شهر رمضان
- المجموعة: مقالات فقهية
- تاريخ النشر
- اسرة التحرير
- الزيارات: 4818
فيا أيها المسكين بادر لاستقباله، كيف وأنت مدعو لضيافة الله، فانتبه منه لنفسك وتبصَّر كيف تقضي فيه ليلك ونهارك، وكيف تصون جوارحك وأعضاءك، وإياك أن تكون في ليلك من النائمين وفي نهارك من الغافلين.
فهلا يا أخي اجتهدت في الاستعداد له بقدر ما يليق به، لتكون من الفائزين أو تفوته بغفلتك فتكون من الخاسرين. فاعلم يقيناً أنك إن غفلت عن هذه الكرامة وضيّعتها بإهمالك ابتليت بحسرة يوم الحسرة التي تصغر عندها نار الجحيم والعذاب الأليم فتنادي ذلك اليوم مع الخاسرين النادمين:
{واحسرتاه على ما فرضت في جنب الله وإن كنت لمن الخاسرين}.
فلا ينفعك عندها الندم وقد أغلقت أبواب التوبة والعلاج وظهرت آثار العمل والنتاج فعاتِب نفسك في التضييع والإهمال قبل أن تعاتب، وخاطبها في مثل هذا التهوين بكرامة الله قبل أن تخاطب، وحاسِبها فيما ضيعته من رأس مالك الذي لو بقي لنفعك نفع أرباح التجارات في يوم الضر والحاجات قبل أن تحاسَب، فيُحكَم لك بالذل والهوان بدل العز والسلطان.
فَعُدْ فيه إلى نفسك، وانظرْ بأم عينك إلى أي مائدة قد دعيت إليها، كيف بك يا أخي وقد دعاك إلى هذه الضيافة رب الأرباب، وقد أرسل إلى دعوتك الملائكة المكرمين، والأنبياء والمرسلين، وسيد الخلائق أجمعين، وأكد ذلك بخلفائه المعصومين (عليهم السلام)، ووعدك على إخلاصك من النعيم المقيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فارفع يديك يا أخي وادعُ مع الداعين: "إلهي إن ذنوبي قد سودت وجهي عندك، فبوجوه آل محمد (عليهم السلام) أتوجه إليك في قبولي وإجارتي، اللهم إن شهر رمضان دار ضيافتك وأنت كرهت للمضيف أن يمنع ضيفه القرى، فإنك إن منعتني قراك بت طاوياً في حماك ووصلت إلى الهلاك، فوفقني للعمل فيه بما تحب وترضى". (المراقبات – بتصرف)
- أهم أعمال شهر رمضان المبارك.
- عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لجابر بن عبد الله: يا جابر، هذا شهر رمضان، من صام نهاره وقام وِرْداً من ليله، وعفّ بطنه عن الحرام وفرجه وكفَّ لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر، فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): وما أشد هذه الشروط".
- عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء فأما الدعاء فيدفع به عنكم البلاء، وأما الاستغفار فتُمحَى به ذنوبكم".
والأعمال على قسمين: عامة وخاصة.
أ – الأعمال العامة، وهي أربعة:
- ما يدعى به بعد الفريضة، فعن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: "من دعا بهذا الدعاء في رمضان بعد كل فريضة غفر الله له ذنوبه إلى يوم القيامة" وهو: (اللهم أدخل على أهل القبور السرور...) (مفاتيح الجنان/ط دار الأضواء/ص299).
- عمل الليالي:
1 – الدعاء عند الإفطار بالدعوات المأثورة، حيث إن لله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار سبعين ألف ألف عتيق من النار، ومنها: (اللهم لك صمتُ وعلى رزقك أفطرتُ وعليك توكلتُ).
وروي أن علياً (عليه السلام) إذا أراد أن يفطر يقول: "بسم الله، اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم".
2 – إفطار الصائمين، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إن أيما مؤمن أطعم مؤمناً لقمة في شهر رمضان كتب الله له أجر من أعتق ثلاثين رقبة مؤمنة وكان له عند الله دعوة مستجابة".
3 – دعاء الافتتاح: حيث كان يدعو به محمد بن عثمان العمري أحد سفراء المهدي (عج) وهو مروي عن الإمام المهدي (عج).
