المجموعة: مقالات مختلفة
نشر بتاريخ 15 شباط/فبراير 2014
اسرة التحرير
الزيارات: 8364
قال الله تعإلى في محكم كتابه: (الذين يبلّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً) 39/ الاحزاب/.
تتعرض الآية لبيأن مهمة جليلة وعظيمة الشأن هي (التبليغ) التي تعنى أن تقوم فئة من أبناء هذه الأمة بممارسة دورها الرسالي المؤثر في إيصال كلمة الله عزوجل إلى كل المؤمنين بهذه الرسالة لكي يكون ذلك وسيلة للتطبيق السليم من جهة، ومنع تغلغل الأفكار والعقائد المخالفة إلى ساحاتنا.
وهذه المهمة كما يبدو من معناها تقتضي أن يكون المتصدون لها من ذوي المواصفات التي تؤهلهم للقيام بها بطريقة تحقق ما يراد منها على مستوى نشر الثقافة والوعي وتشجيع حركة الالتزام العقائدي والعملي.
إلا أن الذي ينبغي الالفات إليه تبعاً لما تشير اليه الآية أن هذه المهمة ليست يسيرة وسهلة، وذلك لأن القوى المضادة العاملة على الترويج لأفكارها ولطريقة حياتها قد لا تسمح للمبلغين بأن يمارسوا هذا الدور بأساليب متنوعة، فبعضها قد يمارس دور الخداع والنفاق والتدليس على الناس عبر إشاعة المفاهيم المنحرفة استناداً إلى التفسير الباطل لعدد من المفاهيم الإسلامية، وبعضهم قد يستعمل أسلوب الدعوة إلى أفكار أخرى والترويج لها بنحو لافت للنظر من جهة، وجاذب للناس من جهة أخرى لكونه مشبعاً بالمغريات الدنيوية الزائفة التي يصورها أولئك على أنها المنال والهدف الذي ينبغي أن يسعى إليه الانسأن. وبعضهم قد لا يكتفي بذلك فيضيف استعمال أساليب العنف والقوة عندما يرى أن كل أساليب التمويه والزيف لم تؤدّ للوصول إلى هدفه الباطل، وهذا هو ما نلمسه اليوم في العديد من الدول الإسلامية التي تستعمل كل هذه الأساليب مجتمعة من أجل وضع العراقيل والموانع في وجه عمل المبلّغين الرساليين الذين يريدون الخلاص والنجاة لشعوبهم من كل الانحراف والفساد المتفشي.
اِقرأ المزيد: المبلغون