الإثنين, 25 11 2024

آخر تحديث: الجمعة, 01 آذار 2024 3pm

أهمية القرآن

sample imgage

قال الله تعالى في كتابه الكريم (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وقال أيضاً: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) وقال تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ).

نماذج كريمة من آيات القرآن الكريم تتحدث عن عظمة هذا الكتاب الذي أنزله الله على قلب خاتم الأنبياء محمد “صلى الله عليه وآله” , ليكون دستور حياة لهم ونوراً يهتدون به في ظلمات هذه الحياة الدنيا عندما يسيطر الكفر والنفاق والفسق والفجور على حياة المجتمعات الإنسانية .

 

فالقرآن هو المنقذ من الضلال, والهادي إلى الصراط المستقيم, وهو النبع الجاري الذي يرتوي منه العطّاش وهو أنيس القلوب ورفيق الدرب إلى تحصين التالين الذاكرين في جوف الليل الذين يتواصلون مع الله لنيل رضاه ورضوانه , ثم ليكونوا أهلاً لدخول الجنة الموعود بها المتقون المخلصون من العباد .

ولذا عندما نرجع إلى الروايات التي تتحدث عن أهمية القرآن نجد أنها لا تبقي للمسلم عذراً في تجاهل هذا الكتاب العظيم , ولا تعطيه الفرصة لكي يهمله ويغفل عن دوره في حياته , فهو الكتاب الذي يجب على المسلمين أن يمسكوا به بقوة ويعملوا بمضامين سُوره وآياته ليكونوا المتحررين من عبودية الدنيا وملذاتها , وليعيشوا من خلاله العبودية الحق لله تعالى.

فقد ورد عن نبي الرحمة والهدى”صلى الله عليه وآله” إن أردت عيش السعداء, وميتة الشهداء, والنجاة يوم الحشر, والأمن يوم الخوف, والنور يوم الضلالة, فادرس القرآن, فإنه ذكر الرحمن, وحرز من الشيطان, ورجحان في الميزان). وكذلك ما ورد عن أمير المؤمنين”عليه السلام” في مدح القرآن وتبيان عظمته ورفعة شأنه حيث يقول: (إعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش, والهادى الذي لا يضل, والمحدث الذي لا يكذب, وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان: "زيادة في هدى أو نقصان من عمى".

نقتصر على هذا المقدار من النصوص من القرآنية لتوضيح جلالة وقدر هذا الكتاب ولنقول بعد ذلك "إن المسلم كفرد وإن المسلمين كأمّة لا فلاح لهم ولا عزّة ولا كرامة ولا حرية ولا استقلال إلا بالتمسك بهذا الكتاب العظيم الذي إن جعلوه أمامهم قادهم إلى تحقيق كل ما قلناه وإن تركوه وراء ظهورهم ونبذوه بين ظهرانيهم فلا يلوموا إلا أنفسهم ). ولذا قال تعالى في ذلك الكتاب العظيم: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

من هنا ينبغي على المسلم أن لا يترك القرآن ويهجره, وإلا اشتكاه إلى الله يوم القيامة كما قال الله عن النبي محمد”صلى الله عليه وآله”: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً).

وتتجلي عظمة القرآن عندما نجد أن الله عز وجل قد تكفل بحفظه وصيانته من التحريف والتزوير كما حصل مع الكتب السماوية الأخرى التي تعرضت للزيادة والنقصان فضاع كلام الله فيها ما بين الكلام الذي تلاعب بها إرضاء للميول والرغبات عند الحكام والملوك الظالمين, وقد قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون), ولا شك أن الكلام الإلهي يدل على مقدار الاهتمام من الله مباشرة بهذا الكتاب العظيم.

من كل ذلك نقول إن القرآن الكريم هو الباني للشخصية الإسلامية والمميز لها عن غيرها فاذا تخلى المسلم عنها صار بلا شخصية وبلا هوية وبلا عنوان يحدد له وظيفته ويوضح له الطريق في هذه الحياة الدنيا ويصبح كمن يدور في متاهة لا يدري كيف يخرج منها بينما لو تمسك به فسيعرف لماذا يعيش وكيف يعيش ولماذا يموت وكيف ينبغي له الموت.

والحمد لله رب العالمين