4 – صلاة ركعتين، بالحمد مرة والتوحيد ثلاثاً، فإذا سلمت تقول: "سبحان من هو حفيظ لا يغفل، سبحان من هو رحيم لا يعجل، سبحان من هو قائم لا يسهو، سبحان من هو دائم لا يلهو. (مفاتيح الجنان/ط دار الأضواء 237).
- عمل الأسحار:
1 – التسحر، ولو بشربة ماء، ففي الحديث "إن الله وملائكته يصلون على المستغفرين والمتسحرين بالأسحار".
2 – قراءة سورة القدر: ففي الحديث: "ما من مؤمن صام فقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر عند سحوره وعند إفطاره إلا كان فيما بينهما كالمتشخط بدمه في سبيل الله".
3 – أدعية السحر المأثورة كدعاء ابن إدريس، ودعاء البهاء، ودعاء يا عدتي في كربتي وخصوصاً دعاء أبي حمزة الثمالي، فقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يصلي عامة الليل في شهر رمضان فإذا كان في السحر دعا بدعاء أبي حمزة.
4 – صلاة الليل: وفيها من الأجر العظيم والثواب الجزيل.
- عمل الأيام:
1 – الدعاء، وهي كثيرة (راجع المصدر السابق/أدعية أيام شهر رمضان).
2 – قراءة القرآن، ففي الحديث: "إن لكل شيء ربيعاً وربيع القرآن هو شهر رمضان" وروي أن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يختمون القرآن في هذا الشهر أربعين ختمة.
واعلم أن ثواب الختمات تتضاعف إن أهديتها لأرواح الأئمة (عليهم السلام) والشهداء، حيث يظهر من بعض الروايات أن أجر مهديها أن يكون معهم يوم القيامة.
3 – الصلاة على محمد وآله، حيث تستحب في كل يوم قراءتها مئة مرة، وأيضاً الصلاة التي تبدأ بـ"إن الله وملائكته يصلون على النبي... (المصدر السابق).
4 – الاستغفار، فإن الشقي من حُرِمَ غفرانُ الله في هذا الشهر، وكما قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) "فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له؟".
5 – الذكر، حيث يستحب الإكثار من قول (لا إله إلا الله)، وأيضاً ذكر مئة مرة بهذه الكلمات – سبحان الضار النافع، سبحان القاضي بالحق، سبحان العلي الأعلى، سبحانه وبحمده، سبحانه وتعالى -.
ب: الأعمال الخاصة:
- الليلة الأولى:
1 – الغسل، ففي الحديث: "إن من اغتسل أول ليلة منه لم يصبه الحكة إلى شهر رمضان القابل".
2 – الاستهلال، والدعاء حين رؤية الهلال بالدعاء الثالث والأربعين من الصحيفة.
3 – زيارة الحسين (عليه السلام).
4 – دعاء الجوشن، إضافة إلى الأدعية الخاصة الموجودة في مظانها.
- اليوم الأول:
1 – الغسل.
2 – الدعاء بـ"أللهم إني أسألك باسمك الذي دان له كل شيء.....".
- الليالي البيض:
وهي ليالي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، حيث يستحب فيها:
1 – الغسل، 2 – زيارة الحسين (عليه السلام)، 3 – دعاء المجير.
- أعمال ليالي القدر العامة:
1 – الغسل، والأفضل أن يكون عند الغروب.
2 – صلاة ركعتين بالحمد مرة والتوحيد سبعاً، تقول بعد التسليم: أستغفر الله وأتوب إليه (70 مرة)، وتصلي على محمد وآل محمد (7 مرات)، فقد ورد أن من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه.
3 – نشر المصحف. (راجع مفاتيح الجنان).
4 – زيارة الحسين (عليه السلام)، ففي الحديث أنه إذا كان ليلة القدر نادى مناد في السماء السابعة من بطنان العرش أن الله قد غفر لمن زار قبر الحسين (عليه السلام).
5 – إحياؤها بالصلاة والعبادة، ففي الحديث: "من أحيا ليلة القدر غفرت ذنوبه ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء، ومثاقيل الجبال، ومكاييل البحار".
6 – دعاء الجوشن الكبير.
7 – أدعية مخصوصة (مفاتيح الجنان/أدعية ليالي القدر).
