الوحدة الإسلامية" الإسلام والثورة الحسينية
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات سيرة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 10:04
- اسرة التحرير
تميّزت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في تاريخنا الإسلامي الطويل أنّها وضعت الحدود والضوابط بين الحق والباطل حتّى لا تختلط الأمور ويشتبه الفهم أو يحصل الإلتباس والإرتباك عند الناس، وتلك الضوابط هي الترجمة العملية الصحيحة لآيات كتاب الله ونصوص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حول الحكم والحاكم وكيف ينبغي أن يكونا في الإسلام.
ولهذا فإنّ الثورة الحسينية هي ثورة الإستقامة ضدّ الإنحراف، وثورة الأصالة ضدّ العادات والتقاليد والقوانين الجاهلية الموروثة، وهي ثورة المبادىء ضدّ الإنتهازية على قاعدة "الغاية تبرّر الوسيلة"، وهي قبل كلّ هذا ثورة العموم من المسلمين آنذاك ولو لم يصرّحوا جميعهم بذلك ضدّ الخصوصية والفئوية التي كان يُعمَل على إرسائها في واقع الأمة الإسلامية آنذاك.
مع الإمام الحسين (عليه السلام) في ثورته الإصلاحية
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات سيرة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 10:03
- اسرة التحرير
جرت معركة كربلاء بين الإمام الحسين (عليه السلام) ومن معه من أهل بيته وأصحابه وبين الجيش الأموي في ظروفٍ غير متناسبة من حيث حجم القوى عند الفريقين، ففي الوقت الذي لم يتجاوز عدد جيش الإمام الحسين (عليه السلام) السبعين رجلاً إلّا بنيِّفٍ من الرجال تجاوز عدد الجيش الأموي الثلاثين ألفاً كما في بعض الروايات والمصادر التاريخية، ممّا يعني أنّ نتيجة المعركة كانت محسومة سلفاً قبل أن تبدأ، وهذه المعركة يوردها قرّاء العزاء بتفاصيلها شبه الدقيقة فلا حاجة لسردها ونترك أمر ذلك للأخوة.
والذي يعنينا في هذا المجال هو: ما هو الدور الذي لعبته الثورة الحسينية لحماية الدين الإسلامي من الإندثار، خصوصاً أنّ المعركة أسفرت عن هزيمة للإمام الحسين (عليه السلام) واستشهاده مع كلّ من كان معه من أهل بيته وأصحابه.
اِقرأ المزيد: مع الإمام الحسين (عليه السلام) في ثورته الإصلاحية
المعالم الرئيسة للسياسة في عهد النبي (صلى الله عليه وآله)
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات سيرة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 10:03
- اسرة التحرير
أولاً: الركائز الأساسية للسياسة النبوية:
- الفهم الواعي للشريعة الخاتمة ( الإسلام ) وأهدافها.
- الفهم العميق للمجتمع الجاهلي.
- العناصر الذاتية في شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وآله).
اِقرأ المزيد: المعالم الرئيسة للسياسة في عهد النبي (صلى الله عليه وآله)
مع الإمام الحسين (عليه السلام) في ثورته
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات سيرة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 10:03
- اسرة التحرير
ممّا لا شكّ فيه أنّ الثورة التي قادها الإمام الحسين (عليه السلام) انطلقت من أسبابٍ كانت واضحة جداً لا مجال للاشتباه فيها، وأهم تلك الأسباب على الإطلاق كان الخوف على الشريعة الإسلامية التي وصل تلاعب الأمويين بها إلى الحد الذي كان من الممكن لولا تلك الثورة أن يعيد الناس إلى الجاهلية الجهلاء حيث كان الظلم والإنحراف والفساد هو المسيطر على حياة الناس مع ما ينتجه من مآسٍ وويلات وحروب.
وهل كان هناك أشدّ خطراً على الدين آنذاك من وصول يزيد بن معاوية وهو في أوصافه السلبية الخبيثة؟ ألا تدلّ مبايعة يزيد بالخلافة والولاية على المسلمين على حجم الإنحراف من المبادىء الذي وصلت إليه الأمة نتيجة مؤامرات الأمويين بزعامة معاوية بن أبي سفيان سليل الشجرة الملعونة في القرآن؟.
مع الحسين (عليه السلام) في ثورته الإصلاحية
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات سيرة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 10:03
- اسرة التحرير
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه : {... الذين إن مكَّنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر...}.
تتحدث هذه الآية الكريمة عن الوظائف التي يقوم بها عباد الله الصالحون فيما لو أمكنهم الله عزّ وجلّ من الوصول إلى مراتب الولاية والحاكمية على البشر، وهذه الوظائف المذكورة في الآية يمكن اعتبارها عصارة ما يجب على الحاكم القيام به، وبمعنى آخر فإنّ كلّ وظيفة منها إشارة إلى النمط المساوي لها وفي رتبتها لأنّ القرآن لم يفصِّل كلّ القضايا التي وردت فيه لاقتصاره على ذكر العناوين الكلية دون الدخول في التفاصيل والتفريعات، ويمكن القول بشكلٍ عام إنّ الوظائف المشار إليها في الآية هي:
خواطر في أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات سيرة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 10:02
- اسرة التحرير
لم تأخذ أيّة ثورة في التاريخ الإنساني العام، والتاريخ الإلهي بشكلٍ خاص المقدار الواسع من الإهتمام والعناية كما هو الحال مع ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) المحفوظة بتفاصيلها الكبيرة والصغيرة منها، والتي أصبحت بفضل هذا التركيز في حفظها جزءاً لا يتجزّأ من وجدان الناس الذين اهتمّوا بتلك الثورة ولا زالوا يحيون ذكراها إلى يومنا هذا مع بداية كلّ عامٍ هجري جديد.
