السبت, 23 11 2024

آخر تحديث: الجمعة, 01 آذار 2024 3pm

طاعة أولي الأمر في الإسلام 7

المجموعة: مقالات فقهية نشر بتاريخ 16 كانون2/يناير 2014 اسرة التحرير
الزيارات: 1806
sample imgage

كان السؤال في نهاية المقالة السابقة (هل حصلت الحرب بين الحسن ومعاوية؟ ومن انتصر فيها؟ وما هي النتيجة التي ترتّبت على الصراع بعد أن صارت الحرب أمراً لا مفر منه لكلا الطرفين؟

الجواب عن الشق الأول وهو "هل حصلت الحرب" إنّها لم تحصل، ولكن لا لأنّ الإمام (عليه السلام) رفض الحرب، بل لأنّ الظروف التي حصلت ألجأت الإمام إلى عدم وقوعها، والسبب أنّ الجيش الذي سعى الإمام الحسن (عليه السلام) إلى تجهيزه بعد توفير العديد المناسب قد تعرّض لاختراقات خطيرة من جانب معاوية الذي أغرى بعض أهم قادة ذلك الجيش بالأموال من قبيل "عبيد الله بن العباس" الذي كان يقود اثني عشر ألفاً من جيش الحسن (عليه السلام)، وهذا ما أدّى إلى زعزعة وتضعضع ذلك الحجم الكبير من الجند الذي استطاع الإمام (عليه السلام) أن يحشده في تلك المعركة، وهذا الجو هو الذي دفع بالإمام (عليه السلام) أن يقول لأهل الكوفة :(...أنتم الذين أكرهتم أبي على القتال والحكومة ثمّ اختلفتم عليه، وقد أتاني أنّ أهل الشرف منكم قد أتوا معاوية وبايعوه فحسبي منكم لا تغروني في ديني ونفسي).

اِقرأ المزيد: طاعة أولي الأمر في الإسلام 7

طاعة أولي الأمر في الإسلام 8

المجموعة: مقالات فقهية نشر بتاريخ 16 كانون2/يناير 2014 اسرة التحرير
الزيارات: 2321
sample imgage

فُرِضَ قبول الصلح على الإمام الحسن (عليه السلام) بعد تفرّق الناس عنه واختلاف أهل العراق وغدر أهل الكوفة، إلّا أنّه أراد من خلاله حفظ الإسلام ومصالحه العليا، وذلك لأنّ الحرب لو وقعت وانتصر معاوية كما كان هو المتوقّع، فلم يكن من المستبعد أن يلجأ هذا الحاقد على الإسلام والمسلمين أن يلغي هذا الدين من الوجود، أو أن يتلاعب بقوانينه وأحكامه بطريقةٍ تجعله مجرّد طقوس وأشكال جامدة لا تقدّم ولا تؤخّر في عملية البناء  الإنساني بمعناه الإلهي الإيماني، ومن هنا كان الصلح هو السبيل الوحيد لكي يبقى الأوفياء لهذا الدين على بصيرةٍ من الأمر بحيث يتمكنون من أن يكونوا العين الساهرة على العقيدة نظراً لموقعهم من صاحب الرسالة، ولمحبة الأمة الإسلامية لهم، ولكي يتمكنوا بالتالي من استعادة موقعهم الذي كتبه الله لهم وهم الأحق به من أيّ شخصٍ أو فئةٍ أخرى من المسلمين.

اِقرأ المزيد: طاعة أولي الأمر في الإسلام 8

طاعة أولي الأمر في الإسلام 9

المجموعة: مقالات فقهية نشر بتاريخ 16 كانون2/يناير 2014 اسرة التحرير
الزيارات: 2285
sample imgage

أخذ معاوية قبل موته البيعة من أكثرية المسلمين لولده يزيد ليكون الخليفة بعده على الأمة، تلك البيعة التي كانت بالترغيب تارة والترهيب أخرى، وذلك لكي يضمن انتقالاً هادئاً للسلطة، ولم يبقَ ممّن لم يبايع الا عدد قليل جداً من أهل الحل والعقد، وكان من أهمهم وعلى رأسهم الإمام الحسين (عليه السلام) الذي لم يبادر معاوية لأخذ بيعته لعلمه بأنّه لن يقبل أن يتنازل عمّا هو حق له بمقتضى اتفاق الصلح المعقود سابقاً، ولذا عمل معاوية على تحصين البيعة لولده يزيد قبل أخذها له من الإمام الحسين (عليه السلام) ليتمكن من حشر الإمام (عليه السلام) بأنّه وحده الذي لا زال خارج دائرة المبايعين ويضعه في موقفٍ صعب عليه جداً ويحصر خياراته إمّا بالمبايعة ليزيد، وإمّا بالرفض الذي يبرّر لمعاوية قتل الإمام (عليه السلام) أو حبسه أو التضييق عليه بأيّ نحوٍ من الأنحاء،الا  أنّ الظروف شاءت أن يهلك معاوية قبل إتمام كلّ ذلك المخطط واستلم يزيد الخلافة فعلياً، وأسّس انتقال الخلافة بهذا الأسلوب الخطوة الأولى لمرحلة استمرّت طويلاً في تاريخ الأمة الإسلامية.

اِقرأ المزيد: طاعة أولي الأمر في الإسلام 9