- الليلة التاسعة عشرة:
1 – مئة مرة (أستغفر الله وأتوب إليه).
2 – مئة مرة (أللهم العن قتلة أمير المؤمنين).
- الليلة الواحدة والعشرون:
وفضلها أعظم من سابقتها، فتؤدَّى فيها الأعمال العامة لليالي القدر، إضافة للأدعية الخاصة بهذه الليلة.
- الليلة الثالثة والعشرون: وهي أهمها وأعمالها زيادة على ما تقدم:
1 – قراءة سورتي العنكبوت والروم، وقد حلف الصادق (عليه السلام) أن من قرأ هاتين السورتين في هذه الليلة كان من أهل الجنة.
2 – قراءة سورة حم الدخان، وسورة القدر ألف مرة.
3 – أدعية مخصوصة بهذه الليلة (مفاتيح الجنان/أعمال ليلة الثالث والعشرين).
- الليلة الأخيرة:
1 – الغسل، 2 – زيارة الحسين (عليه السلام)، 3 – الاستغفار (مئة مرة).
وهناك بعض الأدعية والصلوات.
هذه أهم أعمال أيام وليالي شهر رمضان المبارك:
- أهم مناسبات شهر رمضان الكريم:
- 10 رمضان وفاة السيدة خديجة الكبرى
- 15 رمضان ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).
- 17 رمضان ذكرى معركة بدر الكبرى.
- 19 رمضان ذكرى ضرب الإمام علي (عليه السلام)، وليلة القدر الأولى.
- 21 رمضان استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) وليلة القدر الثانية.
- 21 رمضان فتح مكة 23 رمضان ليلة القدر الثالثة.
- 1 شباط/2 رمضان عودة الإمام الخميني "قده" إلى إيران.
- 4 شباط/5 رمضان الإمام يصدر فتوى بقتل المرتد سلمان رشدي.
- 11 شباط/12 رمضان الذكرى السنوية لانتصار الثورة الإسلامية.
- 16 شباط/17 رمضان استشهاد شيخ الشهداء راغب حرب.
استشهاد سيد شهداء المقاومة الإسلامية بداية أسبوع المقاومة الإسلامية.
- 24 شباط/25 رمضان يوم القدس العالمي.
- السيدة خديجة الكبرى:
- أبوها خويلد بن أسد، وأمها فاطمة بنت زائدة، وُلِدت السيدة الجليلة سنة 68 قبل الهجرة.
- تزوجت السيدة خديجة (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعمره (25 عاماً) وعمرها (40 عاماً) وكانت هذه الطاهرة عند زواجها من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) عذراء، وذلك خلافاً لكثير من المؤرخين الذين اشتبه عليهم الحال بينها وبين أختها هالة. وإكراماً وتعظيماً لها لم يتزوج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) غيرها في حياتها.
- جهادها: فهي أول امرأة لبَّت دعوة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)، واستجابت لنداء الله ووقفت بجانب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بكل ما تملك من حول وقوة حيث كانت أكثر قريش مالاً وغنى، فأتبعت خديجة إسلامها بتقديم ثرواتها الطائلة في سبيل الإسلام وتحت تصرف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) ينفق منها على المحتاجين، وعلى الشؤون الأخرى حتى نفد مالها كله خاصة خلال حصار قريش لبني هاشم في شعب أبي طالب (عليه السلام).
- ومما تسالم عليه الجميع: أن أعظم مقومات هذا الدين الدفاعية: نصرة أبي طالب، ومال خديجة وسيف علي (عليه السلام). فبهذه العوامل استطاع الإسلام أن يقف أمام التيارات المعادية.
- توفيت في (10 رمضان) بعد البعثة، ودفنها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بنفسه في الحجون، وسمي يوم وفاتها (عام الحزن) وعمرها الشريف 65 عاماً.
* الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) (3 هـ - 50 هـ):
- الإمام الحسن بن علي (عليه السلام) هو سبط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) وسيد شباب أهل الجنة، وهو من أصحاب الطهر ومن أهل القربى ومن أهل البيت الذين شبههم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بسفينة نوح.
