السبت, 23 11 2024

آخر تحديث: الجمعة, 01 آذار 2024 3pm

تصريح لإذاعة طهران حول قضايا متعددة

sample imgage

أولاً : المؤتمر الإسلامي الغربي بعنوان ( الإسلام السياسي والغرب ) المنعقد في نيقوسيا (قبرص). لا يخفى على أحد أهمية مثل هذا المؤتمر ، فهو مطلوب في ظلّ الأوضاع الحاضرة التي يحاول فيها الإعلام العالمي الموجّه من الصهيونية العالمية وقوى الإستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا تصوير الإسلام بأنّه العدو الأول للبشرية خصوصاً بعد سقوط المعسكر الإشتراكي بزعامة الإتّحاد السوفياتي السابق ، إلاّ أنّ هذا المؤتمر وأمثاله ينبغي أن تتمخّض عنه قرارات تتحوّل إلى خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل وبرامج تنتج عنها تتمحور برأينا حول النقاط التالية : الأولى : توضيح أنّ الإسلام هو الدين الذي يساوي بين أفراد الإنسانية ويحترم الرأي الآخر ولا يصادر حريات الناس ولا يلغي وجودهم ويدفع بالإنسان نحو تسخير طاقاته وإبداعاته الخلاّقة لخدمة الإنسانية وبناء الحياة بمعناها الإلهي القائم على إرشاد موازين الحق والعدل . الثانية : أنّ الإسلام ليس عدواً للغرب وحضارته وأنظمته ، والعالم الإسلامي حاضر للتعاون مع ذلك العالم الغربي بما يخدم قضايا

