التي يدعو إليها بعدما تمكّنت بجهاد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن معه من المهاجرين والأنصار من تأسيس نواة الدولة الإسلامية في مجتمع المدينة، وبعد المعارك التي انتصر فيها المسلمون فزادتهم قوّةً وبأساً، وبعد التوسّع في حركة انتشار العقيدة الجديدة على مستوى الجزيرة العربية وأطرافها.

والذي نريد أن نؤكّده من خلال قصة المباهلة هذه "أنّ الإسلام هو الدين الذي يدعو إلى توحيد الإنسانية جمعاء لتعيش العبودية لله عزّ وجلّ" ولهذا تضمّنت "آية المباهلة" الدعوة إلى التحدّي المباشر بين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن صحبهم في مواجهة الرهبان والأحبار من "وفد نجران" لإثبات صحة الرسالة الإسلاميه من جهة، ولإثبات شمول دعوتها لكلّ أهل الأديان السابقة على الإسلام، وأنّه يشكّل الإستمرار الإلهي لخطّ الرسالات لأنّه الرسالة الخاتمة التي تضمّنتها وزادت عنها بما يحقّق للإنسان كلّه الضمانة الأكيدة للحياة ذات الأبعاد الإلهية والعيش بسلامٍ وأمان بدلاً من الإنقسامات المتنوّعة التي أدّت إلى الإختلاف الكبير بين الشعوب والأمم والأديان.

وانطلاقاً من أنّ أهل الأديان السماوية من غير المسلمين الذين هم أقرب الناس إلى الدين الإسلامي، توجّه الله بالخطاب إلى المسلمين لكي يحاولوا التقرّب منهم نظراً للقاسم المشترك الأساس الذي يجمعهم وهو "الإعتقاد بالله" ليكون هذا الأمر الذي هو محلّ الوفاق مبدأً للحوار والنقاش للوصول إلى الإعتقاد الصحيح بالله سبحانه وإبعاد كلّ الشبهات الطارئة عند غير المسلمين عنه عزّ وجلّ، وقد نطق القرآن بذلك في الآية الكريمة: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئا ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون}.

من هنا اعتبر الله سبحانه أنّ البداية لتوحيد المجتمع الإنساني كلّه ليكون إلهياً يبدأ من توحيد أهل الأديان السماوية الذين يوجد بينهم القاسم الأساس الذي يعتقدون به جميعاً.

إلاّ أنّ المؤسف حقّاً والمؤلم أنّ تلك الدعوة الإلهية لم تلق التجاوب المطلوب من أصحاب الرسالات السماوية الأخرى، ممّا أدّى بالتالي إلى أن يقف أصحاب كلّ عقيدة منها عند حدودهم الخاصة بهم ولم يقبلوا بالحوار الذي كان يمكن أن يصهرهم جميعاً، فبقي المسيحي عند مسيحيّته واليهودي عند يهوديّته محصوراً داخلها وفي إطارها.

ولهذا نقول بأنّ أصحاب الشأن في الديانات غير الإسلامية هم المعنيّون مباشرة والمسؤولون قبل غيرهم عن الإستجابة لذلك النداء الإلهي الذي ليس له وقتٌ خاص، بل هو نداءٌ مستمر طالما الحياة مستمرّة، والذي يدعونا إلى تحميل رجال الدين من غير المسلمين المسؤولية عن عملية بدء الحوار هو ما ينطق به القرآن الكريم بقوله :{إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أُمروا إلاّ ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانه عمّا يشركون}.

وما نعتقد أنّه من أسباب عدم الإستجابة لذلك النداء الإلهي هو تلك العصبية التي عاشها أهل كلّ دين تجاه ما يؤمن به هو فقط، وهذا ما يؤكّده القرآن أيضاً من خلال الآية الكريمة :{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة في ما كانوا فيه يختلفون}.

اِقرأ المزيد: وقفة مع آية المباهلة

معركة بدر حسمٌ للخيار وتثبيتٌ للوجود وعبرةٌ للمسلمين

المجموعة: مقالات سيرة نشر بتاريخ 15 شباط/فبراير 2014 اسرة التحرير
الزيارات: 4673
sample imgage

أدركت القوّة المستكبرة في مجتمع قريش خطر الإسلام ومجتمعه الوليد بقيادة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) على الأوضاع في الجزيرة العربية فيما لو سمحت الظروف للمسلمين أن يمارسوا أسلوب الدعوة والتبليغ للدين الجديد بحرية وراحة تامّتين مستفيدين في ذلك من الإستقرار النسبي الذي تحقّق عبر تكوين المجتمع الإسلامي الأول من مسلمي المدينة المنوّرة والمهاجرين المكيّين بقيادة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) وبرعايته وإشرافه، فكان لا بدّ لقريشٍ من أخذ المبادرة لقطع الطريق على ذلك المجتمع الوليد من التنامي والإتساع من جهة، ولإجهاض التجربة وتقويضها قبل أن يستفحل الخطر عبر اشتداد وساعد المسلمين وازدياد قوّتهم وقدرتهم من جهة أخرى.

اِقرأ المزيد: معركة بدر حسمٌ للخيار وتثبيتٌ للوجود وعبرةٌ للمسلمين