- الولادة والنشأة: ولد الإمام الحسن (عليه السلام) في المدينة المنورة ليلة النصف من شهر رمضان المبارك في السنة الثالثة للهجرة. بقي مع جده (صلى الله عليه وآله وسلّم) سبع سنين، وفي عهد الخليفة الأول كان ما زال صبياً، وأشرف على الشباب في خلافة عمر وفي عهد عثمان لازم الإمام أباه، وفي خلافة أبيه (عليه السلام) وقد تكاملت رجولته وشارك مع أبيه (عليه السلام) في كل الحروب التي خاضها.
- تسلم الإمام (عليه السلام) الخلافة أواخر عام (40 هـ) وقد بايعه الناس من مختلف الأمصار إلا معاوية وأتباعه حيث بدأ يعمل بالمكر والخديعة لإفساد أمر الإمام (عليه السلام). لكن الإمام (عليه السلام) مضى على نهج أبيه (عليه السلام ) وسيرة جده (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأفضل ما يمكن. ولعلم الإمام (عليه السلام) بحقيقة معاوية أبى أن يعلن الحرب إلا بعد أن ألقى الحجة عليه، فعندها تجهز الإمام (عليه السلام) لحربه.
- ظروف المعركة التي أدت إلى الصلح: كان جيش الإمام (عليه السلام) مثقلاً من جراء ثلاثة حروب عصيبة حينما لم يعانِ جيش معاوية إلا من حرب واحدة. التماسك الظاهري لجيش الإمام (عليه السلام ) بدأ يتفكك بتأثير الإعلام الأموي بعد استشهاد الإمام علي (عليه السلام). وسياسة الإمام الحسن (عليه السلام) هي سياسة أبيه (عليه السلام) في الإنفاق وهو لا يدفع النفوس الضعيفة للقتال، بينما جيش معاوية كان يشتريها بالمال... فعند جده المعركة بينهما تفرق أكثر قادة جيش الإمام (عليه السلام) متأثرين بإغراءات معاوية بحيث لم يبق مع الإمام (عليه السلام) إلا الصفوة من القادة والجند، فرأى أن المضي في الحرب ورَفْض التحكيم يؤدي إلى هلاك الصفوة وانتصار معاوية، فاضطر لقبول التحكيم متجرعاً الغصص.
- استشهد (عليه السلام) بتأثير السم الذي دسته إليه زوجته جعدة بنت الأشعث في السابع من صفر أو في (25 ربيع أول) سنة 50هـ. وكان قد أوصى أن يُدفن بجنب جده (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلا أنه مُنع من قِبَل بني أمية فاضطر أهل البيت (عليهم السلام) أن يدفنوه في البقيع.
- معركة بدر الكبرى (17 رمضان سنة 2هـ).
- في شهر رمضان سنة (2هـ) تواردت الأنباء عن قدوم قافلة لقريش بقيادة أبي سفيان فأسرع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بجيش صغير قوامه (313 رجلاً) وبعدة قليلة، فتسربت الأخبار لأبي سفيان فغيَّر مسارها إلى طريق آخر، ليبعدها عن الخطر وطلب النجدة من قريش فبادرت قريش لحماية قافلتها بجيش يفوق عدد المسلمين بثلاثة أضعاف. وهكذا أصبحت المسألة بالنسبة للمسلمين ليست مسألة قافلة، وإنما هي مواجهة قريش. فاستشار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) أصحابه ليضعهم أمام المسؤولية الشرعية فأجابوه على المواجهة حيث تكلم سعد بن معاذ بلسان الأنصار (والله لو أمرتنا أن نخوض البحر لخضناه معك). عندها سار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بجيشه المتواضع إلى بدر وهناك التقى الجيشان، فاستغاث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) والمسلمون بربهم، فنصرهم الله تعالى بعدد من السماء.. (إذ تستغيثون ربكم، فاستجاب لكم أني معدكم بألف من الملائكة مردفين).
فخسرت قريش أيما خسارة حيث شهدت ساحة المعركة رؤوس أساطين الشرك تتناثر تحت سنابك الخيل تاركة وراءها العار مرتسماً على ألوان الجاهلية عبر التاريخ.
- فوائد نستفيدها من معركة بدر:
1 – الثقة المطلقة بالقيادة الصادقة والمخلصة حيث تجلت بأبرز مظاهرها في موقف سعد بن معاذ.
2- أن رصد تحركات العدو واجب للحصول على معلومات تضمن الإيقاع والانتصار عليهم.