والسؤال الأساس الذي يطرح نفسه هو :(لماذا هذا الإصرار على إحياء عاشوراء الحسين (عليه السلام) وما الغاية المتوخاة من ذلك؟).
وللإجابة على هذا السؤال قد يحتاج الإنسان للعودة إلى التاريخ لكي يدرس الظروف والمعطيات والوقائع التي أدّت إلى حصول تلك الثورة، ولكن بنحوٍ إجمالي يمكن القول إنّ السبب لحدوث النهضة الحسينية هو "انحراف الأمة عن الصراط المستقيم" و"تحوّل الحكم الإسلامي من أداة لإيصال الناس إلى الله وتحقيق العدالة إلى حكمٍ ملكي متوارث لا مكان لله فيه".
وبما أنّ هذين السببين "انحراف الأمة وتحوّل الحكم لا زالا موجودين وبقوة في الساحة المعاشة، فهذا يعني أنّ كربلاء لا زالت موجودة أيضاً بكلّ شعاراتها وأهدافها ومبرّراتها لأنّها النقيض عن كلّ ذلك.
وهذا وحده كافٍ لتبرير سبب بقاء تلك الثورة حية في الواقع المعاش لأنّها صرخة التعبير عن رفض الطغيان واستنكار استغلال موارد الأمة في الوجهة الخطأ والأهداف الخطأ البعيدة عن وجهة وأهداف الأمة والحكم في الإسلام.
وأمّا الأهداف المتوخاة من إحياء عاشوراء بنحوٍ مفصَّل فيمكننا أن نحدّدها على النحو التالي:
أولاً: تعويد الناس على روحية الرفض للواقع المنحرف، إذ بدون وجود قدوة مارست الرفض لا يمكن للناس أن ترفض عندما تجد أنّ الواقع أقوى منها وقد يميل إلى الإستسلام والخضوع له وتعتاد على الإنصياع ممّا يقتل في النفوس كلّ معاني الرفض والإباء والثورة ضدّ الإنحراف.
ثانياً: استنهاض الهمم ومحاولة تغيير الواقع نحو الملائمة مع ما يستلزمه الخط الإسلامي للحياة، وهذا يتحقّق من خلال رفض التعاون مع الظالم وتزويده بأسباب القوة والبقاء، وهذا بالتالي يقوي الأمل بقرب الخلاص عندما تصبح الأمة ذات همّة عالية أبية تجبر الظالم على الإنصياع لأمرها والرضوخ لشروطها وتوجّهاتها والتخلّص منه ومن شروره وآثامه وإفساده.
ثالثاً: الإعتبار، لأنّ عاشوراء حفلت بمظاهر من القسوة والوحشية والإجرام إلى درجةٍ لم توفر حتى الأطفال الرُضَّع من القتل، مع ما حدث في كربلاء من تشويه وتمثيل عنيف بجثث الشهداء وقطع رؤوسهم وأطرافهم والإنتقال بها من بلدٍ إلى بلد بطريقةٍ تتنافى مع إنسانية الإنسان وما يرمز إليه من قيم ومبادىء إلهية سامية.
وهذا كلّه يستنفر في الإنسان كلّ معاني الخير والفضيلة ويدفع به إلى الثورة ضدّ مثل ذلك الحاكم المنحرف الظالم الذي يستبيح كلّ المحرّمات والحرمات من أجل أن يحفظ حكمه ولو على حساب إزهاق الأرواح وتدمير حياة المجتمع والأمة.
وعندما نلقي نظرة على الواقع الذي نعيش اليوم نجد أنّ هذه الأهداف المتوخاة من الإحياء لعاشوراء متجسّدة وحقيقية عند من يؤمنون بالطريقة الحسينية الكربلائية في إدارة أمور الصراع مع الكفر من جهة والنفاق من جهةٍ أخرى، بينما الذين لا يؤمنون بتلك الطريقة يخبطون خبط عشواء في إدارة ذلك الصراع ويحارون كيف يتعاملون معه وبأيّ أسلوب.
إنّ من أهم مميزات ثورة الحسين (عليه السلام) أنّها حدّدت مساراً للتعاطي مع الظلم والإنحراف لا محيص عن العمل بموجبه من أجل الوصول إلى المبتغى والمأمول وقد أثبت هذا المسار صدقيته في مواجهة الكثير من الحالات الشاذة والصعبة، وها نحن اليوم نرى الآثار الإيجابية له في مواجهة الكيان الغاصب إسرائيل، حيث استطاعت المقاومة الإسلامية المنطلقة على هدي ذلك المسار من إيقاع الهزيمة للمرة الأولى بذلك الكيان عبر خمسين سنة من الصراع، وختمت المقاومة بذلك باباً عريضاً للأمل بمستقبلٍ مشرق لا أثر فيه للاحتلال البغيض لقدس المسلمين وفلسطين الأمة الإسلامية.
لهذا كلّه نقول إنّ الأمة كلّها مدعوّة اليوم وقبل الغد إلى التمسّك بالمسار الحسيني في مواجهة الأخطار التي تواجهها، وهذا المسار وحده هو الكفيل بإنتاج روحية الرفض وروحية الإباء الحسيني القادرة على وقف هذا الإنحدار الذي تسير فيه الأمة، والقادرة على إعادة القرار الحر المستقل وإيقاف نهب الثروات والخيرات.
والحمد لله ربّ العالمين .