المجموعة: مقالات فقهية
نشر بتاريخ 16 كانون2/يناير 2014
اسرة التحرير
الزيارات: 2285
أخذ معاوية قبل موته البيعة من أكثرية المسلمين لولده يزيد ليكون الخليفة بعده على الأمة، تلك البيعة التي كانت بالترغيب تارة والترهيب أخرى، وذلك لكي يضمن انتقالاً هادئاً للسلطة، ولم يبقَ ممّن لم يبايع الا عدد قليل جداً من أهل الحل والعقد، وكان من أهمهم وعلى رأسهم الإمام الحسين (عليه السلام) الذي لم يبادر معاوية لأخذ بيعته لعلمه بأنّه لن يقبل أن يتنازل عمّا هو حق له بمقتضى اتفاق الصلح المعقود سابقاً، ولذا عمل معاوية على تحصين البيعة لولده يزيد قبل أخذها له من الإمام الحسين (عليه السلام) ليتمكن من حشر الإمام (عليه السلام) بأنّه وحده الذي لا زال خارج دائرة المبايعين ويضعه في موقفٍ صعب عليه جداً ويحصر خياراته إمّا بالمبايعة ليزيد، وإمّا بالرفض الذي يبرّر لمعاوية قتل الإمام (عليه السلام) أو حبسه أو التضييق عليه بأيّ نحوٍ من الأنحاء،الا أنّ الظروف شاءت أن يهلك معاوية قبل إتمام كلّ ذلك المخطط واستلم يزيد الخلافة فعلياً، وأسّس انتقال الخلافة بهذا الأسلوب الخطوة الأولى لمرحلة استمرّت طويلاً في تاريخ الأمة الإسلامية.
اِقرأ المزيد: طاعة أولي الأمر في الإسلام 9