3- أن المشورة في الحرب ضرورية للوصول إلى أفضل الخطط ضماناً للنصر كما فعل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم).
4- أن النصر من عند الله تبارك وتعالى.
* ضرب علي (عليه السلام) واستشهاده (19-21 رمضان سنة 40 هـ):
في ساعة من أحرج الساعات التي يمرّ بها الإسلام، امتدت يد الأثيم المرادي إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فضربه بسيفه وهو في سجود الفجر، وفي مسجد الكوفة في صبيحة (19 رمضان عام 40 هـ) اغتيل الإمام (عليه السلام) وهو بين يدي الله في صلاة خاشعة، وفي أشرف الأيام إذ كان يؤدي صوم شهر رمضان، فطوبى لعلي وحسن مآب.
- استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) جريمة لم تستهدف رجلاً، إنما استهدفت القيادة المخلصة الراشدة واستهدفت اغتيال رسالة وتاريخ وحضارة وأمة تمثلت في شخصية أمير المؤمنين (عليه السلام). وبهذا خسرت الأمة أروع فرصة وأطهرها في حياتها بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم).
- بقي الإمام (عليه السلام) يعاني من علته ثلاثة أيام، لكنه لهج بذكر الله، والثناء عليه والرضا بقضائه، قائلاً- فزت ورب الكعبة.
- في (21 رمضان عام 40 هـ) انتهت حياة هذا الرجل العظيم، وبموته فقدت الأمة: بطولة غدت أنشودة الزمان، وشجاعة ما حلم التاريخ بمثلها، وحكمة لا يعلم بعدها إلا الله، وطهراً ما اكتسى به غير الأنبياء، وزهداً في الدنيا ما بلغه إلا المقربون.
فسلام على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يوم ولد ويوم قضى شهيداً في محرابه ويوم يبعث حياً.
دفن في النجف الأشرف بوادي الغري.
- ليالي القدر (19-21-23 رمضان):
وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر.
من الفضائل والكرامات التي تفضل الله بها على المسلمين أن جعل ليلة أو ليالي مباركة تتهيأ فيها الملائكة لتحيط بالمؤمنين ويثنوا على الله تبارك وتعالى.
تلك الليلة هي ليلة القدر، التي كان فضلها العظيم أن الله تعالى ينزل فيها الخير والبركة، وفيها تم نزول القرآن، وفيها تقسم أرزاق العباد، فلا ينبغي للسالك إلى الله أن يترك العمل فيها فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):(إن العمل الصالح في ليلة القدر خير من العمل الصالح في ألف شهر ليس فيه ليلة القدر).
وقع الاختلاف في تحديدها ولعل عدم تحديدها بليلة واحدة تعظيماً لأمرها لئلا يستهان فيها بإرتكاب المعاصي ويكون الذنب عظيماً يحرم الإنسان من الخروج من النار، وفي كل الأحوال فهي سر من أسرار الله سبحانه فيه رحمة للعباد، فعن الصادق (عليه السلام) : (في ليلة تسعة عشر التقدير وتقسيم الأرزاق، وفي ليلة إحدى وعشرين القضاء "يفرق كل أمر حكيم" وفي ليلة ثلاث وعشرين الإمضاء: إبرام من يكون في السنة إلى مثلها).
- فتح مكة (21 رمضان عام 8هـ).
بعد انتهاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) من معاركه مع اليهود خصوصاً يهود خيبر، إتخذ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) زمام المبادرة، ومد إلى تثبيت دعائم الإسلام في الجزيرة كلها، وذلك عندما أعاد فتح المعركة مع قريش الخصم الوحيد المتبقي، فقد أخل المشركون بهدنة الحديبية إثر نقضهم لها بعد محاولتهم ضرب حلفاء المسلمين من بني خزاعة، فوضع النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) الخطة لفتح مكة، ودخلها المسلمون بـ (10 آلاف رجل) وبادروا لتكسير الأصنام في الكعبة ومكة وكان لأمير المؤمنين (عليه السلام) الحظ الوفير من ذلك، ولم ترق في هذا الفتح نقطة دم واحدة، وكان من آثار هذا التسامح العظيم أن أقبل المكيون على دين الله أفواجاً، وبذلك سقط أقوى حصون المشركين وأكثرها تحجراً في وجه الإسلام العظيم.
(إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً) صدق الله العلي العظيم.
* عودة الإمام الخميني إلى إيران وذكرى انتصار الثورة (1-11 شباط/ 12 رمضان):
- بعد هروب الشاه إثر الانتفاضات الثائرة عزم الإمام الخميني (قده) على العودة إلى الوطن الذي طالما سعى لأن يشارك الأمة في جهادها وأن يبذل نفسه في سبيل الإسلام.
غادر الإمام فرنسا إلى طهران (1 شباط 1979 م) مطمئناً كامل الاطمئنان في طائرته حيث غفت عيونه التي سهرت طويلاً، لكن قلبه مفتحاً يشاهد الثورة على أبواب العزة.
حطت الطائرة بسلام في مطار مهرباد فاستقبلته الملايين ( 7 إلى 10 ملايين إنسان) التي جاءت للقاء القائد الفذ.
توجه الإمام (قده) مباشرة إلى مقبرة الشهداء حيث ترقد آلاف الأرواح الطاهرة، ثم توجه إلى مدرسة علوي في بهارستان.
وفي الأيام العشرة التي سبقت الانتصار كانت حكومة بختيار تتهاوى أمام الشعب ونزل أفراد الجيش إلى الشارع متنازلين عن أسلحتهم وإمكاناتهم للجماهير الغاضبة التي كانت تردد (لا شرقية ولا غربية جمهورية إسلامية) وكان يوم 11 شباط 1979 م. يوم الضياء والنور للشعب الإيراني المسلم ولقيادته الحكيمة حيث سميت تلك الأيام العشرة بعشرة الفجر وأصبحت أيام احتفالات تاريخية في كل عام.
وبانتصار الثورة في إيران اهتزت عروش المستكبرين والمستعمرين، وقد سعوا للقضاء على هذا الانتصار إلا أن الله بالمرصاد ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) صدق الله العلي العظيم.
- ذكرى فتوى الإمام الخميني بقتل المرتد سلمان رشدي (4 شباط/5 رمضان):
- أصدر الإمام الخميني (قده) في 4 شباط 1989م) بقتل المرتد سلمان رشدي صاحب كتاب (الآيات الشيطانية) الذي هاجم فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) والأنبياء والأولياء بصفات لا أخلاقية حيث قال الإمام (قده):(أعلن للمسلمين الغيارى في كافة أنحاء العالم أن مؤلف كتاب (الآيات الشيطانية) وكذلك من نشره وهو مطلّع على مضمونه، يحكم عليهم بالإعدام... وأطلب منهم أن ينفذوا حكم الإعدام سريعاً حيث وجدوهم، ومن يقتل في هذا السبيل فهو شهيد إن شاء الله تعالى).
- ذكرى استشهاد سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وزوجته وطفلهما.
ولد سماحة السيد الشهيد عام 1952 م. في بلدة مستضعفة (النبي شيث) من أبوين هاشميين موسويين، حيث تميز هذا السيد بوعيه المبكر وبنضوجه الملفت وكان محباً للعلم، فكان أن التحق بمعهد الدراسات الإسلامية في صور عام 1968م، على إثر لقاء جمعه مع السيد موسى الصدر حيث تابع على يديه الدراسة في أكثر من سنة، ثم ارتحل بعدها إلى النجف الأشرف وتابع دراسته على أيدي مراجع الأعلام.
فقد أمضى تسعة أعوام في النجف، وأمام ملاحظة النظام العراقي، ومداهمة بيته في النجف وبناءً على طلب من السيد الشهيد الصدر كانت عودته إلى لبنان عام 1978 م وأسس حوزة الإمام المنتظر في بعلبك.
- تزوج السيد الشهيد من ابنة عمه سهام عام 1973. وتتلمذت بدورها على يدي زوجها.
- عند انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان السيد الشهيد من أوائل الداعمين لها والثائرين في ركب قائدها، حيث رأى في شخصية الإمام (قده): أنموذجاً مصغراً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم).
- كان تحرير فلسطين حلماً يؤرق السيد الشهيد "قده" منذ مطلع شبابه وكان ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيواجه فيه الصهاينة، والحلم قد تحقق على إثر الاجتياح الصهيوني للبنان فقاوم السيد الشهيد كعادته وهكذا انطلقت عام 1982م مسيرة حزب الله عبر المقاومة الإسلامية التي شاركت أولى مجموعاتها في التصدي لهذا الاحتلال خاصةً على مداخل بيروت.
