سبل السلام لسماحة الشيخ محمد توفيق المقداد

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر...) وقال أيضاً: (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين)، وقال تعالى كذلك: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد).

تشير هذه الآيات الثلاث وما شابهها في القرآن الكريم على أهمية المسجد ودوره الإيماني والروحي والتربوي والاجتماعي في عقيدتنا الإسلامية التي تعمل على بناء الشخصية الإسلامية المؤمنة والقادرة على خوض غمار الحياة الدنيا من كل نواحيها وجوانبها الدينية والدنيوية.

تقدم الكلام في العدد الماضي عن حرمة الغناء والاستدلال على ذلك بأدلة من الكتاب الكريم والسُّنَّة النبوية وأحاديث الأئمة المعصومين عليهم السلام واستوفينا الحديث فيه.

ومن المعلوم أن أحكام الإسلام تحليلاً وتحريماً نابعة من وجود مصالح ومفاسد موجودة في الواقع وفي الأشياء التي تتعلق بها الأحكام، وبما أن الغناء محرَّم شرعاً فلا بد إذن من وجود مفاسد وأضرار فيه، وهي التي سوف نسعى لتوضيحها لتكون صورة تحريم الغناء جلية أكثر.

قد يعيش الإنسان أحياناً في مجتمع ذي طبيعة ثقافية واحدة ناتجة عن اشتراك أفراد ذلك المجتمع في عقيدة مشتركة, فتترتب على ذلك أنماط متوحدة أو متقاربة في العادات والتقاليد والأعراف وأنواع السلوك.

وقد يعيش أحياناً في مجتمع ذي طبائع ثقافية متنوعة مصدرها تعدد العقائد, مما يستلزم تنوعاً في العادات والتقاليد وغير ذلك.