الإنسانية العامة الباحثة عن السلام والأمن في عالمٍ مضطرب . الثالثة : إنّ الإسلام لا يمنع من التعامل مع أيّ شعبٍ أو أمّة أو كيان طالما أنّ ذلك التعامل ينطلق من المساواة في الإنسانية ، وأمّا إذا كان المراد من التعامل هو الإستقواء والإستعباد والسيطرة بغير وجه والهيمنة فهذا مرفوض من وجهة نظر إسلامية كما من كلّ الأضرار في العالم قديماً وحديثاً . الرابعة : إنّ استبدال الخطر الشيوعي الذي زال بزوال قاعدته ... الإتحاد السوفياتي ( لا يجوز استبداله بخطرٍ آخر تحاول الصهيونية العالمية والقوى الإستكبارية في العالم أن تخترعه وهو ( الخطر الإسلامي ) لتبرير بيع منتجاتها الضخمة من الأسلحة والعتاد الحربي المتطوّر ، وهذا ما نراه من خلال التشويه المتعمّد لصورة الإسلام في الإعلام العالمي وخصوصاً صورة ( الجمهورية الإسلامية في إيران ) التي يصوّرونها كنموذج عن الدولة الإسلامية التي تتبنّى الإرهاب سلاحاً لها ، بينما الحقيقة هي أنّ الإرهاب الرسمي تمارسه أمريكا من خلال اعتداءتها على الشعوب المستضعفة وكذلك الإرهاب الرسمي الذي تمارسه جرثومة الفساد الكيان الغاصب لفلسطين يومياً ضدّ الفلسطنيين واللبنانيين ، وأكبر دليل على إرهابهم هو مجزرة قانا التي ارتكبها الصهاينة المجرمون بطائرات وصواريخ أمريكية ، ومحاولة اغتيال ( خالد مشعل ) ممثل حركة حماس في الأردن قبل فترة قصيرة . ثانياً : مؤتمر القمة الإسلامية في طهران (إيران )، إنّ هذا المؤتمر هو الإستجابة للنداء الإلهي بضرورة أن يتقارب المسلمون مع بعضهم البعض وأن يتوحّدوا لما في ذلك من القوّة للجميع وإظهار القدرات الموجودة عند الأمّة خصوصاً عندما تعيش أوضاعاً صعبة كما في الظرف الراهن . من هنا نقول إنّ مؤتمر طهران هو الفرصة المناسبة والمتاحة حالياً لكي يعمل رؤساء وملوك وأمراء الدول الإسلامية على الإلتقاء حول النقاط المشتركة فيما بينهم لمواجهة الهجمة الإستكبارية العالمية التي تقودها أمريكا ولمواجهة التعنّت الإسرائيلي خصوصاً بعد الجمود الذي أصاب المفاوضات التي كانت تجري لإحلال السلام بالمعنيين الأمريكي والإسرائيلي والمضرّ بمصالح الإسلام والأمّة الإسلامية ، كما أنّ انعقاد المؤتمر المذكور في إيران الإسلام بالخصوص ونجاح هذا المؤتمر يقدّمان الدليل الواضح على مقدار النجاح الذي استطاعت جمهورية الإسلام في إيران أن تحقّقه في سبيل تحقيق التقارب والتوحّد بين المسلمين لما في ذلك من الخير العميم للجميع ، ونأمل من الله العلي القدير أن يكون عقد المؤتمر في إيران الإسلام مباركاً ليكون خطوة أساسية نحو تحرير إرادات الأنظمة الإسلامية من التبعية للإستكبار وتحرير مواردها التي لا تنضب من النهب المنظّم الذي تمارسه الشركات الكبرى المرتبطة بالدول الكبرى وخصوصاً الشيطان الأكبر (أمريكا ) . ثالثاً : خلفيات التفجيرات في لبنان ، من الواضح أنّ هذه التفجيرات التي جاءت بعد سلسلة خطوات مهمّة كان أبرزها زيارة الرئيس الحريري إلى إيران والإستقبال الحار الذي أقامته له الجمهورية الإسلامية لها دلالات واضحة عن إنزعاجٍ إسرائيلي من هذا التقارب الذي يمكن أن يؤدي بنظر الكيان الغاصب إلى تفعيل المقاومة وتقوية دورها من خلال المساندة والدعم السياسيين اللذين قدّمتهما الجمهورية الإسلامية ولا زالت للبنان ومقاومتة ضدّ الكيان الصهيوني الغاصب . والدليل على أنّ مصدر هذه التفجيرات هو إسرائيلي أنّ لا مصلحة للبنان الآن في تخريب علاقاته مع أمريكا خصوصاً بعدما رفع الحظر عن سفر الأمريكيين للبنان والإنفتاح الأمريكي السياسي والإقتصادي على لبنان ، والواضح أن لا مصلحة لسوريا في تعكير علاقاتها مع أمريكا في هذا الظرف أيضاً لأنّ سوريا تسعى إلى أن تكون أمريكا شريكاً فاعلاً ووسيطاً نزيهاً في المفاوضات المجمّدة مع إسرائيل من أجل استعادة الجولان الممثل بالتزامن مع الإنسحاب من الجنوب والبقاع الغربي في لبنان ، وكذلك لا مصلحة للمقاومة الإسلامية في افتعال مثل تلك التفجيرات خصوصاً بعد اقتراب الدولة من منطق المقاومة وبعد التطوّر النوعي الذي طرأ على موقف الجيش اللبناني الذي يشارك المقاومة هذه الأيام في التصدي للإعتداءات الإسرائيلية وقد شهدنا قبل فترة استشهاد مجموعة من جنود الجيش اللبناني في نفس الوقت ، وبعد التصريحات العلنية لكلّ مسؤولي الدولة اللبنانية بأنّ المقاومة مستمرّة طالما بقي الإحتلال في لبنان . من هنا نقول إنّ الاصابع الإسرائيلية واضحة للعيان في تلك الإعتداءات وتهدف إلى أمورٍ عديدة هي : 1. إعادة أجواء الحذر وعدم الثقة بلبنان الدولة والكيان وإثبات أنّه ما زال مصدراً للإرهاب وخطراً على رعايا الدول الأجنبية وخصوصاً رعايا الولايات المتحدة الأمريكية . 2. ضرب العلاقة القوية بين الدولة اللبنانية والجيش من جهة والمقاومة الإسلامية وحزب الله من جهةٍ أخرى فيما لو تمكّنوا من إثارة الشكوك حول مسؤولية المقاومة عن تلك التفجيرات . 3. زعزعة العلاقة بين سوريا وأمريكا من جهة ، وبين سوريا ولبنان من جهةٍ ثانية ، وبين سوريا والمقاومة من جهةٍ ثالثة أيضاً . إلاّ أنّ الظاهر أنّ الجميع قد فهم أبعاد هذه التفجيرات وأجمع الكلّ على شجبها واستنكارها واتهام إسرائيل بأنّها وراء تلك الإنفجارات لإرباك الساحة الداخلية في لبنان وتخريب العلاقات بين أطراف استطاعوا أن يؤلّفوا جهة واحدة في مقابل التعنّت الإسرائيلي ، ولا شكّ أنّ هذه الجهة المتشكّلة حالياً من المقاومة الإسلامية والدولة اللبنانية وجيشها وسوريا الأسد وإيران الإسلام تزعج إسرائيل كثيراً ، لأنّ هذه الجبهة قادرة على ردّ مغامرة إسرائيلية يمكن أن تقوم بها . والحمد لله ربّ العالمين.