جواب عن مسألة اجتماعية لإذاعة النور
- المجموعة: مقالات اجتماعية
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1143
لعلنا لا نغالي في القول بأن العصر الذي نعيش فيه ليس بالعصر العادي التقليدي بالنسبة لنا نحن شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، والسر في ذلك أننا صرنا وحدنا تقريباً الوارثين لخط الأنبياء (عليهم السلام)، ويقع علينا من خلال قناعاتنا العقائدية المبتنية على الإيمان بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) الغائب المنتظر مسؤولية المواجهة لكل الخط الاستكباري المتمثل في زماننا هذا بأمريكا وإسرائيل وأذنابهما من الأنظمة العميلة الخادمة لمصالح القوى العالمية والحامية لها في مواجهة شعوبنا العربية والإسلامية. إن هذه الموقعية القائدة التي وصلنا إليها في هذا الزمن لم تأتنا هبة أو منة من أحد، وإنما كانت ثمرة مسار جهادي طويل دفعنا فيه الكثير من دماء
المجاهدين الذين سقطوا شهداء، مضافاً إلى الجرحى والمعوقين والأسرى والمفقودين من أبناء المقاومة الإسلامية ومن أبناء شعبنا المجاهد الأبي المعطاء. وهذا يعني أن علينا حتى نبقى في قيادة الركب الثائر دفاعاً عن الدين والمعتقد والأرض والكرامة والعزة والشرف أن نتحمل مسؤولياتنا جميعاً، كل من خلال موقعه في الحياة الدنيا، صغيراً كان ذلك الموقع أو كبيراً، فالكل له دوره في الوصول إلى ما وصلنا إليه، وإن كان دور البعض هو دور ريادي لأنه تحمل المسؤولية قبل غيره بسبب إدراكه للأخطار التي كانت تحيط بواقعنا المرير أصلاً الذي كنا نعيش فيه، وكان يراد لنا أن نبقى ضمنه. ولا شك أن الإنسان عندما يعيش مثل هذا الصراع ويتواجد ضمن منطقة يشملها، فلا بد أن يوطّن نفسه ليكون جزءاً من حركة الصراع تلك فيما له أو عليه، خصوصاً في مواجهة عدو الإنسانية جمعاء والمحتل لأرضنا في فلسطين ولجزء من أرضنا في الجنوب والبقاع الغربي، ويمارس اعتداءاته اليومية ضد أهلنا في مدننا وقرانا الطيبة ليدمر البيوت ويقتل النساء والأطفال والشيوخ، ويتمتع بحماية أكبر قوة استكبارية عرفها تاريخ البشر وهي الشيطان الأكبر ( أمريكا ) في المجال السياسي، ويتزود منها بأحدث الأسلحة والتقنيات ليكون قادراً على تركيعنا وتطويعنا وبالتالي لنهب خيراتنا وثرواتنا. ومعنى توطين النفس في هذا المجال أن نكون قادرين على تحمل الآثار السلبية لهذا الصراع وأحياناً كما نفرح عندما تكون آثار الصراع إيجابية عندما نوقع الخسائر في أرواح جنود العدو وآلياته وتحصيناته، خصوصاً أننا أتباع عقيدة إلهية تعتبر القتل في سبيل الدفاع عن الدين والعرض والأرض هو أشرف الموت وأعزه عند الله سبحانه وتعالى كما قال رب العزة في القرآن الكريم.