سبل السلام لسماحة الشيخ محمد توفيق المقداد

منذ متى صار حكم المُدافع عن وطنه وكرامته محلاً للإدانة حتى تُدين كلّ من أمريكا وفرنسا العمليّة الجهاديّة النوعيّة التي قام بها مجاهدو المقاومة الإسلامية فقتلت خمسةً من جنود الإحتلال الإسرائيلي وجرحت قسماً آخر، وكشفت العملية عن عقم الوسائل التي ينتهجها العدو الصهيوني لمنع المجاهدين من الوصول إلى حدّ الشريط بل إلى داخل الأرض المحتلّة في فلسطين.

من النافل القول إنّ الكيان الغاصب للقدس الشريف لن يرضخ لقرار مجلس الأمن القاضي بإعادة المُبعدين، لأنّه تعود منذ نشأته ككيان على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه أن لا ينفّذ شيئاً منها، وبديهي أيضاً أنّه لن يتنازل بسبب المواقف الجديّة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية بشأنهم أيضاً والتصريح بأنّهم موجودون في منطقة لا تمارس الدولة عليها أيّة سلطةٍ قانونية أو عسكرية لن يجدي نفعاً، وما جعل القضية تتعقّد أكثر وتزداد صعوبةً من حيث إيجاد الحلّ المناسب هو موقف دول الطوق التي اجتمع وزراء خارجيّتها في مصر وأصدروا بياناً خجولاً يطالبون فيه إسرائيل بإعادة أولئك المبعدين ويؤكّدون في المقابل على أنّهم لن يتخلّوا عن المشاركة في المفاوضات الثنائيّة للتوصّل إلى الحلّ المنشود ولا شكّ بأنّ للإبعاد أهدافاً كثيرة، نسجّل منها ما يلي:

في الوقت الذي تُمعن فيه إسرائيل بانتهاك قرارات الأمم المتّحدة ومجلس الأمن ولن يكون آخرها القرار 799 القاضي بإعادة المخرجين من أرضهم، وفي الوقت الذي يختلف فيه الزعماء على حصص الطوائف في التعيينات الإدارية. سجّل أبطال المقاومة الإسلامية نصراً جديداً على العدو الصهيوني وعملائه اللحديين بعملياتهم الجهادية الباسلة وتصدّيهم الشجاع لتقدّم العدو بالأمس وإرغامه على الإنسحاب وهو يجرّ أذيال الخيبة والندامة.