قيمة العمل في الإسلام
قال الله تعإلى في محكم كتابه: { ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ... }، 73 / القصص . وعن الإمام السجاد (عليه السلام) في الدعاء السادس من أدعية الصحيفة السجادية: ( ... فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب ونهضات النّصب ، وجعله لباساً ليلبسوا من راحته ومنامه ، فيكون ذلك لهم جماماً وقوّة ، ولينالوا به لذّة وشهوة . وخلق لهم النهار مُبصراً ، ليبتغوا فيه من فضله، وليتسبّبوا إلى رزقه ، وليسرحوا في أرضه ، طلباً لما فيه نيل العاجل من دنياهم ، ودرك الآجل في أخراهم ) . لم نجد أفضل من هذا المقطع لتوضيح ما أجملته الآية الكريمة من معانٍ لخلق الليل والنهار ، التي نستفيد منها أنّ الله عزّ وجلّ قد جعل الليل موطناً للراحة والتلذّذ بالنوم ، والنهار موطناً للعمل والإنتاج ، وهذا ممّا يعني أنّ الإنسان خُلق ليعمل ، إلاّ أنّ عمله ينبغي أن يحقّق هدفين معاً : الهدف الأول : تأمين مستلزمات حاجياته الدنيوية من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والتعليم والطبابة وغير ذلك . الهدف الثاني : تأمين الإنتقال من دار الدنيا إلى دار
الإطمئنان والثبات عند العاملين
قال الله تعإلى: { وكلاً نقصّ عليك من أنباء الرسل ما نثبّت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظةٌ وذكرى للمؤمنين ) 120ـ هود . إنّ السعي من أجل تبليغ شريعة الله عزّ وجلّ يعتبر من الأعمال الجليلة والرائدة في مجال تصحيح المسار الإنساني في الميادين الفكرية والسلوكية على حدٍّ سواء ، وهذا السعي غالباً ما يصطدم بعقبات وموانع متعدّدة ناتجة عن أسباب وخلفيات يجمعها كلّها عنوانٌ واحد هو: (( تغليب جانب المصلحة النفعية الدنيوية القائمة على الإنحراف عن الصراط الإلهي المستقيم )) . ونظراً للعقوبات التي عانى منها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) في طريقه وجهاده لتبليغ الرسالة الإسلامية حيث واجهته الصعوبات المتنوعة التي لم تقف عند حدّ الصدّ الكلامي القائم على الإتّهامات المتنوّعة من السحر والجنون والتلقين عن غير طريق السماء ، بل وصلت إلى حدّ الإعتداء على شخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) كما كان يحصل من بعض أكابر قريش حسب التقسيم الجاهلي وكما حصل معه (صلى الله عليه وآله وسلم ) في الطائف وغيرها . تلك