سبل السلام لسماحة الشيخ محمد توفيق المقداد

(أهنّئ المستضعفين والمحرومين كافّة وجميع شعوب العالم وخصوصاً المسلمين عامّة بالميلاد السعيد الميمون والهجرة المباركة لخاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أصبح مبدأ النهضة الإسلامية الربانية ومصدر نشر العدالة وثقافة الإنسان ومؤسّس حركة القضاء على أسس الظلم والإساءة، والرقي بمنزلة الإنسان العليا، والهجرة عن جميع المظالم والصفات الشيطانية والحيوانية والإتجاه نحو النور المطلق ومنبع الكمال ومؤسّس الأمّة والإمامة).

يختصر هذا النص المهم جداً عن الإمام الخميني "قده" شخصية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال ذكر المواصفات الأساسية والأهداف الإلهية الكبرى التي سعى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أجلها طيلة حياته الشريفة لتصبح عقيدة ومنهاج حياة للبشرية الباحثة عن العدالة والأمن والفضائل.

من الواضح جداً أنّ طريق الجهاد الذي يسلكه الثائرون في هذا العصر ضدّ كلّ ألوان الفساد والإنحراف والإستغلال والإستعباد لن يكون طريقاً سهلاً مفروشاً بالورد والرياحين، بل هو طريقٌ صعبٌ وطويلٌ وشاق، وهذا يعني أنّ المتابعة في هذا الطريق تحتاج إلى المعدات اللازمة والضرورية من أجل بقاء القدرة والإرادة على المواصلة و الإستمرار.

وعلى رأس الإحتياجات المطلوبة "الصبر" في مواجهة كلّ هذا الجو الذي نقاتله ونحاربه، ولا شكّ أنّ هذا الصبر محتاج إلى الإرتباط القوي بالله عزّ وجلّ والثقة به في كلّ المراحل سلبية كانت أو إيجابية، لأنّ النجاح الدائم في الخطوات مدعاة للغرور، والفشل الدائم مدعاة للإحباط و اليأس.

من الواضح أنّ مسألة الدفاع عن الشعوب من المسلَّمات إن لم نقل بأنّها من البديهيات، باعتبار أنّ هذه المسألة ترتبط بشكلٍ أساس باستقلالية الشعوب وحرية قرارها والسيطرة على مواردها وأمورها، ولهذا نجد كلّ الكيانات قديماً وحديثاً أعطت هذه القضية حقّها من الرعاية والإهتمام وبذل الجهود وحشد الطاقات والإمكانات للوصول إلى أعلى مراتب القدرة على الدفاع لمواجهة حالات الخطر الداخلي أو الخارجي على حدٍّ سواء.