وعلى إثر الاجتياح تشرف السيد عباس بلقاء الإمام الخميني (قده) الذي أكد لهم: أنه عليكم أن تنطلقوا من الصفر". وعاد السيد الشهيد وانطلق مع بعض إخوانه في إنشاء حزب الله.
- فبدأت المقاومة الإسلامية بانتصاراتها المتكررة والمتلاحقة منذ ذلك الحين إلى وقتنا هذا حيث سطرت أروع ملاحم البطولة والجهاد التي حفرت على جبين التاريخ.
- وكانت جبشيت محط رحال السيد في يوم الشهادة وذكرى شيخ الشهداء 16 شباط عام 1992 م. ومن على منبر شيخ الشهداء وشيخ الأسرى خطب السيد في الجموع الغفيرة بكلام هو أقرب إلى الوصية منه إلى الخطبة، وكانت خطبة الوداع.
وبعد أن ختم خطبته بالوصية الختام "حفظ المقاومة الإسلامية" عاهد الله، ومضى شهيداً مع زوجته وطفله في طريق العودة وعلى مشارف بلدة تفاحتا العاملية كمنت له مروحيات معادية له صهيونية استهدفت موكب النور ليرتفع السيد إلى السماء بجوار محمد وآله الأتقياء.
- ذكرى استشهاد شيخ الشهداء (16 شباط 1984):
- ولد الشهيد الشيخ راغب حرب عام 1952 م من أبوين كادحين، وكانت مسيرة الجهاد من مسقط رأسه، ثم إلى بيروت عام 1969م. لطلب العلم، ثم إلى النجف الأشرف عام 74 م. ثم إلى وطنه، وبعدها إلى طهران وانتهت حياته في جبشيت بشهادة مدوية.
على إثر الاجتياح الصهيوني لوطنه ما فتئ الشيخ الشهيد يقاوم هذا العدو المتغطرس فقد اعتقل مرات عديدة، ونجا من الغدر والمكر مرات مديدة لكن صوته كان دائماً يردد: (الموقف سلاح والمصافحة اعتراف).
فعند ازدياد العمليات الجهادية ضد العدو، وكان الشيخ قائدها ورائدها، فأرادوا أن يتخلصوا منه علهم يطفئون الشعة المتأججة.
وفي السادس عشر من شهر شباط وفي ليلة الجمعة من عام 1984م. وبعد أن أنهى الشيخ قراءة دعاء كميل، وبلل وجهه بدموع الخشية، توجه للسهر مع بعض إخوانه في بيت منزله، وأثناء خروجه، صوب العملاء المرتزقة والمأجورون بيدهم المرتجفة رصاص حقدهم الغادر وهوى الفارس عن صهوة جواده ليروي بدمه الطاهر عطش الأرض مردداً كلماته الأخيرة "الله أكبر الله أكبر".
وفي صباح اليوم التالي ترددت أصداء الجريمة النكراء، فأدمى ذلك قلوب المؤمنين، وقرح جفونهم، حيث احتشدت الألوف في مهرجان الشهادة يهتفون بملء حناجرهم مهددين بالثأر لدم الشهيد.
وقد أثبتت الأيام أن دماء الشهيد السعيد الشيخ راغب حرب لم تذهب هدراً لكنها تسامت وارتفعت لتنبت في ربى الجنوب مجاهدين شرفاء ومقاومين أشداء هم أبطال المقاومة الإسلامية.
وكان حري للمقاومة الإسلامية أن يكون لها أسبوع، وهل هناك أفضل من أسبوع تكرم به من ذكرى قائديها الشهيد السيد عباس، والشهيد الشيخ راغب.
- يوم القدس العالمي ( 24 شباط/25 رمضان):
- نظرة حول القدس:
القدس مدينة فريدة في العالم بمكانتها الروحية والتاريخية والحضارية، فقد قدّسها الله بأنبيائه الصالحين وورثها الإسلام كما ورث رسالات الأنبياء السابقين. وهي المنطقة الأكثر حضارة والأهم موقعاً والأكثر أنبياءً من لدن آدم وحتى نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وتكثر فيها المقامات التي تخلد ذكرى استقرار الأنبياء فيها أو مرورهم عبرها كمقام النبي إبراهيم وشعيب وموسى وعيسى (عليهم السلام).
