جواب عن مسألة اجتماعية لإذاعة النور
لعلنا لا نغالي في القول بأن العصر الذي نعيش فيه ليس بالعصر العادي التقليدي بالنسبة لنا نحن شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، والسر في ذلك أننا صرنا وحدنا تقريباً الوارثين لخط الأنبياء (عليهم السلام)، ويقع علينا من خلال قناعاتنا العقائدية المبتنية على الإيمان بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) الغائب المنتظر مسؤولية المواجهة لكل الخط الاستكباري المتمثل في زماننا هذا بأمريكا وإسرائيل وأذنابهما من الأنظمة العميلة الخادمة لمصالح القوى العالمية والحامية لها في مواجهة شعوبنا العربية والإسلامية. إن هذه الموقعية القائدة التي وصلنا إليها في هذا الزمن لم تأتنا هبة أو منة من أحد، وإنما كانت ثمرة مسار جهادي طويل دفعنا فيه الكثير من دماء
عمل الأطفال
من الواضح جداً أن عمل الأطفال أخذ ولا يزال حيزاً مهماً من النقاش والجدل حول مشروعيته من الناحية الإنسانية والحقوقية، باعتبار أن الطفل غالباً ما يكون بحاجة إلى الرعاية والعناية والاهتمام، لأن الطفولة هي مرحلة التهيؤ والاستعداد على المستوى الفكري والجسدي ليصبح مؤهلاً للانخراط في العمل الإنتاجي، والجسدي منه بالخصوص، حيث لا يستطيع الطفل أن يتحمل ذلك في سنوات طفولته. ولهذا صدرت التشريعات القانونية عند غالبية الدول التي تمنع أصحاب المؤسسات وذوي العمل الإنتاجي بأنواعه المختلفة من تشغيل الأطفال، لأن هذا الأمر يعتبر تعدياً على حقوق الطفل الإنسانية، إلا أن هذه التشريعات لم تستطع أن تحد من هذا التشغيل إلا بنسبة قليلة، خاصة في دول العالم الثالث الفقيرة، حيث يسعى أرباب العمل إلى توظيف الأطفال بأجور متدنية طمعاً بالأرباح التي يوفرونها من جهة، واستغلالاً لحاجات العوز والفقر التي تعانيها شعوب تلك الدول فتضطر لأن ترسل أطفالها للعمل ليساعدها ذلك على تجاوز مصاعب الحياة المادية والاجتماعية. ونحن نرى أن
المسؤولية تجاه الرأي العام
قال الله تعالى في محكم كتابه: ( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنّة إن هو إلا نذير لكم...) من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق الأشخاص الرساليين الملتزمين هو أن يمارسوا دور التوضيح للأمور والإنارة للرأي العام بالطريقة التي تصحح المسار وتزيل عن الأذهان التوجهات والأفكار الخاطئة أو المنحرفة التي يسعى الآخرون من مواقعهم المختلفة لإلهاء الناس بها تحقيقاً لمآرب وأهداف قد لا تخدم ـ كما هو الواقع ـ التوجهات الأصلية. وفي الآية الكريمة دعوة واضحة إلى الجميع لكي لا يؤخذوا بهذه الأجواء التي قد تصل في أحيان كثيرة إلى الحد الذي ينساق فيه الناس لكي يقفوا في مواجهة دعوة الحق وجنوده ومناصريه، وأن عليهم أن يأخذوا وقتاً لأنفسهم ليفكروا بروية وهدوء وتمعن، لأن الصخب الذي قد يشيع حول الكثير من القضايا قد يدفع بالرأي العام لكي ينجر عاطفياً وبلا إعمال إرادة إلى تأييد الواقع على ما هو عليه ـ مع ما فيه من الأخطار ـ لمجرد التوهم أن الغالبية هي مع هذا التوجه، ولا يعقل أن يكون على خطأ أو
الإغتراب، مشاكل وحلول
مما لا شك فيه أن ظاهرة الاغتراب الناتجة عن هجرة موطن الآباء والأجداد إلى الدول الأمريكية والأوروبية وغيرها من الظواهر الملفتة في عالمنا الإسلامي، ولها أسبابها المتعددة وأبرزها السياسية والاجتماعية والإقتصادية والدراسية، ولسنا الآن بصد تحليل هذه الظاهرة على أهميتها، وسوف نقصر كلامنا في الإجابة عن استفسار الإخوة حول أحد آثار تلك الظاهرة وهو (زواج الشباب المغترب من فتيات أهل البلدان الاغترابية التي يتواجد فيها الإخوة). في البداية نقول إن كل شعب وكل أمة لها تاريخها وحضارتها وثقافتها ولها أيضاً عاداتها وتقاليدها الخاصة بها، ومن الطبيعي أن الإنسان هو ابن المجتمع الذي ينتمي إليه ويعيش فيه فيتأثر كما يؤثر في ذلك الوسط الذي تربى فيه واندمجت في نفسه حضارة شعبه وأمته بما تضمه من ثقافة وعادات وتقاليد تميزه عن غيره من أهل الشعوب والأمم الأخرى في العالم. من هذا المنطلق، عندما يهاجر الشاب المسلم المطبوع على الثقافة الإسلامية والمتبع لتقاليد وعادات الأمة الإسلامية سوف يجد نفسه في عالم غريب عنه، وبعيد عنه
المجتمع والمحافظة على القيم
مع إطلالة كل عام ميلادي جديد، تعيش مناطقنا حالة من الحذر والترقب الاجتماعي نتيجة التصرفات المنحرفة التي يقوم بها بعض المستهترين بالقيم المتجذرة عند شعبنا وأمتنا، حيث يقوم هؤلاء بارتكاب المنكرات والمحرمات بشكل علني وسافر يستفز مشاعر المسلمين العقائدية والأخلاقية والسلوكية، وهو استفزاز لغير المسلمين أيضاً من أهل الأديان الأخرى التي تعيش معنا في هذه المنطقة من العالم. فالأديان السماوية هي دعوة للتحلي بالأخلاق الفاضلة واحترام الإنسان وما يمثله من القيم والمبادئ الإنسانية اللائقة بكرامته وخلافته لله رب العالمين في الأرض. وإننا إذ لا نرفض أن يحتفل الآخرون بمناسباتهم الدينية أو غيرها، لكن على قاعدة الاحترام المتبادل وعلى
الصلاح والتقوى الاجتماعيان
قال الله:{ ... وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب }، المائدة /2. تتحدّث هذه الآية الكريمة حول ضرورة وأهمية التعاون فيما بين المسلمين لما لهذا الأمر من فوائد عظيمة على مجمل الأوضاع العامّة والخاصّة للمجتمع . وقد فسًر سبحانه ( البر ) في الآيات القرآنية بأنّه الإيمان والإحسان في المجالات المختلفة من العبادات والمعاملات ، كما في قوله تعإلى: { ولكنّ البرّ من آمن بالله واليوم الآخر ...} ، والتقوى هي مراقبة أمر الله ونهيه وعدم التجاوز عنهما . وهذا التعاون المبني على التقوى هو الأساس في المسيرة الإسلامية من أجل ربط المجتمع في وحدة متكاملة تحقّق الأهداف الدنيوية على مستوى نشر