وقد سميت مقدسة لأنها طهرت من الشرك وجعلت مسكناً للأنبياء، وعندما يقدس الإسلام مكان من الأمكنة يقدسه من زاوية العقيدة والفكر وعلاقته بالدين وليس من حيث الحدود الجغرافية ومدى نفعها الاقتصادي والعمراني، فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد اتخذها قبلة يتوجه إليها المسلمون بالصلاة طيلة ست عشرة سنة.
فهذه الأرض المقدسة قد دنسها اليهود وشردوا شعبها في كل أرجاء البلاد، وأصبحت على مدى السنين الطويلة مهيأة إلى تقبل فكرة وجود دولة إسرائيل والاعتراف بشرعيتها والتي شكلت زيارة السادات الخطوة الأولى في هذه المؤامرة، لولا الحدث الذي أربك العالم كله – انتصار الثورة الإسلامية في إيران-.
من هنا ندخل إلى الإعلان المبارك ليوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني (قده) في (20 رمضان عام 1399هـ. الموافق 7/8/1979م) حيث اقترح في بيان وجهه إلى مسلمي العالم أن يكون آخر جمعة من شهر رمضان المبارك " يوم القدس " ودعا كافة مسلمي العالم أن يعلنوا في هذا اليوم تأييدهم للحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم.
وكان هذا الإعلان الخطوة الأولى لبداية التحول الحقيقي لمسار الصراع مع العدو الغاصب ولتعود للقدس تلك الحرارة التي تستحقها في قلوب المسلمين لما تحمله من الأبعاد العقائدية والتاريخية عند الأمة وليكون ذلك دافعاً لتحرك الأمة من أجل تحريرها من ذلك العدو المدنس لها والمنتهك لمقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى.
- بعض دلالات يوم القدس العالمي:
1- كشف خطر الكيان الغاصب على الأمة الإسلامية.
2- استنهاض الشعوب الإسلامية وإبراز الثقة بها.
3- الاهتمام بالأبعاد الإيمانية والروحية في حركة الصراع.
هذه أهم مناسبات شهر رمضان المبارك لعام 1415هـ.
كتبها الشيخ عبده أبو رية/ مسؤول ثقافي قطاع الزهراني/ منطقة الجنوب/.
*أحداث متفرقة (شهر رمضان/ الموافق لشهر شباط)
- 6 رمضان: نزول التوراة على النبي موسى (عليه السلام).
- 6 رمضان: مبايعة الإمام الرضا (عليه السلام) بولاية العهد.
- 12 رمضان: نزول الإنجيل على النبي عيسى (عليه السلام).
- 5 شباط: عملية استشهادية للشهيد حسن قصير قرب مؤسسة جبل عامل في صور عام 1984م.
- 6 شباط: انتفاضة 6 شباط عام 1984م.
استشهاد القائد الحاج سمير مطوط مع ثلة من إخوانه في عملية نوعية في تلة علي الطاهر عام 1987م.
- 16 شباط: الانسحاب الصهيوني من صيدا عام 1985م.
- 17 شباط: عملية نوعية للمقاومة الإسلامية في كونين حيث تم فيها أسر جنديين صهيونيين 1986م.
(مسابقة العدد):
1- كيف نوفق بين نزول القرآن في ليلة القدر وبين نزوله متفرقاً؟
2- من خطط لعملية اغتيال أمير المؤمنين (عليه السلام ) وكيف حيكت المؤامرة؟
3- على ماذا نص الصلح بين الإمام الحسن (عليه السلام) وبين معاوية وكيف تعامل معاوية مع هذا الصلح؟
ملاحظة: - آخر مهلة لتسلم المسابقة (20 شهر رمضان المبارك).
- تسلم للمندوب الثقافي في القطاع.
- هناك جوائز لأفضل جواب عن هذه الأسئلة الخمس للخمسة الأوائل من كل منطقة.
- وهناك جوائز قيمة للأول والثاني والثالث من كل قطاع.
- وهناك إمكانية للفوز بجائزتين معاً من القطاع والمنطقة.